الدوافع وراء ابتعاد السوريين عن «داعش»

أحد العوامل الرئيسية هو معاملة تفضيلية من جانبه للمقاتلين الأجانب على أهل البلاد

عناصر من داعش خلال دورية في تل أبيض في وقت سابق من العام الحالي (رويترز)
عناصر من داعش خلال دورية في تل أبيض في وقت سابق من العام الحالي (رويترز)
TT

الدوافع وراء ابتعاد السوريين عن «داعش»

عناصر من داعش خلال دورية في تل أبيض في وقت سابق من العام الحالي (رويترز)
عناصر من داعش خلال دورية في تل أبيض في وقت سابق من العام الحالي (رويترز)

تخلى عمار عن ولائه وثقته بعد سنتين من انضمامه إلى تنظيم داعش. كان عمار طالبا سابقا يدرس القانون في محافظة دير الزور السورية، وانخرط في الاحتجاجات الشديدة التي اجتاحت مختلف المحافظات السورية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011. ثم التحق بصفوف تنظيم داعش في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014. بعدما رأى الثورة تسقط في هوة الحرب الأهلية. وكانت «الخلافة»، كما ظن، هي القوة الوحيدة القادرة على تحدي نظام الأسد واستعادة الكرامة لجموع المسلمين بعد عقود من الاضطهاد والهوان على أيدي الغرب. وكان يعتقد حقا أن «داعش» يسعى فعلا إلى تحقيق العدالة والأمن لبلاده.
ولكن بعد من العنف المستمر الذي لا تبدو نهاية له في الأفق القريب، أصيب عمار بخيبة أمل شديدة في التنظيم الذي واصل، على نحو متزايد، معاملة المقاتلين السوريين كمواطنين من الدرجة الثانية، وكان يتعامل مع المدنيين السوريين بما هو أسوأ من ذلك. لقد شاهد عمار «داعش» وهو يعدم أصدقاءه الذين كان يعرفهم منذ نعومة أظفاره، وازداد إثر ذلك حنقه وسخطه على المقاتلين الأجانب الذين استقدمهم التنظيم من أوروبا ومنطقة الخليج العربي، والذين يتلقون رواتبهم بأضعاف ما يتلقاه نظراؤهم من السوريين ويحاولون احتكار المناصب القيادية في التنظيم. وفي الجماعة التي تدعي الجدارة واحترام الشريعة، فإن المعاملة التفضيلية «المنافقة» من جانب «داعش» للمقاتلين الأجانب على أهل البلاد الأصليين أصابت عمار بصدمة عميقة وشديدة.
في تقرير رصدته مجلة «فورين أفيرز» الأميركية المرموقة تظاهر عمار، إثر ذلك، في يناير (كانون الثاني) من هذا العام، بأنه ذاهب للقتال في الخطوط الأمامية في العراق، ولكنه بدلا من ذلك غادر وحدته المقاتلة وفر إلى تركيا. وبفعلته هذه فهو قد انضم إلى عدد متزايد من مقاتلي «داعش» السوريين الذين فقدوا إيمانهم بادعاءات الجماعة الكاذبة التي باتوا يعتبرون تكتيكاتها أبعد ما تكون عن الإسلام ولا تمت للإنسانية بصلة. ورغم أن البيانات المتاحة حول هذا التوجه غير كافية، فإن المئات من مقاتلي «داعش» قد انشقوا بالفعل عن صفوف التنظيم في محافظتي الرقة وحلب خلال شهر مارس (آذار) وحده. ونسبة كبيرة منهم من السوريين، الذين انضم بعضهم إلى جماعات المعارضة المعتدلة، مثل الجيش السوري الحر، وبعضهم الآخر تخلى عن الصراع السوري بالكلية عن طريق عبور الحدود إلى تركيا أو الأردن.
وعلى الرغم من صدق عمار في أن غالبية قادة «داعش» في سوريا هم من المقاتلين الأجانب أو العراقيين، فإن التنظيم المتطرف ورغم ذلك يعتمد وبشكل كبير على عناصر سوريا في مهام الاستخبارات، وبناء العلاقات مع المدنيين، والتوسط في عقد التحالفات مع العشائر، وإدارة المؤسسات الحيوية، بما في ذلك الضرائب، التي تستلزم وجود معرفة عميقة وداخلية بالسكان المحليين وجغرافية المكان.
غير أن تزايد عدد المقاتلين السوريين المنشقين عن التنظيم باتت تشكل تهديدا خطيرا على «حكومة (داعش)» وعلى العمليات العسكرية في سوريا. ولقد أجرينا مقابلات شخصية مع ثمانية من مقاتلي «داعش» السابقين في تركيا حول الدوافع التي حركتهم للانضمام إلى التنظيم في أول الأمر – ثم الدوافع التي أدت بهم إلى الانشقاق. وتعكس قصصهم صورة للتنظيم الذي يكافح وبشدة من أجل المحافظة على أبسط أدوات السيطرة على أفراد التنظيم ومقاتليه.
* نقائص «داعش»
إن إدراك الأسباب الكامنة وراء انشقاق السوريين عن «داعش» يستلزم بالضرورة إدراك أسباب الانضمام إلى التنظيم الإرهابي في المقام الأول. وتكشف المقابلات الشخصية التي أجريت مع مقاتليه السابقين من السوريين الدوافع الأولية وراء الانضمام.
- أولا، التحق بعض السوريين بـ«داعش» لأنهم من المؤمنين الحقيقيين والملتزمين فكريا بهدف إقامة «الخلافة» التي تحكم وفقا لأحكام ونصوص الشريعة. وبعد عقود طويلة من الحكم السلطوي والحرب الأهلية المتطاولة، كانت تلك الفئة من المقاتلين مقتنعة بالانضمام إلى «داعش» إيمانا بوعود التنظيم بتوفير الأمن، والرخاء، والعدالة الإسلامية. وكما أوضح أحد المنشقين - وهو من محافظة دير الزور - «تزعم الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات الغربية أنها تحارب الإرهاب، ولكنهم في حقيقة الأمر يستخدمون الإرهاب كذريعة ومبرر لقتل المزيد من المسلمين. و(داعش) هو المدافع والممثل الوحيد عن المسلمين في هذه المعركة القائمة بين الإسلام والغرب».
- ثانيا، انضم بعض السوريين إلى صفوف التنظيم بسبب إما أنهم مجرمون مطلوبون للعدالة أو من مقاتلي الأعداء المقبوض عليهم والذين تلقوا وعودا بالعفو مقابل تعهدهم بالولاء للتنظيم. وبالنسبة لتلك الفئة، كان الانضمام إلى «داعش» السبيل الوحيدة لتجنب مواجهة الموت المحقق والرهيب. وفي بعض المناطق السورية، أطلق «داعش» وعفا بالفعل عن مئات من المجرمين المدانين سابقا من جانب محاكم النظام السوري شريطة انضمامهم إلى صفوف التنظيم كمقاتلين. ولقد انضم اثنان من أفراد «الجيش السوري الحر» إلى «داعش»، وأجريت معهما المقابلة الشخصية لأجل هذا المقال، بعدما أجبرت الألوية التي كانوا يحاربون فيها على الاستسلام للتنظيم الإرهابي، وكان أحدهما بالقرب من مطار دير الزور الحربي، والآخر في محافظة الحسكة. وعندما عرض «داعش» عليهما العفو مقابل خضوعهما لدورات الاستتابة، قبلا الصفقة على الفور.
وقال أحد هذين الرجلين «لم أؤمن قط بدعوى (داعش)، لكنني كنت محاصرا في المدينة، ولم أتمكن من الفرار. وكنت على يقين من أنهم سيقتلونني لو رفضت الانضمام إليهم، ولذلك قررت الانضمام للبقاء على قيد الحياة، ثم بدأت في إعداد الخطط للفرار منهم».
- ثالثا، هناك عدد كبير من السوريين ينضمون لـ«داعش» لأسباب اقتصادية. ففي سوريا، حيث سجل أعلى معدل للبطالة بين كل الدول العربية، يستميل «داعش» المواطنين من خلال توفير فرص العمل ذات الرواتب الجيدة التي تعتبر أفضل من كل البدائل المتاحة. ووفقا لوثائق التنظيم الرسمية، فإن الراتب الأول للمقاتل يبدأ من 50 دولارا في الشهر، مع 50 دولارا أخرى تدفع للزوجة أو الجارية، و50 دولارا لكل أو أي من الوالدين، ثم 35 دولارا لكل طفل من الأطفال. وإذا ما وضعنا هذه المزايا في الحساب، تقدر بعض المصادر أن الرواتب النموذجية في «داعش» تتراوح بين 400 إلى 1200 دولار في الشهر. وبالإضافة إلى الراتب الأساسي، يتلقى المقاتلون في التنظيم مزايا مادية أخرى، بما في ذلك الغذاء، والغاز، والإسكان. ويقول المقاتلون السابقون المنشقون عن التنظيم الإرهابي إن أصحاب المهارات أو الخبرات الخاصة، وهم في العادة من الأجانب، يتلقون رواتب أكثر من غيرهم.
في المقابل، ما يدفعه «الجيش السوري الحر» من رواتب لمقاتليه لا يتجاوز 36 دولارا في الشهر، مع انعدام المزايا الإضافية الأخرى التي يوفرها «داعش» لمقاتليه، وتبدأ رواتب الجيش النظامي السوري من 63 دولارا في الشهر، بينما تدفع «جبهة النصرة» متوسط 100 دولار للمقاتلين في الشهر. وأوضح أحد المنشقين عن «داعش» في دير الزور أنه انضم إلى التنظيم بسبب أنه كان يتحمل مسؤولية إعالة 6 شقيقات ولم يكن قادرا على توفير الغذاء والحماية لهن. وعندما توقف النظام الحاكم في سوريا عن سداد رواتب المواطنين في دير الزور وأجبرت منظمات الإغاثة الإنسانية على الانسحاب من المدينة، انهار الاقتصاد المحلي تماما. وقال المقاتل المنشق عن التنظيم «أمضيت شهرين كاملين أبحث عن عمل وعندما تمكنت من العثور على وظيفة، كنت أعمل 12 ساعة في اليوم مقابل راتب هزيل لم أتمكن به من شراء ما يكفي من الخبز لعائلتي. لم أكن لأترك عائلتي تتضور جوعا، ولذلك لم يكن أمامي من خيار سوى الانضمام إلى (داعش)». وللعلم، من أحد العوامل التي دفعته للانضمام أيضا كان الخوف من إجبار شقيقاته على الزواج من مقاتلي «داعش» رغما عن إرادتهن، إذ أضاف المقاتل السابق يقول: «انضممت للتنظيم لحماية شقيقاتي من رجال التنظيم».
- رابعًا، من فئات المقاتلين التي كانت تنضم إلى «داعش» من يعتبرون نظام بشار الأسد العدو الأول والأخير، وأن «داعش» هو التهديد الأكبر أمام بقاء واستمرار ذلك النظام. وهنا يقول عمار شارحًا «لقد تخلى العالم بأسره عن سوريا في محنتها. وكان «داعش» هو التنظيم الوحيد الذي يقف في وجه نظام بشار». بينما أحد المنشقين عن التنظيم كانت عائلته قد تعرضت للقتل على أيدي رجال الحكومة السورية، لأنه انضم إلى صفوف «داعش» من أجل «الانتقام». وأضاف أن أغلب أفراد التنظيم من أبناء مدينة حمص، التي شهدت أشرس عمليات القمع ضد الاحتجاجات، إنما انضموا لنفس السبب.
- خامسا، وأخيرا، ينضم بعض السوريين إلى «داعش» لسبب بسيط ألا وهو الانتهازية. إذ يقول حسام، الذي انشق عن «داعش» في محافظة إدلب السورية «لمحاولة تحقيق أقصى قدر ممكن من السلطة والمال». وعلى وجه الخصوص، بذل «داعش» الكثير من المجهود لتجنيد المسؤولين العسكريين السابقين الذين يمتلكون خبرات مهمة في العمليات العسكرية وشؤون الاستخبارات. وهذه الفئة لم تشارك أساسًا في الثورة، وهم يعتبرون من المنبوذين في المناطق البعيدة عن سيطرة النظام الحاكم. ويروي حسام محادثة جرت بين أحد زعماء العشائر في الريف السوري في دير الزور وبين أحد المسؤولين الدينيين من «داعش» كان يحاول تجنيده لصالح التنظيم. وكان رد الزعيم القبلي قاطعا وحاسما إذ قال: «كيف يمكنني الانضمام لتنظيم لا يحتضن إلا اللصوص وقطاع الطرق من المجتمع؟ إذا ما أردتم فعليا أن تكونوا خلافة إسلامية، كيف يسعكم قبول هؤلاء الأشخاص بين صفوفكم؟» فأجابه المسؤول الداعشي بقوله إن التنظيم «يحاول إصلاحهم وتصحيح حياة أولئك المنحرفين عن طريق التعليم الديني». ولكن حسام قال إنه على الرغم من هذه الجهود، فإن الكثير من الانتهازيين ممن التحقوا بصفوف التنظيم كانوا من مثيري المشاكل والشغب ولم يتمكن التنظيم من إصلاح سلوكهم. وأضاف يقول: «80 في المائة من أعضاء (داعش) هم من سوء القوم وأشرارهم».
كذلك تشير المقابلات الشخصية التي أجريت مع أعضاء «داعش» السابقين إلى أن دوافع الانشقاق والفرار من التنظيم متعددة ومتنوعة مثل دوافع الانضمام. فبالنسبة لأحدهم، ينشق بعض المقاتلين عن «داعش» وينطلق إلى غيره من الجماعات المسلحة لأن التنظيم بدأ يواجه الهزائم المتكررة ويخسر. وكما أوضح أحد المنشقين قائلا: «إنهم يزدادون ضعفا يوما بعد يوم». ولقد فر إلى تركيا بسبب خوفه من الانتقام الحتمي إن ألقي القبض عليه من جانب النظام الحاكم أو من إحدى الجماعات المسلحة المتصارعة. والحال في سوريا لا يختلف في شيء عن العراق، حيث قطعت رؤوس سجناء «داعش» وتعرض بعضهم للتشويه والتعذيب في عمليات قتل انتقامية مروعة.
* مستبدون.. ومستبدون
وبالإضافة إلى ذلك، انجذب بعض المواطنين السوريين إلى «داعش» في الأساس إيمانا بتعهد التنظيم بتدمير ما وصفوه بالنظام الاستبدادي لبشار الأسد وغيره من الحكومات الديكتاتورية في الشرق الأوسط. ولكن الآن، يتساوى «داعش» من حيث الاستبداد والقمع مع مختلف حكومات المنطقة التي يسعى للقضاء عليها. وعلى غرار النظام الحاكم في سوريا، يمنع «داعش» تأسيس منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الخاصة. حتى إن التنظيم بات يقلد أساليب التعذيب ذاتها المستخدمة داخل سجون النظام السوري. وذكر أحد المنشقين عن التنظيم، وهو من محافظة إدلب، أنه انضم للتنظيم في أول الأمر تصديقا منه بوعود تطبيق العدالة الإسلامية التي أعلن عنها التنظيم، إلا أنه بعد معاينة الواقع المزري للحكم تحت ظلال «داعش»، بما في ذلك إعدام أفراد التنظيم المشكوك في ولائهم، أصيب بخيبة أمل عظيمة، وهكذا «شعرت بحجم الكذب الذي تعرضت له، وأن تفسيرهم لدين الإسلام ليس صحيحا بالمرة. إنهم استبداديون للغاية، تماما مثل النظام الحاكم، لا فرق بينهم».
مجموعة أخرى من حالات الانشقاق عن التنظيم كانت تتعلق بحقيقة مفادها استمالة «داعش» للكثير من المواطنين السوريين، في بادئ الأمر، بحجة القضاء على الفساد – وهي أحد المظالم الرئيسية التي أشعلت الثورة السورية في عام 2011. ومن المواضيع المتكررة في دعاية «داعش» الزعم بأن لكل المواطنين الحق في المساواة في المعاملة. وكما يظهر من إحدى وثائق التنظيم في ولاية الرقة: «الناس سواسية مثل أسنان المشط. لا فرق بين الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء». وهناك نص آخر من نصوص التنظيم يشير إلى الحياد المفترض في النظام القانوني لـ«داعش» جاء فيه: ينتخب أعضاء الشرطة المحلية من بين أكثر الناس خشية وتقوى لله والذين لا يظهرون أي محاباة لأحد، مثل الشخص الذي ارتكب جريمة تستلزم حدا من الحدود الشرعية (وهي نوعية الجرائم التي يوجد بشأنها نص محدد في القرآن)، فإنه يتلقى العقوبة المنصوص عليها كاملة بلا تخفيف. ويزعم التنظيم أن هذا المبدأ من المعاملة المنصفة ينطبق ليس فقط على المدنيين، بل على أعضاء التنظيم كذلك. وينص أحد الأدلة الإرشادية الرسمية للتنظيم على تعيين الموظفين الحكوميين المدنيين والعسكريين وفق معايير الجدارة الصارمة. والأفراد المسؤولون عن اتخاذ قرارات التوظيف ممنوعون من تفضيل الأصدقاء والأقارب في تلك القرارات، وممنوعون كذلك من حرمان المرشحين الأكثر تأهيلا بسبب العداء أو سوء الطوية تجاهه.
ولكن، على الرغم من سياسات «داعش» الرسمية ضد المحسوبية والفساد، فإن المقاتلين من ذوي الصلات مع كبار قادة التنظيم يحصلون على الأفضلية في المعاملة ويجري العفو عنهم بصورة روتينية حيال سوء السلوك، مثل التدخين وتعاطي المخدرات. وأكثر المستفيدين من معايير المعاملة المزدوجة هم المقاتلون الأجانب. ولذا أصيب خالد، وهو أحد المقاتلين السابقين لدى «داعش» من أبناء دير الزور، بخيبة أمل كبيرة عندما اكتشف أن أعضاء التنظيم من الخليج العربي، أو أوروبا، أو آسيا الوسطى يتلقون رواتب أكثر بكثير من السوريين أهل البلاد، كما يحصلون على مزايا خاصة أخرى من التنظيم. ويقول خالد «هناك مكتب خاص في الإدارة العسكرية لـ«داعش» يشرف على شؤون المهاجرين (المقاتلين الأجانب). وإذا ما رغب أحد المهاجرين في هاتف ذكي «آيفون»، يمكنه طلب الهاتف من ذلك المكتب ويحصل عليه مجانا، ومن دون توجيه أي أسئلة». وفي حين أن المقاتلين الأجانب يرقون بسرعة إلى مختلف المناصب القيادية داخل التنظيم، فإن المقاتلين السوريين غالبا ما يكلفون بأخطر المهام في الخطوط الأمامية – ولا سيما تلك الفئة من المقاتلين السوريين الذين لا يحظون بالثقة الكاملة من جانب قادتهم إما بسبب الشكوك في تخطيطهم للفرار من التنظيم أو لاعتبارهم غير ملتزمين بما فيه الكفاية لهذه القضية. ومن السهولة بمكان تعرض المقاتلين السوريين لاتهامات بأنهم «قريبون للغاية» من المدنيين. وأولئك المشكوك في ولائهم يجري في أغلب الأحيان تكليفهم بأخطر وأصعب المهام – وهي وسيلة من وسائل الخداع للتخلص منهم. ومن بين المظالم الأخرى التي استشهد بها المنشقون والفارون عن «داعش» كانت انخفاض الرواتب. ويتلقى المقاتلون السوريون في واقع الأمر رواتب أقل بكثير من المقاتلين الأجانب، وخلال الشهور الأخيرة، خفض التنظيم المتطرف رواتب كل المقاتلين بمقدار النصف. وبالنسبة للمقاتلين السوريين الذين انضموا للتنظيم لأسباب اقتصادية بالأساس، فإن مزايا العضوية لم تعد تستحق ما يقابلها من مخاطر. وحسب كلام أحد المقاتلين السابقين من دير الزور فإنه قرر الانشقاق عن التنظيم عندما أصبح غير قادر على تحمل تكاليف إطعام عائلته نتيجة للتخفيضات في الرواتب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأخيرا، ينشق بعض السوريين عن «داعش» لتجنب إعادة نشرهم في ساحات القتال البعيدة في العراق أو ليبيا، وتلك التي تعتبر التفافا غير مرغوب فيه عن المعركة الأساسية مع نظام الأسد. وقبل الانضمام إلى «داعش» في عام 2014، قاتل عمار في صفوف «الجيش السوري الحر». وكان عدوه الوحيد آنذاك هو النظام السوري – وليست الحكومة العراقية، أو قوات التحالف الدولي، أو أي قوات «مرتدة» أخرى كان التنظيم قد أعلن الحرب عليها من قبل.
ولقد أصيب عمار بإحباط شديد بسبب التناقضات الداخلية الكبيرة في «داعش» إلى جانب المعاملة القاسية والسيئة بحق المدنيين السوريين. وكانت «القشة التي قصمت ظهر البعير» لديه كان قرار قائده بإعادة نشره مع وحدته إلى الخطوط الأمامية في العراق. إذ فور علمه بخبر انتقاله إلى هناك، هرب عمار إلى تركيا. وبعض من المقاتلين السابقين الذين أجرينا معهم المقابلات في تركيا يقولون إنهم طالبوا بأن يقاتلوا ضد نظام بشار الأسد فقط، ولقد فروا من «داعش» عندما حاولت القيادات العليا إرسالهم للحرب ضد إخوانهم السوريين في الجيش السوري الحر.
* فراغ ويأس
مع ورود التقارير المختلفة عن الاقتتال الداخلي، وعن الصراع على السلطة، وارتفاع عدد الضحايا، يتخذ التنظيم الإرهابي تدابير صارمة جدا لردع الانشقاق عن صفوفه والفرار. وخلال الشهور الأخيرة، نفذ التنظيم أحكام الإعدام بحق المئات من مقاتليه بسبب محاولاتهم الهروب. ووفقا لبعض التقارير الواردة، تعرض المنشقون أو الفارون لعقوبات الموت حرقا أو بالتجمد في ثلاجات حفظ الموتى وهم أحياء.
ولكن من ناحية أخرى، على الرغم من أن الزيادة في الانشقاقات عن «داعش» قد تكون من قبيل الأنباء السارة بالنسبة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، فإن ذلك التوجه يحمل بعض العواقب المثيرة للقلق لدى السوريين. فبالإضافة إلى عمليات الإعدام ذات الإجراءات السريعة للمقاتلين أو المدنيين المشتبه في ولائهم للتنظيم، بدأ «داعش» تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال لتغطية الفجوة الهائلة في صفوف المقاتلين. و«أشبال الخلافة» - ما يسميهم «داعش» الآن، - هم من المقاتلين الجدد الأرخص والأكثر طواعية من الناحية الفكرية عن الشباب أو الكبار.



السيسي يحذر من التداعيات «الكارثية» لأي عملية عسكرية في رفح

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (د. ب. أ)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (د. ب. أ)
TT

السيسي يحذر من التداعيات «الكارثية» لأي عملية عسكرية في رفح

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (د. ب. أ)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (د. ب. أ)

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء من أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية بقطاع غزة.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أحمد فهمي إن هذا التحذير جاء في اتصال هاتفي بين السيسي ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، مشيرا إلى أن الرئيس المصري حذر مما وصفها بالتداعيات «الكارثية» على الوضع الإنساني لأي عملية عسكرية في رفح.

وأضاف المتحدث في البيان، الذي نشرته الرئاسة المصريةعلى فيسبوك، أن الرئيس شدد أيضا على ضرورة وقف الحرب الجارية في قطاع غزة، لافتا إلى أن أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية سيكون لها تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في القطاع، وكذلك على السلم والأمن الإقليميين، «الأمر الذي يؤكد أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة»، بحسب البيان.

وقال المتحدث إن الجانبين «توافقا على أهمية العمل بشكل عاجل للوصول إلى وقف لإطلاق النار، ولضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف إلى كافة مناطق قطاع غزة لحمايته من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها، مع التشديد على ضرورة التحرك نحو إنفاذ حل الدولتين بما يسهم في استعادة الاستقرار الإقليمي وإرساء الأمن والسلام في المنطقة».

كان رئيس هيئة الاستعلامات المصريّة ضياء رشوان قال أمس الثلاثاء إن مصر لم تجر مطلقا أي مداولات مع إسرائيل حول خطط اجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، نافيا بشكل قاطع ما نشرته إحدى الصحف الأميركية من أن مصر تداولت مع إسرائيل حول خططها للاجتياح المزمع.

وأكد رشوان في بيان أن «الموقف المصري ثابت ومعلن عدة مرات من القيادة السياسية بالرفض التام لهذا الاجتياح»؛ وقال إن القيادة المصرية حذّرت من أن اجتياح رفح سيؤدي إلى «مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع».


«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لرهينة في قطاع غزة

جانب من المسيرات المطالبة بالإفراج عن الرهائن الموجودين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
جانب من المسيرات المطالبة بالإفراج عن الرهائن الموجودين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لرهينة في قطاع غزة

جانب من المسيرات المطالبة بالإفراج عن الرهائن الموجودين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
جانب من المسيرات المطالبة بالإفراج عن الرهائن الموجودين لدى «حماس» (أ.ف.ب)

نشرت حركة «حماس»، اليوم الأربعاء، عبر قناتها الرسمية على «تلغرام»، مقطعاً مصوراً لرهينة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

كانت حركة «حماس» شنت حينها هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليين.


الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
TT

الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في الأردن أن الهيئة المستقلة للانتخاب حددت العاشر من سبتمبر (أيلول) موعدا لانتخابات مجلس النواب

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي زار مقر الهيئة قبل إعلان موعد الانتخابات: «الأردن أمام محطة مهمة من عملية التحديث السياسي التي تشكل بداية مرحلة جديدة من العمل الحزبي والبرلماني البرامجي».

وينص الدستور على إجراء انتخابات عامة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من انتهاء الدورة البرلمانية التي تمتد لأربع سنوات والتي ستنتهي رسميا في نوفمبر (تشرين الثاني). وأجرت البلاد آخر انتخابات عامة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وأعلن موسى المعايطة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب موعد الانتخابات الجديدة، وقال إن عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت يبلغ أكثر من خمسة ملايين.


البنك الدولي: تصاعد الصراع يفاقم التحديات الاقتصادية في اليمن والمنطقة

من المتوقع حدوث مزيد من التدهور في الأمن الغذائي بسبب هجمات الحوثيين على السفن (د.ب.أ)
من المتوقع حدوث مزيد من التدهور في الأمن الغذائي بسبب هجمات الحوثيين على السفن (د.ب.أ)
TT

البنك الدولي: تصاعد الصراع يفاقم التحديات الاقتصادية في اليمن والمنطقة

من المتوقع حدوث مزيد من التدهور في الأمن الغذائي بسبب هجمات الحوثيين على السفن (د.ب.أ)
من المتوقع حدوث مزيد من التدهور في الأمن الغذائي بسبب هجمات الحوثيين على السفن (د.ب.أ)

حذر البنك الدولي من أن يؤدي التوتر المتزايد في الشرق الأوسط إلى تفاقم التحديات الاقتصادية في بلدان المنطقة الهشة، والمتأثرة بالصراعات، مثل اليمن الذي يعاني بالفعل من صعوبات مالية، ونقدية كبيرة.

وأكد البنك في تقرير له عن الأوضاع في الشرق الأوسط أن تفاقم الصراع سيؤدي إلى زيادة في التنافس على المساعدات الخارجية المحدودة، والناتجة عن تداخل عدة أزمات متزامنة حول العالم، وقال إن هذه الأزمات قد تؤدي إلى تقليص المساعدات المقدمة إلى بلدان محددة تعاني من أوضاع هشة، والصراع والعنف، وتفاقم الأزمات المالية العامة.

اليمن مهدد بتفاقم الفقر والجوع بسبب نقص التمويل واستمرار الصراع وهجمات الحوثيين (الأمم المتحدة)

وأوضح أن آليات التكيف القاسية، ومنها إخراج الأطفال من المدارس، ودفعهم إلى العمل، وتزويجهم في سن مبكرة، وإلحاقهم بأعمال خطرة، تنتشر بالفعل في هذه البلدان، وقال إنه من المتوقع أن تزيد هذه الظواهر بصورة أكبر.

وتناول التقرير كيف أن برنامج الأغذية العالمي عندما واجه نقصاً في تمويل المساعدات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن في عام 2020، زاد انعدام الأمن الغذائي على الفور بواقع 15 في المائة.

واستند إلى تقرير أصدره مؤخراً برنامج الأغذية العالمي توقع فيه حدوث مزيد من التدهور في الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة في اليمن بسبب هجمات الحوثيين على سفن الشحن بالبحر الأحمر.

ويعتمد 90 في المائة من سكان اليمن –وفق البنك الدولي- على الواردات لتلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية على المستوى المحلي، وهم معرضون بشدة للمخاطر، ونبّه البنك إلى أن الهجمات على السفن التي تسببت في اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر يمكن أن تؤدي إلى إطالة أوقات الشحن، وزيادة التكاليف بالنسبة للعديد من بلدان المنطقة.

تراجع حركة السفن

ذكر البنك الدولي في تقريره أنه وبعد مرور خمسة أشهر على اندلاع الصراع، لا تزال المنطقة تعاني درجة عالية من عدم اليقين، مما قد يؤدي إلى تفاقم أوجه الهشاشة القائمة في العديد من اقتصادات المنطقة. وذكر أنه، على سبيل المثال، في اقتصاد ذي أهمية إقليمية مثل مصر يمكن أن تتفاقم آثار أزمات ميزان المدفوعات إذا حدث تباطؤ أطول من المتوقع في حركة الملاحة البحرية عبر قناة السويس بسبب استهداف الحوثيين لسفن الشحن في البحر الأحمر، وأكد أن ذلك أثر سلباً بالفعل على الموازنة العامة، وحساب المعاملات الخارجية للدولة المصرية.

صيادون يمنيون في ساحل مدينة الخوخة جنوب الحديدة (أ.ف.ب)

وأكد التقرير أن السياحة، كعنصر حيوي آخر للاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، تأثرت بشكل كبير بعدم الاستقرار الذي شهدته المنطقة مؤخراً، مما أدى إلى إضعاف وليس إيقاف الانتعاش القوي الذي كان قد بدأ بعد الجائحة.

وذكر أنه وفق البيانات الأولية، فإن اندلاع الصراع في عام 2023 أدى إلى انكماش السياحة الوافدة إلى منطقة الشرق الأوسط، أو شمال أفريقيا في نهاية العام، وبالتالي إبطاء وتيرة النمو القوي في التعافي عقب انحسار جائحة كورونا.

ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كانت المنطقة هي الأولى التي عادت إليها حركة السياحة التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا بحلول أوائل عام 2023، وظلت في طليعة انتعاش السياحة العالمية على الرغم من الصراع في غزة.

واختتم عام 2023 –بحسب المنظمة- بارتفاع عدد السائحين الوافدين بنسبة 22 في المائة عن مستويات ما قبل الجائحة. وكان من المرجح أن تنهي المنطقة العام بمعدلات نمو سياحي أقوى لو لم يؤد الصراع إلى إلغاء حجوزات نهاية العام.

وطبقاً لما جاء في التقرير، فإنه إذا زاد عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة، فقد تتأثر أسواق النفط، ورأس المال، وقد تتراجع رغبة المستثمرين الأجانب في إقراض بلدانها، وقال إن حجم التأثيرات الإقليمية للصراع على المنطقة سيتوقف إلى حد كبير على مدة الصراع، وما إذا كان سيتسع.

تأثر اقتصادات المنطقة

في سيناريو اتساع نطاق الأعمال العدائية، يذكر البنك الدولي أنه يمكن أن تتأثر اقتصادات الشرق الأوسط من خلال بعض القنوات، مثل السلع الأولية، لا سيما الطاقة؛ والتجارة في السلع والخدمات؛ وتحويل الاستثمارات؛ والتضخم؛ وانخفاض قيمة العملة، «وهي أمور من شأنها هي وغيرها» رفع تكلفة الديون وإعادة التمويل.

ورجح البنك الدولي أن تتأثر نسبياً العديد من اقتصادات المنطقة، مثل الجزائر وليبيا ودول مجلس التعاون الخليجي والمغرب، بالصراع، لأن روابطها الاقتصادية مع فلسطين أو إسرائيل محدودة، غير أنه نبه إلى أن هذه الاقتصادات قد تتعرض لصدمات في أسعار السلع الأولية، واحتمال اشتداد التوترات الداخلية، وقال إنه من غير المرجح أن يحدث أي من ذلك إذا تم احتواء الصراع.

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بخدمة أجندة إيران في المنطقة (أ.ف.ب)

وبين البنك الدولي أن العلاقات التجارية المباشرة للمغرب مع إسرائيل محدودة للغاية، كما أن ليبيا والجزائر تحافظان على نفس المسافة الاقتصادية، وقال إنه ومع ذلك، من المحتمل أن تعاني هذه البلدان من بعض الآثار غير المباشرة المترتبة على الصدمات التجارية المتعلقة بأزمة قناة السويس، نتيجة تراجع حركة السفن بسبب هجمات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر، وخليج عدن، أو احتمال تحويل مسار المعونات الدولية، وهي مصدر حيوي للتمويل لمواجهة العجز الهيكلي في حسابات المعاملات الخارجية، وحسابات المالية العامة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن مجموعة أخرى من بلدان المنطقة، مثل سوريا وإيران والعراق ولبنان، معرضة للمخاطر الاقتصادية لأسباب جيوسياسية. فمنذ بداية الصراع كانت هناك غارات جوية مستهدفة على سوريا، بما في ذلك المطارات الرئيسية في البلاد، مما أدى إلى تدمير المدارج، وتعليق الرحلات الجوية، وتعطيل حركة السفر الجوي.

وقال البنك الدولي إنه يمكن أن يؤدي طول أمد الصراع إلى أضرار طويلة الأجل في البنية التحتية، وربما تعطيل سلاسل الإمداد، ورفع تكاليف الخدمات اللوجيستية، فضلاً عن تفاقم الضغوط التضخمية، وانخفاض قيمة العملة.


مصادر طبية: ألفا يمني ماتوا بالملاريا خلال شهرين

يمنية مع طفلتها المريضة في مستشفى «السبعين» بصنعاء (أ.ف.ب)
يمنية مع طفلتها المريضة في مستشفى «السبعين» بصنعاء (أ.ف.ب)
TT

مصادر طبية: ألفا يمني ماتوا بالملاريا خلال شهرين

يمنية مع طفلتها المريضة في مستشفى «السبعين» بصنعاء (أ.ف.ب)
يمنية مع طفلتها المريضة في مستشفى «السبعين» بصنعاء (أ.ف.ب)

اتسعت رقعة تفشي وباء الملاريا في عدد من المحافظات اليمنية نتيجة عودة الأمطار الموسمية التي أدت لنشوء المستنقعات المائية، بالتزامن مع انتشار مخلّفات وأكوام القمامة، في ظل اتهامات للجماعة الحوثية بالفساد والإهمال ونهب مخصصات برامج المكافحة والحماية ضد المرض.

وكشفت مصادر بالقطاع الصحي الخاضع للجماعة الحوثية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن وقوع أكثر من 2250 حالة وفاة بالملاريا، بعد تلقي بلاغات عبر المكاتب والمرافق الصحية بمحافظات صنعاء والحديدة وإب وذمار وريمة وحجة والمحويت وعمران، على مدى الشهرين الماضيين، بتسجيل أكثر من 82 ألف إصابة.

اليمنيون يواجهون أزمة صحية وتردياً في الخدمات الطبية منذ الانقلاب الحوثي (أ.ف.ب)

وفي حين ذكرت المصادر أن غالبية الوفيات من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل وكبار السن، أرجعت أسباب هذا التفشي إلى استمرار مصادرة ونهب الجماعة الحوثية مخصصات المركز الوطني لمكافحة الملاريا، وفروع ومكاتب عدة تابعة له ولمؤسسات رسمية وأهلية معنية بمكافحة المرض في المحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ سنوات.

ولا يزال عدد من الأمراض الوبائية المدارية التي يتصدرها الملاريا، تشكل خطراً كارثياً حقيقياً يتهدد صحة وحياة اليمنيين، خصوصاً مع غزارة الأمطار الموسمية المصحوبة بتجمع المخلفات والمياه الراكدة واختلاطها بالصرف الصحي، ما يؤدي إلى تكاثر البعوض الناقل للعدوى بتلك المحافظات.

وتوقّع أطباء متخصصون في صنعاء، خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون الأرقام الحقيقية لحالات الإصابة بالملاريا أكثر من تلك الحالات المُبلَّغ عنها، نظراً لاعتمادها على تقارير الترصد الإلكتروني للإنذار المبكر للأوبئة، معبرين عن قلقهم حيال تصاعد حالات الإصابة بالملاريا في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية، التي تقتصر جهود مواجهتها للوباء على وسائل تقليدية.

مواجهة بوسائل بدائية

بينما تتبنى الجماعة الحوثية، من خلال قطاع الصحة الخاضع لسيطرتها، برامج مكافحة تعتمد على توزيع الناموسيات ببعض المناطق، يواجه غالبية السكان صعوبة في التوجه إلى المشافي والمراكز الصحية للفحص وتلقي العلاج في مرحلة مبكرة، إلى جانب استمرار عجز برنامج مكافحة الملاريا عن القيام بمهامه، نتيجة مصادرة ونهب مخصصاته.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، في تقرير سابق لها، من أن 65 في المائة من سكان اليمن (ما يقارب 19.5 مليون شخص) باتوا عرضة للإصابة بمرض الملاريا، في ظل توقف العمل بنصف المرافق الصحية، وعمل الباقي بشكل جزئي مع شح الأدوية الأساسية والمُعدات الطبية.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، في وقت سابق أيضاً، إن الملاريا يواصل تأثيره على آلاف السكان اليمنيين، في ظل نظام صحي ضعيف جراء الحرب الدائرة بالبلاد، بعد قيامها بمعالجة أكثر من 10 آلاف مصاب بالمرض خلال عام 2017.

ويعدّ «الملاريا» مرضاً فتّاكاً تُسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر عبر لدغات بعوض الأنوفيلس الحاملة للعدوى، وتظهر أعراض المرض عادة بعد 10 - 15 يوماً من لدغة البعوض، وتشمل الحمى والصداع والقشعريرة، مع صعوبة التعرف عليه، وإذا لم يتلقَّ المصاب العلاج العاجل، فمن الممكن أن تتطور الحالة إلى مرض شديد يهدد الحياة.

سوء التغذية

أدت المعدلات المرتفعة لسوء التغذية في اليمن إلى زيادة خطر الإصابة بالملاريا بين الفئات الضعيفة، وخصوصاً الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل، نتيجة انخفاض نظم المناعة لديهم، في حين تشير تقديرات أممية سابقة إلى أن أكثر من 21 مليون شخص يمني يعيشون في مناطق معرَّضة لخطر الإصابة بالملاريا، مع حدوث أكثر من مليون حالة ملاريا، كل عام.

وعبر تحديثات جديدة لها على «فيسبوك»، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن، ومنهم النازحون داخلياً والأطفال والنساء وكبار السن، والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، والأشخاص الذين يعانون أمراضاً نفسية، لا يزالون يواجهون عقبات فريدة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية في بلد يعاني فرصاً محدودة للحصول على تلك الخدمات وغيرها، بسبب الفقر واستمرار حدة الصراع.

يمنيون يكافحون البعوض بإحراق إطارات السيارات (فيسبوك)

وتوفر المنظمة، في هذه الأثناء، بالشراكة مع حكومة ألمانيا، الحماية من العدوى المكتسبة في المرافق الصحية، عبر توفير إمدادات المياه ومستلزمات الوقاية من العدوى ومكافحتها، كما تقوم بتزويد أكثر من 72 مرفقاً صحياً يمنياً بالمياه الصالحة للشرب، وتوفر لمرضى يمنيين الرعاية والحماية الكافيتين من مخاطر العدوى، إلى جانب الموظفين ومقدمي الرعاية.

وأطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أواخر فبراير (شباط) الماضي، حملة شاملة هدفت إلى الحد من انتشار الملاريا والحمى الفيروسية وحمى الضنك وعلاج الحالات المصابة بهما في عدد من المحافظات اليمنية المحرَّرة، خصوصاً محافظة الحديدة التي تعدّ إحدى أكثر المحافظات المنكوبة بالأوبئة الفيروسية.

ويستقبل المرفق الطبي، التابع للمركز، يومياً مئات الحالات من سكان حيس والخوخة ومن النازحين، ويقدم لهم خدمات طبية متنوعة، في حيتن تنفذ السلطات الصحية، التابعة للحكومة اليمنية في المديريات المحرَّرة من المحافظة، حملة موسعة لمكافحة البعوض الناقل للملاريا والحميات الفيروسية.


مصر: هل تنجح حملات المقاطعة في خفض الأسعار؟

مشاهد من أسواق السمك في بورسعيد بدون زبائن (مشاركون بحملة المقاطعة - إكس)
مشاهد من أسواق السمك في بورسعيد بدون زبائن (مشاركون بحملة المقاطعة - إكس)
TT

مصر: هل تنجح حملات المقاطعة في خفض الأسعار؟

مشاهد من أسواق السمك في بورسعيد بدون زبائن (مشاركون بحملة المقاطعة - إكس)
مشاهد من أسواق السمك في بورسعيد بدون زبائن (مشاركون بحملة المقاطعة - إكس)

جدد انتشارٌ واسعٌ حققته حملةٌ لمقاطعة الأسماك في مصر تساؤلات حول جدوى حملات المقاطعة في خفض الأسعار، مع استمرار ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية، رغم التعهدات الحكومية بضبط الأسواق، وتوافر الدولار اللازم للاستيراد. وفيما أكد القائمون على الحملة ومتضامنون معها «نجاحها في جذب الكثيرين»، تباينت آراء خبراء الاقتصاد حول شروط نجاح حملات المقاطعة وتأثيرها على الأسعار.

وقبل أيام انطلقت حملة لمقاطعة الأسماك من مدينة بورسعيد (شمال شرق مصر)، تحت عنوان «خليه يعفن»، وأكد مشاركون في الحملة انتقالها لمحافظات أخرى، وقال مؤسس الحملة سعيد الصباغ في اليوم الثالث للحملة (الثلاثاء) إن «الحملة قُوبلت باستجابة واسعة من المواطنين، وانتقلت إلى محافظات أخرى، منها السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية، وقام عدد من التجار بالفعل بتخفيض الأسعار نسبياً».

وأكد في تصريحات صحافية أن «سبب اختيار الأسماك لمقاطعتها، لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، كما أنها سريعة التلف مما سيساهم في نجاح الحملة».

وأعلن محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان تضامنه مع أهالي المحافظة، وتأييده لحملة المقاطعة، مؤكداً خلال جولة بالمحافظة، الاثنين، أنه «لن يدخل سوق السمك بالمدينة إلا بعد خفض الأسعار ونزولها لمستوى يجعلها في متناول المواطنين».

وتواجه مصر أزمة اقتصادية أدت إلى موجة غلاء وارتفاع متواصل لأسعار معظم السلع، خصوصاً الأساسية، وتراهن الحكومة على المزيد من التدفقات الدولارية المرتقبة لتجاوز الأزمة.

وقفز التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 35.7 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، بعدما كان 29.8 في المائة في يناير (كانون الثاني)، مدفوعاً بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في مارس (آذار) الماضي.

وحسب الجهاز «ارتفعت أسعار السلع على أساس شهري بنسبة 11.4 في المائة في فبراير، مقارنة بـ1.6 في المائة فقط في يناير، وقفزت أسعار المواد الغذائية 15.9 في المائة، مقارنة بـ1.4 في المائة في يناير».

وقلل الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس من تأثير حملات المقاطعة على خفض أسعار السلع بشكل عام، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قد تكون مقاطعة السمك فعالة بالوقت الراهن، لأنها سلعة سريعة العطب، لكن بعد ذلك، ستؤدي المقاطعة إلى خروج الكثير من التجار من السوق بسبب خسائرهم، وهو ما يعني عودة الأسعار إلى الارتفاع».

وحسب النحاس، فإن «مصر أصبحت تعاني مما يسمى (بوار السلع) بمعنى أن كثيراً من السلع لم تعد أسعارها في متناول معظم الناس، وهذا أدى إلى ركود تضخمي، حيث تكون السلعة متوافرة بالأسواق، لكنها فوق القدرة الشرائية لمعظم الناس، لذلك يكون تأثير حملات المقاطعة ضعيفاً».

وحققت حملة مقاطعة الأسماك انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وحرص الكثير من المشاركين على نشر صور لسوق السمك خالية من الزبائن للتأكيد على نجاح الحملة، وعلق حساب باسم «داليا أبو عمر» على منصة «إكس» قائلاً: «بورسعيد عاملة ملحمة والله ايه الحلاوة والعقل والنضج ده».

ودعا حساب باسم «أيمن عبدالسلام» إلى تفعيل الحملة في محافظات أخرى.

وتسابق مشاركون على منصة «إكس» بالإعلان عن انضمام محافظاتهم للحملة، وكتب حساب باسم «أحمد حافظ»: "اسكندراني اسكندراني... عندنا في سوق عمر باشا محطة مصر وسوق غيط العنب كرموز في ركود جامد في سوق السمك برغم قلة المعروض وفي أبو قير الستات بدأت المقاطعة في حلقة السمك زي محافظة بورسعيد، وسيدي بشر برضو في مقاطعة... خليها تعفن».

وأرجع الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد حنفي الانتشار الواسع لحملة مقاطعة الأسماك إلى ما وصفه بـ«حالة المقاطعة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحدث في بورسعيد ليس حملة مقاطعة، لأن الحملة تكون أكثر تنظيماً وعلى مستوى وطني، لكنه حالة مقاطعة نتيجة استمرار ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، وهذه الحالة يمكنها أن تتطور إلى حملة أكثر تنظيماً».

ورأى حنفي أن «حملات المقاطعة تكون فاعلة أكثر في السلع سريعة العطب أو التي لديها فترة صلاحية قصيرة، وهو ما حدث مع السمك»، مؤكداً أن «حملات المقاطعة المنظمة اجتماعياً يمكنها أن تؤدي إلى خفض أسعار السلع».

وتقول الحكومة المصرية إنها تتحرك مع المُصنعين والمُنتجين والتجار بهدف السيطرة على أسعار السلع الأساسية، واحتواء موجة الغلاء التي شهدتها البلاد على مدار الأشهر الماضية، كما قامت بتفعيل فرق عمل من مجلس الوزراء للتأكد من تطبيق خفض الأسعار بالسلاسل التجارية والسوبر ماركت للوقوف على حقيقة استجابة المصنعين والتجار لمبادرة خفض الأسعار.


مصر تحذِّر إسرائيل من اتخاذ أي إجراءات عسكرية في رفح

وزير الخارجية المصري سامح شكري يعقد اجتماعاً مغلقاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الآيرلندي مايكل مارتن (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يعقد اجتماعاً مغلقاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الآيرلندي مايكل مارتن (الخارجية المصرية)
TT

مصر تحذِّر إسرائيل من اتخاذ أي إجراءات عسكرية في رفح

وزير الخارجية المصري سامح شكري يعقد اجتماعاً مغلقاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الآيرلندي مايكل مارتن (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يعقد اجتماعاً مغلقاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الآيرلندي مايكل مارتن (الخارجية المصرية)

دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، إسرائيل إلى «عدم اتخاذ أي إجراءات عسكرية في رفح بقطاع غزة» التي لجأ إليها نحو 1.5 مليون فلسطيني فروا من الحرب الإسرائيلية. وأضاف شكري محذراً: «ينبغي أن تكون هناك قدرة على اتخاذ خطوات ملموسة في حال إقدام إسرائيل على هذه الخطوة، بما يعد رادعاً لها».

وتعهدت إسرائيل باقتحام رفح بهدف ملاحقة مقاتلي «حماس»؛ لكن العملية العسكرية المزمعة في البلدة الواقعة على الحدود المصرية أثارت قلقاً دولياً، بسبب وجود عدد ضخم من المدنيين.

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، تكررت التحذيرات المصرية من اقتحام رفح الملاصقة للحدود المصرية. وقال شكري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الآيرلندي مايكل مارتن الذي يزور القاهرة: «نترقب وندعو لعدم اتخاذ إسرائيل أي خطوات عسكرية في رفح... هذه أيضاً دعوة من الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي، لإدراك الجميع أن الأعمال العسكرية في منطقة تكتظ بالسكان المدنيين، حوالي مليون ونصف مليون، يترتب عليها مزيد من الضحايا من المدنيين، ومزيد من المعاناة، ومزيد من المحاولات لتصفية القضية من خلال التهجير. لا بد من أن نتعدى مجرد المطالبة اللفظية بذلك، وإنما يكون واضحاً أن هناك قدرة على اتخاذ خطوات ملموسة».

وأكد شكري ضرورة تنفيذ وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة؛ مشيراً إلى أهمية العمل على إدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع؛ مضيفاً أن «قطاع غزة أصبح غير قابل للعيش جراء الحرب الإسرائيلية».

وزيرا خارجية مصر وآيرلندا يترأسان جلسة مشاورات موسعة بين وفدي البلدين (الخارجية المصرية)

وشدد الوزير المصري على أنه «لا بديل لحل الصراع سوى تنفيذ حل الدولتين»، متوقعاً تصويتاً واسع النطاق بالجمعية العامة للأمم المتحدة على الخطوة المقبلة للاعتراف بدولة فلسطين، عضواً كامل العضوية.

ولفت إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى عدم توفر الإرادة الحقيقية لإقامة الدولة الفلسطينية. وأعلن الوزير شكري رفض التهجير القسري للفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، موضحاً أن معبر رفح -من الجهة المصرية- يعمل بصفة مستمرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي دون توقف.

وأكد العمل مع الأمم المتحدة لتوفير أكبر قدر من المساعدات لقطاع غزة؛ مشيراً إلى أن تقرير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) دحض ادعاءات الاحتلال بتورط موظفيها في «أحداث 7 أكتوبر».

ولفت شكري إلى أن «أونروا» هي المنظمة الوحيدة القادرة على توزيع المساعدات بقطاع غزة، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في قرار تعليق تمويل وكالة «الأونروا».

بدوره، وجَّه وزير خارجية آيرلندا مايكل مارتن الشكر إلى مصر على المساعدات التي قدمتها لرعايا بلاده، من أجل تيسير خروجهم من قطاع غزة، معبراً عن مخاوف كبيرة بشأن الموقف في القطاع.

وكشف مارتن عن أنه سيزور معبر رفح لـ«بحث إزالة العراقيل التي تحول دون إيصال المساعدات»، مؤكداً مواصلة تقديم مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال وكالة «أونروا».

وأشار إلى أن وكالة «أونروا» منظمة لا غنى عنها في عمليات إعادة الإعمار بقطاع غزة، عبر تقديم كثير من الخدمات، مثمناً الجهود المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً ضرورة الإفراج عن المحتجزين.

ولفت إلى أن «الاعتراف بدولة فلسطين خطوة في غاية الأهمية لدعم الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير، والوصول إلى حل الدولتين» معبراً عن «التطلع لمشاركة الجهود المصرية من أجل تعزيز خطة السلام، وتنفيذ حل مستدام قائم على حل الدولتين».


تقارير محلية ودولية تكشف استمرار الانتهاكات بحق أطفال اليمن

طفلة يمنية بين مجموعة نساء ينتظرن الحصول على مساعدات غذائية (إ.ب.أ)
طفلة يمنية بين مجموعة نساء ينتظرن الحصول على مساعدات غذائية (إ.ب.أ)
TT

تقارير محلية ودولية تكشف استمرار الانتهاكات بحق أطفال اليمن

طفلة يمنية بين مجموعة نساء ينتظرن الحصول على مساعدات غذائية (إ.ب.أ)
طفلة يمنية بين مجموعة نساء ينتظرن الحصول على مساعدات غذائية (إ.ب.أ)

بينما كشفت منظمة دولية عن مقتل وإصابة عشرات الأطفال اليمنيين بالألغام والذخائر المتفجرة خلال العام الحالي، تحدث تقرير محلي عن وقوع مئات الأطفال ضحايا انتهاكات شملت الجرائم الست الجسيمة ضد الأطفال خلال العامين الماضيين، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى ومشوهين وتجنيد واستغلال جنسي واختطاف.

وقالت منظمة «حماية الطفولة» إن 28 طفلاً يمنياً قتلوا وأصيبوا في حوادث ألغام وذخائر متفجرة منذ بداية العام الحالي، كان آخرها الأسبوع الماضي الذي قتل فيه طفل في محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء)، وإصابة أربعة آخرين في الحديدة (غرب البلاد) والضالع (وسط)، داعية إلى حماية أطفال اليمن، وتوفير مستقبل أكثر أماناً لهم.

وذكرت المنظمة في تحليل بيانات لها حول مراقبة الأثر المدني والدراسات الاستقصائية للألغام والذخائر المتفجرة أن ارتفاعاً مقلقاً في الضحايا من الأطفال بسبب الذخائر المتفجرة في اليمن حدث ما بين يناير (كانون الأول) 2018 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2022، محذرة من الأثر المؤلم الذي تركته 8 سنوات من الحرب، إلى جانب عقود من الصراع التاريخي في اليمن.

خطر الألغام يحاصر الأطفال اليمنيين وشهد العام الحالي مقتل وإصابة 28 منهم وفق تقارير دولية (مسام)

من جهته كشف التحالف اليمني لرصد الانتهاكات عن حدوث 127 واقعة انتهاك، شملت الجرائم الست الجسيمة ضد الأطفال، تعرض لها 157 ضحية بينهم 26 فتاة، بجانب قتلى ومشوهين، ومجندين، وضحايا عنف جنسي، ومختطفين، في تقرير لا يعكس عنف وبشاعة تلك الانتهاكات بصورة شاملة، بل يكتفي باستعراض الحالات التي استطاع توثيقها في فترة زمنية قصيرة.

ويستند التقرير على معلومات جمعها باحثون في ثلاث عشرة محافظة يمنية بين فبراير (شباط) وأكتوبر (تشرين الأول) 2023، ويرصد نماذج تمثيلية لانتهاكات ارتكبتها أطراف النزاع كافة.

ومنذ أيام دشّنت الجماعة الحوثية معسكراتها الصيفية لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، ونفذت حملات ترويجية واسعة، تضمنت وعوداً بجوائز وسلال غذائية، وسط تحذيرات حكومية ومجتمعية من مخاطر هذه المعسكرات، واستغلالها لتجنيد الأطفال للقتال.

طفل يمني يحمل سلاحاً ويردد شعارات الجماعة الحوثية خلال مسيرة في العاصمة صنعاء تحت اسم مناصرة غزة (أ.ف.ب).

ويرصد تقرير التحالف اليمني لرصد الانتهاكات نماذج تمثيلية لانتهاكات ارتكبت خلال فترة إعلان الهدنة بداية أبريل (نيسان) 2022، وحتى إعلان التوقيع على اتفاق مبادئ لإنهاء النزاع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويقدر التقرير أن ما يقارب 26 ألفاً و761 طفلاً تأثروا بفعل الهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية من طرف الجماعة الحوثية، بينهم 14 ألفاً و457 فتاة.

وبحسب التقرير؛ مثَّل القتل والتشويه الانتهاك الأكثر تسجيلاً بسبب الاستخدام المفرط للأسلحة، خصوصاً من الجماعة الحوثية؛ إذ شكلت الأرقام المحققة من ضحايا تجنيد الجماعة للأطفال أمراً صادماً، مرجعاً ذلك لاستغلالها الوضع الاقتصادي للأسر اليمنية بشكل لافت، إلى جانب دور الدعاية والإعلام في التأثير على الأطفال واستدراجهم.

وأكد أن الأرقام المتدنية لضحايا العنف الجنسي والاختطاف لا تعكس واقع الحال، بسبب خشية ضحايا هذا النوع من الانتهاك وعائلاتهم من العار الذي سيوصمون به في مجتمعهم حال الإفصاح عنه، إلى جانب العيش في حالة من الخوف والترهيب التي يكرَّسها الجناة على نفسياتهم، ما يمنعهم عن الاستجابة لعمليات التحقيق والتوثيق التي أجراها الباحثون.

ولم يحصل الضحايا كافة من الأطفال على العدالة، طبقاً للتقرير، بفعل عجز وانقسام آليات العدالة والمساءلة الوطنية الذي شجعت على مزيد من الهجمات ضد الأطفال، منوهاً إلى أن الحد من هذه الانتهاكات لن يتحقق إلا بوجود آليات للمساءلة الجنائية.

وأضاف التحالف أن أطفال اليمن كابدوا خلال تسع سنوات صنوفاً من الصراع والآلام، ووقعوا تحت جحيم حرب شُنت عليهم بلا هوادة، مشيراً إلى أنه استند في تقريره على معلومات جمعها باحثون في ثلاث عشرة محافظة يمنية بين فبراير وأكتوبر من العام الماضي.

آليات الحماية

طالب معدو التقرير الحكومة اليمنية الشرعية بالإسراع في إنشاء محكمة ونيابة حقوق الإنسان، ومنحها الاختصاص للنظر في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وتمكين ودعم قدرات المنظمات المحلية بشكل واسع من قبل الوكالات والمنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال، لتقوم بدور مركزي في توثيق الانتهاكات، وتوفير الدعمين المادي والنفسي للضحايا من الأطفال.

وشدّد مطهر البذيجي المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد الانتهاكات في حديث لـ«الشرق الأوسط» على عدم سقوط الانتهاكات بالتقادم، داعياً إلى عدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب الذي يسمح لهم باستمرار جرائمهم، والتي لوحظ أنها لم تتوقف رغم توقف الأعمال العسكرية، إذ لا تزال الجماعة الحوثية تواصل تجنيد الأطفال وممارسة الأعمال العدائية بحقهم دون رادع.

وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، وصف أحد معدي التقرير، الانتهاكات التي وقعت بحق الأطفال خلال السنوات الماضية بجرائم الحرب التي امتدت لتشمل الحقوق كافة، وجميع مناحي الحياة.

طفلة يمنية بعمر العامين تعاني من سوء التغذية أثناء وزنها في أحد مستشفيات مدينة الحديدة (رويترز)

واتهم نجيب الشغدري الباحث في «تحالف رصد» الجماعة الحوثية بالمسؤولية عن غالبية الانتهاكات التي لحقت بأطفال اليمن، من خلال تعمدها تعريضهم لمختلف مخاطر الصراع، وتجنيدهم وإجبارهم على المشاركة في المعارك، وحرمانهم من التعليم والصحة والتغذية، والوصول إلى المساعدات الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي بالجدية والفاعلية لوقف تلك المعاناة.

وتأتي المعسكرات الصيفية التي تنظمها الجماعة الموالية لإيران هذا العام، بعد أشهر من استغلالها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين، أغلبهم من الأطفال، تحت اسم مناصرة الفلسطينيين، إلى جانب هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر.


قطر: الهجوم على رفح سيؤثر سلباً في جهود خفض التصعيد

رجل فلسطيني ينتظر أخباراً عن ابنته إذ يبحث عمال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في رفح إثر غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني ينتظر أخباراً عن ابنته إذ يبحث عمال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في رفح إثر غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

قطر: الهجوم على رفح سيؤثر سلباً في جهود خفض التصعيد

رجل فلسطيني ينتظر أخباراً عن ابنته إذ يبحث عمال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في رفح إثر غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني ينتظر أخباراً عن ابنته إذ يبحث عمال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في رفح إثر غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

قال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده بحاجة إلى إعادة تقييم في جهود الوساطة غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل في هذه المرحلة.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية القطرية، أن وزراء في حكومة إسرائيل أدلوا بتصريحات تتحدث بشكل سلبي عن الوساطة القطرية، موضحاً أن بلاده «تعمل على تقييم الوساطة بشكل مستمر، وتبحث عن جدية من مختلف الأطراف».

وتابع أنه لا يمكن أن يقبل أي طرف في المجتمع الدولي أن يحدث هجوم إسرائيلي في ظل الوضع الحالي في رفح، قائلاً: «يجب علينا جميعاً أن نعمل على وقف الهجوم على رفح».

وحذّر الأنصاري من أن «الهجوم على رفح سيؤثر سلباً في أي جهد في إطار خفض التصعيد»، حسبما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي».

وتابع أن قطر محبطة «من الهجمات المستمرة والمفتعلة على الوسطاء، خاصة قطر»، مشيراً إلى أن هناك حالة إحباط بشكل عام حيال عدم التوصّل لاتفاق حول غزة في رمضان أو في عيد الفطر.

من ناحية ثانية، أكد الأنصاري أنه «ليس هناك أي قرار تم اتخاذه بشأن وجود قادة (حماس) في الدوحة».

وأوضح أن جهود الوساطة ما زالت مستمرة، فلا مبرر لإنهاء وجود مكتب «حماس» في الدوحة، وقطر ملتزمة بجهود الوساطة، لكنها في مرحلة تقييم.

وتابع أن قادة «حماس» موجودون في الدوحة وليست هناك أي قيود على دخولهم أو خروجهم من الدوحة.


العليمي يطلب تشديداً دولياً لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاجن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاجن (سبأ)
TT

العليمي يطلب تشديداً دولياً لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاجن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاجن (سبأ)

شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، على ضرورة التصدي الدولي للأسلحة الإيرانية المهربة إلى الجماعة الحوثية، في وقت عاد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مجدداً إلى مسقط، في سياق مساعيه لدعم خطة السلام التي يأمل أن تطوي صفحة الصراع في اليمن.

التحذيرات اليمنية من الأسلحة الإيرانية المهربة والمساعي الأممية من أجل السلام، جاءت بالتزامن مع إصرار الجماعة الحوثية على الاستمرار في التصعيد البحري ومهاجمة سفن الشحن، على الرغم من التنديد الدولي والضربات الغربية التي تلقتها.

وأفاد مكتب غروندبرغ في تغريدة على منصة «إكس» بأنه التقى في مسقط المتحدث باسم الجماعة الحوثية، وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام، كما التقى بمجموعة من كبار المسؤولين العُمانيين؛ حيث ناقشوا سبل إحراز تقدم في خريطة الطريق الأممية لليمن، وضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع.

ويخشى المبعوث الأممي من عودة القتال على نطاق واسع بين القوات الحكومية اليمنية والجماعة الحوثية، في ظل الجمود الذي أصاب مساعيه الرامية لإبرام خريطة طريق للسلام، على أثر الهجمات الحوثية على سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي أحدث إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، طلب غروندبرغ الفصل بين الأزمة اليمنية وبين قضايا الصراع الإقليمي في المنطقة، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران أكدت مضيها في الهجمات البحرية، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين.

تنسيق يمني- أميركي

وعلى وقع هذه التطورات شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، الاثنين، على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية، وجميع الأنشطة التي تسهل للجماعة الحوثية مواصلة إجراءاتها الأحادية، والتربح من مصادر رزق اليمنيين.

تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله -في الرياض- سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن؛ حيث أفاد الإعلام الرسمي بأنه ناقش مع الأخير التعاون الثنائي ومستجدات الوضع اليمني، والتطورات الإقليمية والدولية، وسبل تنسيق المواقف المشتركة إزاءها.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن اللقاء تطرق «إلى هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية على سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية، وتداعياتها الكارثية على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وشعوب المنطقة، واقتصاداتها الوطنية».

وتحدث العليمي -حسب الوكالة- عن «تداعيات انتهاكات الميليشيات الإرهابية لحقوق الإنسان، وتقويضها المستمر لفرص السلام التي تقودها السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، بما في ذلك مماطلتها في تسهيل دفع مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لها بالقوة الغاشمة، واستمرار تصعيدها الحربي في مختلف الجبهات، وحصار تعز، وتحشيد الأطفال إلى معسكرات طائفية».

وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني على أولوية دعم الحكومة، وتعزيز إصلاحاتها الاقتصادية والمالية والإدارية للوفاء بالتزاماتها الحتمية، واختصاصاتها الحصرية في احتكار السلاح وسلطة إنفاذ القانون، وفرض نفوذها على كامل التراب الوطني.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وكان رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، قد ناقش، الأحد، مع السفير الأميركي، خلال اتصال مرئي، مستجدات الأوضاع على المستوى المحلي والتطورات في المنطقة، ودعم المجتمع الدولي لجهود حكومته في مواجهة التحديات الاقتصادية، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في بلاده.

وتطرق الحديث إلى جهود الحكومة في توفير الخدمات، ورؤيتها لمواجهة التحديات الاقتصادية، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي تسببت فيها الحوثيون، وتصعيد حربهم الاقتصادية ضد الشعب.

وأشار بن مبارك –وفق ما أورده الإعلام الرسمي- إلى مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والإجراءات الحكومية لاحتواء التداعيات الإنسانية الكارثية للهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وحربها الاقتصادية ضد اليمنيين. وقال إن حكومته «تعمل بجهد استثنائي وبشكل وثيق مع مجلس القيادة الرئاسي، لتلبية الاحتياجات الأساسية والخدمات».

أسلحة إلى الحديدة

ومع اتخاذ الجماعة الحوثية محافظة الحديدة وسواحلها منطلقاً لشن الهجمات ضد السفن، أكد وزير الدفاع اليمني، محسن الداعري، أن النشاط العسكري في مواني المحافظة زاد بشكل أكبر مما كان عليه قبل اتفاقية استوكهولم مع الجماعة الحوثية.

وأشار إلى استمرار تهريب الأسلحة، ووصول سفن إيرانية من ميناء بندر عباس إلى مواني الحديدة، دون أي تفتيش أو رقابة أممية، وقال إن ذلك «يتطلب من المجتمع الدولي مضاعفة الجهود للضغط على الميليشيا الإرهابية» في إشارة إلى الحوثيين.

وزير الدفاع اليمني مجتمعاً في عدن مع البعثة الأممية في الحديدة (أونمها) الخاصة بدعم اتفاق استوكهولم (سبأ)

وجاء حديث وزير الدفاع اليمني خلال لقائه في مدينة عدن؛ حيث العاصمة المؤقتة لليمن، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) الجنرال مايكل بيري، والوفد المرافق له.

ونقل الإعلام الحكومي أن الوزير الداعري أشاد بالجهود التي تبذلها البعثات والمنظمات الأممية والإنسانية في مختلف المجالات، ومنها بعثة «أونمها» في الحديدة، مؤكداً تذليل الحكومة كافة الصعوبات أمام البعثات والمنظمات، لتمكينها من أداء مهامها بكل سلاسة.

وقال الداعري: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية لم تفِ بأي جزء من اتفاق استوكهولم، كعادتها في نقض العهود والمواثيق، في ظل تراخي المجتمع الدولي في إلزامها بتطبيق الاتفاق»، واتهم الجماعة بأنها «استغلت الاتفاق لتجعل الحديدة منطلقاً لتهديد الملاحة البحرية، واستهداف السفن التجارية والنفطية».

كما أشار وزير الدفاع اليمني إلى «ضحايا الألغام من المدنيين الذين يسقطون بشكل شبه يومي، نتيجة للألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيا الحوثية الإرهابية في مختلف المناطق؛ بخاصة في الحديدة».