الأزهر ومايكروسوفت في مجلس الأمن لمناقشة آيديولوجيا الإرهاب

وزير خارجية مصر: الفكر المريض الذي قتل ضابطا في القاهرة هو نفسه الذي قتل رواد مسرح باريس

وزير الخارجية المصري سامح شكري يترأس جلسة بشأن محاربة الإرهاب الدولي وآيديولوجيته في مجلس الأمن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يترأس جلسة بشأن محاربة الإرهاب الدولي وآيديولوجيته في مجلس الأمن أمس (أ.ف.ب)
TT

الأزهر ومايكروسوفت في مجلس الأمن لمناقشة آيديولوجيا الإرهاب

وزير الخارجية المصري سامح شكري يترأس جلسة بشأن محاربة الإرهاب الدولي وآيديولوجيته في مجلس الأمن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يترأس جلسة بشأن محاربة الإرهاب الدولي وآيديولوجيته في مجلس الأمن أمس (أ.ف.ب)

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة بشأن محاربة الإرهاب الدولي وآيديولوجيته، ترأسها وزير الخارجية المصري، سامح شكري؛ كون مصر تتولى رئاسة المجلس للشهر الحالي. واستمع المجلس، إلى إحاطات من نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان آلياسون، ومن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، محيي الدين عفيفي، ومن نائب الرئيس ونائب المستشار العام لشركة مايكروسوفت، ستيفن كروان.
يذكر أن أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، كان يفترض أن يقدم الإحاطة، إلا أنه في زيارة خارجية لأفريقيا والبرتغال.
وقال وزير خارجية مصر، سامح شكري في الجلسة: إن «الفكر المريض الذي قتل ضابطا في القاهرة هو نفسه الذي قتل رواد المسرح في باريس ومسافري بروكسل»، مطالبا بضرورة تبني «توجه شامل دون انتقائية» والتعامل «بشكل جاد مع جذور الظاهرة وأسبابها».
وقال الشيخ العفيفي في الجلسة: «إن الدين الإسلامي أمر بالرحمة والرفق بالحيوان، ومن ثم سيكون أكثر رحمة بالإنسان»، مؤكدا «أن الأزهر الشريف يعمل على مكافحة الإرهاب بالفكر».
وقال العفيفي: إن «الجماعات التكفيرية استندت إلى أفكار منحرفة تفسر تعاليم الدين الإسلامي بشكل خاطئ، وبخاصة في أمور الصدام والتكفير والجهاد والدولة الإسلامية؛ ما ألصق بالإسلام الفكر المتطرف الإرهابي، المنبوذ والمرفوض في صحيح الدين».
وأكد كروان (مايكروسوفت) على حق الخصوصية وسيادة القانون في التعامل مع مكافحة الإرهاب، وقال: «إن أي نقاش حول سوء استعمال الإنترنت هو أمر مرحب به بين شركته العملاقة والأسرة الدولية، ما دام النقاش يحترم سيادة القانون وحقوق الإنسان».
وتبنى مجلس الأمن خلال الجلسة، بيانا رئاسيا بالإجماع يطلب من لجنة مكافحة الإرهاب، أن تقدم، بعد مشاورات وثيقة مع المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب وكيانات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات الدولية والإقليمية، وكذلك الدول الأعضاء المهتمة، اقتراحا على مجلس الأمن في غضون أبريل (نيسان) من العام المقبل بـ«استراتيجية دولية شاملة» في مواجهة آيديولوجيات الجماعات الإرهابية، مع التركيز بشكل خاص على «داعش»، تتضمن أيضا «خيارات لآلية يمكن أن تكون مسؤولة عن تنسيق تنفيذ الاستراتيجية، وتعبئة الموارد اللازمة لها».
وأكد البيان، الدور الأساسي للدول الأعضاء فيما يتعلق بالأنشطة ذات الصلة، ورحب البيان بجهود الدول الأعضاء المبذولة لتعزيز التنسيق والتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، والمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية، وأشار إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه ضحايا الإرهاب في مواجهة التطرف العنيف.
وعن سبب اختيار مصر هذا الموضوع للنقاش المفتوح، قال السفير المصري أبو العطا في رسالة بعث بها إلى أمين عام الأمم المتحدة، اشتملت على «ورقة مفاهيمية» عن موضوع الإرهاب، جاء فيها أن «الهدف من النقاش هو الاستماع إلى مختلف وجهات النظر والتعليقات حول نقطتين أساسيتين: الأولى، الأهداف المحتملة لاستراتيجية دولية شاملة وناجحة لمواجهة خطاب وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية، مع التركيز بشكل خاص على تنظيم داعش. والأخرى «آلية مثالية للتنسيق والمتابعة وتعبئة ما يلزم من إجراءات وموارد».
وانتقدت الورقة المصرية الأسرة الدولية، وقال أبو العطا: إنه «على الرغم من عدم وجود نقص باهتمام المجتمع الدولي في مواجهة الروايات والآيديولوجيات للجماعات الإرهابية، ولا سيما «(داعش)، إلا أنه لم يستطع حتى الآن إيجاد خطة ناجحة؛ فهو ما زال في الوراء بهذا الصدد». وعزا المندوب المصري ذلك «أساسا إلى غياب رؤية استراتيجية حقيقية، وعدم الأخذ بنهج شامل، بدلا من نهج مجزأ مخصص حسب الحالة»
وحسب الرؤية المصرية، كما جاء بالورقة المقدمة، فإن هدف المناقشات التركيز على ما من شأنه أن يكون وسيلة عملية للتنسيق بين الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، وغيرها من المحافل (على المستوى الإقليمي، أو على الصعيد الدولي) لمواجهة خطاب وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية، وبخاصة «داعش»، وما الجهود المبذولة لمواجهة وتفنيد روايات وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية، وتصحيح الباطل التي تروجها لهم؟
ويتساءل السفير أبو العطا في ورقته، عن «التدابير الإضافية المطلوبة لتحقيق ذلك، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية؟»، إضافة إلى التدابير التي يمكن اتخاذها من قبل المجتمع الدولي، وفقا لسيادة القانون ومع ضمان حرية التعبير، لمواجهة استخدام الإرهابيين لوسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي وغيرها عبر الإنترنت، بما في ذلك نشر الروايات والآيديولوجيات؟
وحول دور الأمم المتحدة، طالب السفير المصري بضرورة إيجاد ولاية لها تشمل آلية عملية تكون قادرة على متابعة تنفيذ الاستراتيجية الدولية الشاملة.
وتحدث في الجلسة وزراء خارجية بعض الدول الأعضاء والسفراء.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.