سجّلت المعارك التي تشهدها مدينة الضمير في القلمون الشرقي لريف دمشق، تطورًا ميدانيًا بارزًا، تمثّل في انسحاب المئات من مقاتلي تنظيم داعش من المدينة إلى شرق سوريا، تحت وطأة الضغط العسكري الذي يتعرض له التنظيم من قبل «جيش الإسلام» الذي يخوض مواجهات قاسية معه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن «نحو 470 عنصرًا من ألوية تابعة لتنظيم داعش وعائلاتهم جرى نقلهم من مدينة الضمير عند أطراف القلمون الشرقي، بإشراف من منظمات وجهات أممية، إلى مناطق في شرق وشمال سوريا، عبر بادية الضمير». ونقل المرصد، عمّا سماها مصادر موثوقة، أن «هذا الانسحاب كان نتيجة للاشتباكات التي تشهدها المدينة بشكل مستمر بين (لواء الصديق) و(لواء جند الملاحم) لـ(داعش) من جهة، وبين (جيش الإسلام) وفصائل معارضة من جهة أخرى». وقال إن «عملية الانسحاب تزامنت مع قصف متبادل بين الجانبين وقصف للطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام على مناطق في المدينة خلفت عشرات القتلى لدى الجانبين ومن المدنيين».
ولم يوفر قصف الطيران الحربي منطقة بالا وبلدات النشابية وحزرما والزريقية والبحارية والطريق الواصل بين جنوب دمشق والغوطة الشرقية، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال بجراح، فيما عثر على جثّة أحد أعضاء في لجنة الأهالي في مدينة الضمير، واتهم ناشطون في المدينة تنظيم داعش بقتله، كما سمع دوي انفجار ضخم، تبين أنه ناجم عن تفجير عربة مفخخة في منطقة الماطرون بمدينة الضمير، فجّرها التنظيم، واقتصرت أضراره على الماديات وإلحاق الضرر بممتلكات المدنيين.
إلى ذلك، شهد محيط بلدتي حرستا القنطرة والنشابية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، بينما نفذت طائرات حربية غارات على بلدة بالا بالغوطة الشرقية، كما قصفت بقذائف الهاون أطراف بلدة النشابية بالغوطة الشرقية من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وفي قلب العاصمة دمشق، قصفت الطائرات الحربية أطراف حي جوبر الخاضع لسيطرة «جيش الإسلام» وجبهة النصرة من جهة المتحلق الجنوبي، بينما قتلت المعارضة بنيران القناصة عنصرًا من قوات النظام في حي تشرين بأطراف العاصمة. أما على الجبهة الجنوبية فقد سيطرت جبهة النصرة والفصائل الإسلامية على حاجز العلان بريف درعا الغربي، عقب اشتباكات عنيفة مع «لواء شهداء اليرموك» التابع لتنظيم داعش، وتحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. الجبهة الشمالية شهدت بدورها تطورًا مهمًا، حيث سيطرت فصائل المعارضة، منتصف الليلة ما قبل الماضية، على قرية الحمزات في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش. وقال: «مكتب أخبار سوريا» المعارض إن «فصائل المعارضة، ومن أبرزها (الجبهة الشامية)، استهدفت نقاط التنظيم داخل القرية بقذائف المدفعية الثقيلة في عملية تمهيد لاقتحامها، لتدور بعدها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع عناصر (داعش) استمرت عدة ساعات، أدت إلى سيطرة الفصائل عليها»، مؤكدًا أن المواجهات «أدت إلى مقتل أكثر من عشرة مقاتلين من التنظيم، في حين قتل ثلاثة عناصر من المعارضة»، لافتا في الوقت نفسه إلى أن «المدفعية التركية استهدفت قرى خاضعة لسيطرة التنظيم، منها تل بطال وكفرغان وتل حسين، لقطع طرق إمداده العسكرية إلى الحمزات».
وفي سياق متصل، هزّ انفجار هائل مدينة القامشلي، ورجّحت المعلومات أن يكون ناجما عن تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة الوحدة وسط المدينة، ولم تفد المعلومات عن سقوط خسائر بشرية، في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين ميليشيا «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام من جهة، وقوات الأسايش ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات مكافحة الإرهاب من جهة أخرى، في محيط المربع الأمني وداخل سوق مدينة القامشلي. وأكد مصدر كردي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «وحدات الحماية الكردية قتلت 21 عنصرًا من قوات النظام، بينما قتل خمسة عناصر من قوات الأسايش، نتيجة هذه الاشتباكات».
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين في القامشلي، أن وحدات الحماية الكردية «لا تزال تحاصر المربع الأمني وسجن علايا الخاضع لسيطرة النظام». وأكد الناشطون أن «مقاتلي الأسايش والوحدات الكردية تمكنوا من الدخول إلى ساحة سجن علايا، ومحاصرة المبنى والسجن الموجود بداخله». وقالوا «إن العشرات من قوات النظام سلّموا أنفسهم داخل سجن علايا للوحدات الكردية والأشايس، وباتوا أسرى لديهم».
مقاتلو «داعش» ينسحبون من {الضمير} بفعل هجمات «جيش الإسلام»
المعارضة تتقدم على التنظيم في درعا وريف حلب
مقاتلو «داعش» ينسحبون من {الضمير} بفعل هجمات «جيش الإسلام»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة