المغرب: تقرير يكشف عن اختلال توزيع الوظائف الحكومية

سجل غياب 4 آلاف مدرس عن العمل العام الماضي

المغرب: تقرير يكشف عن اختلال توزيع الوظائف الحكومية
TT

المغرب: تقرير يكشف عن اختلال توزيع الوظائف الحكومية

المغرب: تقرير يكشف عن اختلال توزيع الوظائف الحكومية

كشف تقرير أعده المجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة لمراقبة صرف المال العام) حول الوظائف الحكومية وواقع الإدارة في المغرب، عن وجود اختلال كبير في عمليات التوظيف وتفاوت في الرواتب، وغياب معايير الاستفادة من الترقية، كما كشف التقرير عن ظاهرة غياب الموظفين عن العمل بشكل لافت، ولا سيما في قطاع التعليم.
وأظهر التقرير، الذي عرضت خلاصة للنتائج الأولية التي توصل إليها أمس أمام البرلمان، أن عدد الموظفين العموميين المدنيين في المغرب بلغ سنة 2015 أزيد من 585 ألفا و500 موظف، يتركز أكثر من 21 في المائة منهم في خمسة قطاعات، هي التعليم والداخلية، والصحة والعدل والمالية.
كما أظهر التقرير، أن توزيع الموظفين على الصعيد الوطني لا يستجيب إلى منطق اقتصادي أو ديموغرافي، مع وجود ظاهرة تركيز الموظفين في بعض الجهات، ومنها الرباط والجنوب على حساب جهات أخرى، مثل طنجة - تطوان ودكالة - عبدة. كما لوحظ أيضا ضعف في ترشيد استعمال أعداد الموظفين في بعض القطاعات كالتعليم.
وتعاني الوظيفة العمومية، حسب التقرير، ظاهرة الغياب، حيث سجلت سنة 2015 في قطاع التعليم فقط، ما مجموعه 663 ألفا و400 يوم غياب مبرر وغير مبرر، وهو ما يعادل تقريبا غياب 4 آلاف مدرس طوال السنة الدراسية.
وخلال الفترة 2008 - 2015، ارتفعت كتلة الأجور بنسبة 40 في المائة، في حين أن أعداد الموظفين تزايدت بنسبة 8.5 في المائة، كما ارتفع معدل الأجر الشهري في الفترة نفسها من 5300 درهم (530 دولارا) إلى 7381 درهما (738 دولارا)، وبالتالي فإن النسبة السنوية لارتفاع كتلة الأجور ما بين 2008 و2015 وصلت إلى 1. 6 في المائة.
وكشف التقرير أيضا، عن أن التقارير والأبحاث الميدانية الصادرة عن منظمات وطنية ودولية تجمع على أن مستوى الخدمات العمومية المقدمة لا يزال بعيدا عن معايير الحكامة التي وضعها الدستور، حيث لا يزال المواطن المغربي، وبخاصة في القرى والمناطق النائية، يواجه صعوبات في الولوج للمرفق العمومي.
وسجل المجلس، أن جل المبادرات التي قامت بها الحكومات المتعاقبة ظلت متفرقة ومفتقدة للاستمرارية؛ نظرا لغياب استراتيجية واضحة ومحددة النتائج، وانعدام الجدولة الزمنية لتتبع تنزيلها. فيما تبقى النتائج المحققة على مستوى الفاعلية والنجاعة دون الحد المطلوب.
وتستعرض الدراسة أهم مبادرات الإصلاح في هذا المجال، منذ نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي إلى اليوم، وبخاصة برنامج دعم إصلاح الإدارة العمومية الممول من البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، وهو برنامج أنجز على أربع مراحل، امتدت ما بين سنتي 2003 و2011، وتبين للمجلس على إثر هذه الدراسة أن حصيلة هذا البرنامج لم تحدث التغيير المنشود داخل الإدارة المغربية؛ ذلك أنه باستثناء تعميم الاختبارات للتوظيف، لم تجد باقي الإجراءات بعد طريقها نحو التطبيق.
وكشف التقرير عن أنه بفعل الإجراءات المتوالية التي عرفتها منظومة الأجور اختل التوازن بين مكوناتها المتمثلة في الراتب الأساسي والتعويضات، وأصبحت معقدة وغير عادلة. وإضافة إلى تعقيدات منظومة الأجور، فإن عمليات التوظيف والتقييم والترقية، حسب التقرير «تبقى بعيدة عن منطق التدبير الفعال، حيث تفتقد الإدارات العمومية المغربية لرؤية واضحة لعمليات التوظيف، في غياب تدبير توقعي للوظائف والكفاءات». كما أن الترقية أصبحت تكتسي طابعا تلقائيا دون ارتباط بالكفاءة أو تحسن في مردودية الموظف أو المرفق الإداري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.