بعد تبخر حلم برشلونة في الثلاثية.. السقوط في الأخطاء ممنوع

الخروج من دوري أبطال أوروبا كان بداية كارثة الفريق الكتالوني

سواريز يندب حظه (أ.ف.ب)
سواريز يندب حظه (أ.ف.ب)
TT

بعد تبخر حلم برشلونة في الثلاثية.. السقوط في الأخطاء ممنوع

سواريز يندب حظه (أ.ف.ب)
سواريز يندب حظه (أ.ف.ب)

قفز قلب دفاع فريق برشلونة جيرارد بيكيه إلى الهواء، تتخطى الكرة حارس مرمى ريال مدريد كيلور نافاس، وتدخل إلى الشباك. بعد 15 يومًا، سقط على قدميه عندما تجاوزت الكرة دييغو ألفيس حارس مرمى فالنسيا ومرت إلى داخل المرمى أيضا. كان المكان نفسه - قرب الزاوية اليمنى العلوية لمنطقة الست ياردات في الناحية الشمالية لملعب كامب نو - لكن تغير كل شيء، وسريعًا، سريعًا جدًا لدرجة أن برشلونة لم يستطع أن يدرك ماذا حدث. انطلقت صافرة النهاية مساء الأحد الماضي بهزيمة برشلونة أمام فالنسيا المتعثر، وأعقبها سار بيكيه بخطوات متثاقلة وبطيئة نحو النفق خارج الملعب، باحثًا وهو وحيد صامت، عن تفسير، لكن قلب دفاع برشلونة لم يجد أي تفسير. قال: «لا أصدق أن الحظ وقف ضدنا هكذا».
عندما سجل بيكيه الهدف الافتتاحي في الدقيقة 56 من عمر الكلاسيكو في المواجهة أمام ريال مدريد، أصبح برشلونة يتفوق على ريال مدريد بـ13 نقطة، و9 نقاط عن أتليتيكو. كانت الساعة 9:45 مساء السبت 2 أبريل (نيسان)، وكان الصراع على اللقب قد انتهى، أو هكذا ظن الجميع قبل أن يحرز ريال مدريد هدفين ويفوز بالمباراة. لكن عندما تسلم بيكيه الكرة على صدره وسدد الكرة بعرض الملعب ليلة الأحد الماضي أمام فالنسيا، حرم برشلونة من هدف التعادل وبات برشلونة يتفوق على مدريد بنقطة واحدة، ومتساويًا مع أتليتيكو. كان ذلك في الساعة 10:15 مساء السبت 18 أبريل، ومع ضياع هذه الفرصة الأخيرة في الدقيقة 89، ضاعت آمال الكتالونيين. لم يمر سوى أسبوعين، و3 مباريات، لكن حال بيكيه تحول من التحليق إلى السقوط. وكان هذا حال كل رفاقه.
قبل المباراة، قال لويس إنريكي مدرب برشلونة للاعبيه إن فوزهم بالكلاسيكو سيطيح بمدريد خارج السابق. وكان زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد نال بالفعل هزيمة قبل أسبوعين. أما دييغو سيميوني مدرب أتليتيكو مدريد، فحذر من برشلونة، قائلا: «هؤلاء الناس لا يرتكبون أخطاء». لكنهم فجأة ارتكبوا أخطاء، بل الكثير من الأخطاء. وضع بيكي برشلونة في الصدارة، بفارق هدف، و13 نقطة عن منافسيهم، لكن مدريد عاد ليهزم برشلونة 2 - 1، وهو أول فريق ينجح في هذا بعد 39 مباراة. إن الفريق الذي لم يكن من الممكن أن يخسر لم يتمكن من الفوز، تحول السجل الخالي من الهزائم في 39 مباراة، إلى فوز وحيد في 5 مباريات (قبل لقاء ديبورتيفو لا كورونيا)، وهو فوز لا معنى له. لم تشهد كرة القدم الإسبانية انهيارا مشهودا، أو غير متوقع أو سخيف كهذا منذ فترة.
ظن برشلونة أنه حسم كل شيء، وهو ما يمكن أن يكون جزءا من السبب في أن هذا لم يحدث. الآن، يخشى الفريق من أن الموسم قد ضاع. ضاعت الثلاثية (بعد توديع دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو)، ويمكن أن يضيع الدوري بعد ذلك. كان برشلونة يملك ميزة هائلة، لكن الآن وحدها الانتصارات فقط هي التي تبقي برشلونة على القمة. وبعيدا عن دوري الأبطال، فقد كانت هزيمة مساء الأحد 2 - 1 أمام فالنسيا ثالث هزيمة على التوالي في الدوري (قبل لقاء ديبورتيفو لا كورونيا الأربعاء)، وبهذا لم يتحصل الفريق سوى على نقطة واحدة من 12 نقطة. لم يمر برشلونة بفترة بهذا السوء منذ 2003، عندما كان الرجل الذي يقر بأنه أسوأ رئيس في تاريخ النادي، يتولى المسؤولية، وعندما كان لويس فان غال (مدرب مانشستر يونايتد الحالي) في ولاية ثانية انتهت بأسوأ وأقبح نتائج لبرشلونة، أثبتت أنهم كانوا على حق عندما مقتوه في المرة الأولى.
تنبأ قليلون بهذا، رغم أن غاريث بيل كان من بينهم. قال عقب الكلاسيكو: «لا تعرف أبدا، كرة القدم تفعل أشياء مضحكة للفرق عندما تخسر، ولا تعرف أبدا ما يمكن أن يحدث. كل ما يحتاجونه هو القليل من النتائج السيئة ونحن نحتاج المزيد من النتائج الجيدة، وسنعود». لكن الأمر لا يتعلق ببرشلونة وحده، بل بأتليتيكو أيضا. هنالك شيء مضحك حدث بالفعل لبرشلونة. شيء مضحك بشكل غريب. لقد سنحت للفريق فرص كثيرة للخروج من هذا الوضع، حصلوا على فرصة ثانية، وثالثة ورابعة، لكنهم فشلوا في استغلالها جميعا. والآن انظر إلى حيث هم. لم تعد هناك فرص أخرى، ولم يعد هناك وقت للراحة.
كان من المقرر أن يواجه برشلونة أتليتيكو بعد 3 أيام في دوري الأبطال قبل خوض اللقاء أمام ريال مدريد، لكنه لم يكتف بلعب الكلاسيكو والتركيز فقط عليه، لكنهم كانوا يلعبون وعقلهم مع أتليتيكو، بدوا كما لو كانوا يحاولون الاحتفاظ بشيء ما - مثلما فعلوا لشهور، في حقيقة الأمر، وهو ما يمكن أن يكون مجرد جزء من المشكلة. هل من السهل فعلا أن تغير من وتيرة أدائك؟ بدا الفريق سعيدا بنتيجة 0 - 0، والحقيقة أن مدريد كان كذلك. كانوا أكثر سعادة عندما تقدموا 1 - 0. لكن مدريد لم يكن سعيدا، وبعد صحوة في الدقائق الـ20 الأخيرة، عاد فريق زيدان لينتصر.
ومع هذا، فقد كانت المباراة في أيدي برشلونة، في قبضتهم القوية. كتب بعض الحمقى يقولون: «واقعيا ربما ليس هناك سباق على اللقب، لا». بينما كتب آخر في الأسبوع التالي: «إذا فزنا على ريال سوسييداد، فسنكون الأبطال»، وكان يزعم أن هذا هو الاعتقاد السائد داخل الفريق. ربما كانوا محقين في هذا أيضا، لكن الفريق خسر 0 - 1 أمام ريال سوسييداد. بعد ذلك جاء الخروج من دوري الأبطال على يد أتليتيكو. كان هذا مختلفا أمام فالنسيا الأحد الماضي. كان برشلونة يهاجم في هذه المرة، في هذه المرة لعب بشكل جيد جدا، في أوقات على الأقل. كانوا يشنون أمواجا من الهجوم، ويتلاعبون بالفريق الضيف. كانت هناك شراسة وإصرار، وكانت الكرة تتحرك سريعا، وتتهيأ فرص. سنحت الكثير والكثير من الفرص منذ البداية. لكن في وسط كل هذا الهجوم، ينجح رودريغو في خطف هدف التقدم 1 - 0 لصالح فالنسيا.
أرسل ظهير أيسر فالنسيا غويليرمي سيكويرا عرضية حولها لاعب وسط برشلونة إيفان راكيتيتش في الزاوية القريبة لحارس مرماه كلاوديو برافو، وكان التقدم لفالنسيا. تكررت هذه الكرة بعد وقت قصير. ومع فريق يضم نيمار، وراكيتيتش، وميسي، سيرجي روبرتو.. استطاع سانتي مينا مهاجم فالنسيا أن يحرز هدف فالنسيا الثاني. كان برشلونة في حالة ذهول، فعليهم الآن أن يردوا وقد فعلوا. ورغم أن الفريق لم يسبق أن عاد لتعويض تأخره 2 - 0 على ملعبه منذ 1947، فقد بدا أنهم يمكن أن يقلبوا هذه المباراة رأسا على عقب، عندما سجل ميسي لتصبح النتيجة 2 - 1. كان ملعب كامب نو معقل برشلونة يزأر. لكن هذا لم يحدث، كانت هناك تسديدات، وكان فالنسيا يتراجع أكثر لعمق ملعبه، لكن باتت الفرص المتاحة قليلة، وكان معظمها يتضمن الوقوع في مصيدة التسلل أكثر من كونه فرصا. وعندما سيطر بيكيه على الكرة وسدد بعرض الملعب في الدقيقة 89، انتهى الأمر. خسروا بطريقة ما. كانوا قد خسروا كثيرا. كثيرا؟
غرد إنيستا لاعب وسط برشلونة قائلا: «يبدو من الصعب تفسير هذا لكنه يحدث». وقال راكيتيتش: «هذه كرة القدم أيضا». وأقر باكو أيسترن مدرب فالنسيا: «كان يمكن أن تنتهي المباراة بنتيجة 3 - 2 أو 4 - 3 أو 5 - 4»، في حين أصر لويس إنريكي على أن «هذا هو المسار». وقال جيرارد بيكيه: «أفضل أن أخسر وأن ألعب بهذا الأداء، على أن أفوز بالطريقة التي كنا نفوز بها أخيرًا».
كان ثمة شيء في هذه المقولة الأخيرة: على الأقل كان هناك رد فعل من برشلونة، ومنه ما يتعلق بكرة القدم أيضًا. لقد افتقد الفريق بشكل لافت السرعة والانضباط في الأسابيع الأخيرة. وتوحي الطريقة التي لعب بها برشلونة أن إنريكي قد يكون محقًا، عندما يصر على أنه ليست لديه مشكلة بدنية، رغم أن هناك شكوك تتعلق بهذه المسألة.
لكن هذا التفسير لم يكن مقنعًا دائمًا، وبات هناك إحساس مألوف بأنه عندما كان الفريق يحقق الانتصارات، كان الفوز يغطي على أوجه القصور. ربما كان بيكيه وخافيير ماسكيرانو أفضل اللاعبين ليلة الأحد أمام فالنسيا، وهذا ليس مؤشرًا جيدًا بالضبط. افتقر وسط الميدان من جديد إلى السيطرة، وفشل في فرض نفسه على المباراة. وأرسل الظهيران، جوردي ألبا وسيرجي روبرتو عددًا لا يكاد يذكر من الكرات إلى منطقة جزاء المنافس، وكان ميسي نجح في التسجيل في آخر مرة فعل ألبا ذلك. يواصل سواريز إضاعة الفرص كما لم يعتد من قبل. وتراجعت الحالة الفنية لنيمار بشكل مقلق. وقد كان عدم استعانة لويس إنريكي ببديل واحد كاشفًا. بل، إنه لم يطلب من أي لاعب إجراء عملية الإحماء. كانت مقاعد البدلاء تضم أربعة ظهراء، وقلب دفاع، وحارس مرمى احتياطيًا، ومنير الحدادي.
ورغم كل شيء، فهناك حقيقة، كان من الممكن بسهولة تجاهلها فيما سبق لكن بات لا يمكن غض الطرف عنها الآن. بدأ برشلونة هذه المباراة، وهو يعرف أن عليه الفوز بعدما فاز كل من مدريد وأتليتيكو على ختيافي وغرناطة على الترتيب، لكن برشلونة لم يفز. كان عنوان غلاف مجلة «إيه إس» يقول قبل يوم: «المطارد! نقطة واحدة فقط!». لكن الآن أصبح الفارق في قمة الجدول، لا شيء مع أتليتيكو، ونقطة واحدة قبل الريال. لم تبد بطولة الدوري هكذا منذ وقت طويل. برشلونة 76، أتليتيكو 76، مدريد 75.
ضاع الفارق الذي كان يرتكن إليه برشلونة، فلم يعد الأمر يحتمل المزيد من السقوط، وبينما قال أيسترن مدرب فالنسيا إن برشلونة «يستطيع أن يفوز في 5 أو 8 أو 10» عندما سُئِل عما إذا كان برشلونة يستطيع أن يفوز بكل المباريات الخمسة، فإن الفريق سيكون بحاجة إلى الفوز في واحدة الآن لتكون بداية لصراع جديد على اللقب، يمتد لـ4 مباريات مكثفة قبل النهاية (بعد لقاء ديبورتيفو لا كورونيا الأربعاء).
قال بيكيه: «أراد الناس بطولة متساوية، حسنا، لقد حصلتم عليها». 3 فرق إسبانية لديها تقريبًا فرص الفوز باللقب نفسها، و4 فرق إسبانية لديها فرصة تحقيق الثنائية هذا الموسم: برشلونة، أتليتيكو، مدريد، وكذلك إشبيلية، الذي يلعب في نصف نهائي الدوري الأوروبي ويواجه برشلونة في نهائي كأس الملك. قد يكون هذا إنجازًا ضخمًا لأي من هذه الفرق بالطبع. ومع هذا، فبالنسبة إلى برشلونة، بعد أن أضاعوا حلم الثلاثية، وبعد أن كان الدوري في أيديهم، تبدو المسألة كالتزام الآن، وأبعد ما تكون عن السهولة، حتى ولو كانوا يملكون ميزة الوجود في الصدارة بفارق معقول من الأهداف، ورغم أن بيكيه قال بعد الهزيمة أمام فالنسيا: «لدي اقتناع بأننا سنفعلها». أما الآن، فسيكون من المثير أن نرجح أن برشلونة هو الأقل حظًا من بين الفرق الثلاثة للفوز بالدوري. لقد تحول الزخم: خسر برشلونة 3 مباريات على التوالي، وفاز مدريد في 7 مباريات على التوالي، وفاز أتليتيكو في 7 من مبارياتهم الـ8 الأخيرة.
وبالحديث عن الالتزام والمسؤولية والضغط الذي يصاحب ذلك، غرد دييغو سيميوني مدرب أتليتيكو، الليلة الماضية، يقول: «تحقق الهدف»، بعد أن ضمن أتليتيكو حسابيًا مكانًا في دوري الأبطال. إن مثل هذا الوضع يليق به. وربما كانت قائمة المباريات المقبلة تناسبه كذلك. سيلعب ريال مدريد وأتليتيكو مباريات إضافية في دوري الأبطال بالطبع، لكن «الميزة» الواضحة للخروج من أوروبا ربما لا تكون ميزة بالنسبة إلى برشلونة: فبالنظر إلى المباريات التي تقام في أيام الأربعاء، لن يكون هناك وقت للراحة أمام الفريق، ولن يكون لديه 7 أيام للاستعداد لكل مباراة. عندما سئل لويس إنريكي عقب الهزيمة أمام فالنسيا عما إذا كان يعتقد بأن فريقه سيحتاج للفوز في كل المباريات الخمس للفوز باللقب، وما إذا كان قادرا على هذا، رد قائلا: «نعم، ونعم». قال: «استنفدنا كل رصيدنا، عدا الفوز بـ5 مباريات، وعندها نفوز بالدوري. إنه تحدٍّ رائع وسعداء لخوضه».
وقال مدرب برشلونة خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء: «أنا مقتنع بأننا سنفوز بالدوري ولو لم أكن كذلك لما جلست هنا»، أحب التعثر، وهذا ما أعيشه الآن، وأريد تعديل الوضع والقيام بالأمور على نحو جيد، وأود إسعاد الجماهير الذين دعمونا ولا يمكن تفسير الموقف. ولم يعط لويس إنريكي أي تفسير للتراجع المفاجئ للفريق حيث خاض 39 مباراة متتالية دون هزيمة في جميع المسابقات قبل أن يخسر أربع مرات في آخر خمس مباريات. وأضاف: «أومن بقدرات اللاعبين. قضينا فترات كهذه من قبل، ونعرف كيفية تحمل الضغط، لكننا سنلعب ضد فرق يمكن أن تعاقبنا للحفاظ على فرصها المحدودة»، ورفض المدرب الاعتذار لسخريته من مراسل سأله عن معدلات اللياقة بين لاعبيه خلال مؤتمر صحافي بعد الخسارة 2 - 1 على ملعبه أمام فالنسيا الأحد الماضي. وقال: «لا يوجد شيء أعتذر عنه ولم يظهر مني أي افتقار للاحترام تجاه أي شخص، الصحافيون لم يظهروا احتراما لي وهذا أسلوبي.. ولا يهمني إن لم يعجبكم».
واعترف لويس إنريكي بأن فريقه يعاني من بعض المشكلات، كما رفض التنبؤ بما ينتظره في المستقبل: «لقد تركت التنبؤ منذ زمن بعيد، نعتمد على أنفسنا، ولكن من الواضح أننا نعاني من صعوبات ضخمة، علينا أن نعمل على حلها، الفوز خارج الديار دائما ما يكون صعبا، وخصوصًا في حالتنا هذه». ورفض إنريكي الرد على سؤال عن إمكانية قيامه بتغيير أحد لاعبي مثلثه الهجومي، الذي يضم أبرز لاعبي الفريق، وقال: «ليس لدي ما أقوله حول هذا الموضوع».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».