«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر

خبراء يتحدثون عن عمليات إعادة تموضع للتنظيم تهدد لبنان

«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر
TT

«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر

«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر

حاول تنظيم داعش، أمس، التقدم في منطقة جبال القلمون الحدودية، بعد وصول المئات من عناصره إليها هربا من منطقة تدمر، في ظل استمرار الاشتباكات هناك بينهم وبين قوات النظام السوري في ريف المدينة التي خسرها التنظيم الشهر الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في جرود الجراجير بالقلمون الغربي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام ما يُسمى «حزب الله»، بأن جيش النظام السوري والحزب صدوا «محاولة تسلل لمجموعة من إرهابيي تنظيم داعش في جرود الجراجير في جبال القلمون»، لافتة إلى أنّه «تم استهداف الإرهابيين المتسللين بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم». وأوضحت أنّه «تم استهداف تجمعات الإرهابيين عند معبر الزمراني والقصيرة لدى محاولتهم مساندة المجموعة المتسللة، مما أدى إلى تحقيق مزيد من الإصابات في صفوفهم».
ورد العميد المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، هشام جابر، التحركات العسكرية المستمرة في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية، إلى «عمليات إعادة تموضع يقوم بها تنظيم داعش في ظل التطورات الميدانية الحاصلة في سوريا خصوصا بعد خسارته مدينة تدمر»، لافتا إلى أن «لـ(داعش) قوة في أكثر من منطقة غير بعيدة من الأراضي اللبنانية وبالتحديد في القلمون الشرقي ومخيم اليرموك وغيرهما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كلما ازدادت الضغوط العسكرية على التنظيم في سوريا ازداد خطره بالنسبة للبنان، باعتبار أن مئات العناصر يهربون إلى المغاور اللبنانية، حيث هم بمنأى عن غارات الطيران السوري كما الروسي». وأضاف: «هل من مكان أفضل لهم من المنطقة الحدودية اللبنانية كي يحتموا فيها؟».
من جهته، قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم داعش وبعد خسائره الأخيرة «يسعى لتحقيق انتصارات في أي بقعة لتوجيه رسالة بأنه لا يزال موجودا وقويا بغض النظر عن صحة ذلك»، لافتا إلى أن وجوده كما «جبهة النصرة» في منطقة القلمون محصور بالجرود، بحيث لا يسيطر أي من التنظيمين على المدن.
في هذا الوقت، أفادت وكالة «سانا»، بأن «الطيران الحربي السوري واصل غاراته على تجمعات وأوكار تنظيم داعش في ريف تدمر»، متحدثة عن «تدمير تجمعات ومقرات لإرهابيي التنظيم وخطوط إمدادهم على اتجاه طريق آراك شرق مدينة تدمر وفي الجبال الشمالية للمدينة».
بدورهم، قال ناشطون إن ثلاثة مقاتلين للمعارضة قتلوا في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني «جراء استهداف منطقة رباطهم على أحد الثغور من قبل قوات النظام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.