الكشف عن هوية الأميركي المقتول في العراق

12 دولة في التحالف ضد التنظيم تلتزم تعزيز مشاركتها العسكرية

الكشف عن هوية الأميركي المقتول في العراق
TT

الكشف عن هوية الأميركي المقتول في العراق

الكشف عن هوية الأميركي المقتول في العراق

كشف وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أمس، في شتوتغارت الألمانية، عن هوية ضابط أميركي قتل خلال عملية للحلف الدولي ضد «داعش» في العراق، وقال: «إن واشنطن وحلفاءها اتفقوا على بذل جهود أكبر في حملتهم لدحر التنظيم الإرهابي».
وحذّر كارتر، في تصريحات أدلى بها بعد محادثات في ألمانيا مع وزراء دفاع ومندوبين من 11 دولة أخرى تشارك في التحالف، من أن الطريق محفوف بمزيد من المخاطر. وذكر أن الولايات المتحدة تأسف بشدة لمقتل ضابط بالبحرية الأميركية في هجوم نفّذه تنظيم داعش في شمال العراق، أول من أمس. وقال إن الضابط يدعى تشارلز كيتينغ. وتابع: «المخاطر ستستمر، لكن السماح بوجود ملاذ آمن لتنظيم داعش سينطوي على مخاطرة أكبر لنا جميعا»، مضيفا: «اتفقنا أيضا على أن كل أصدقائنا وحلفائنا من التحالف المناهض لـ(داعش) بإمكانهم، وسيقومون، ببذل مزيد أيضا للتصدي للتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، ولخلاياه في مناطق أخرى». وشارك في المحادثات وزراء دفاع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وجرى التخطيط لإجرائها قبل وقت طويل من النبأ الذي ورد أول من أمس، وأفاد بمقتل أحد عناصر قوات العمليات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الأميركية في شمال العراق، عقب اختراق مقاتلي «داعش» الدفاعات الكردية واجتياحهم البلدة. وكيتينغ هو ثالث أميركي يلقى حتفه في عمل قتالي مباشر، منذ أن بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة في 2014 لتدمير «داعش». وتطرق كارتر إلى تفاصيل بشأن مهمة كيتينغ، وقال إنه كان يعمل مع قوات البيشمركة الكردية العراقية بهدف تدريبها ومساعدتها شمال مدينة الموصل. وقال كارتر: «هذا الجانب من جبهة البيشمركة تعرّض لهجوم.. ووجدوا أنفسهم في مرمى النيران». وأعلنت الولايات المتحدة في منتصف أبريل (نيسان) إرسال مائتي جندي إضافي للعراق، ونشرهم على مقربة أكبر من جبهات القتال، لتقديم استشارات للقوات العراقية في الحرب على التنظيم المتشدد.
وذكر كارتر أن المخاطر تمتد للطيارين الذين ينفذون الضربات الجوية اليومية في الحملة التي تقودها واشنطن، لافتا إلى أن «كل مرة يخرج فيها طيار بطائرة فوق سوريا أو العراق، فإن حياته تكون في خطر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.