كيرشوف: غوارديولا سيقود سيتي للفوز بالدوري الإنجليزي من دون عناء

لاعب سندرلاند الحالي وبايرن ميونيخ يرى أن المدرب الإسباني سيغير شكل الدوري الإنجليزي

كيرشوف لاعب سندرلاند (يمين) في سباق مع فيرناندينهو لاعب سيتي (إ.ب.أ)
كيرشوف لاعب سندرلاند (يمين) في سباق مع فيرناندينهو لاعب سيتي (إ.ب.أ)
TT

كيرشوف: غوارديولا سيقود سيتي للفوز بالدوري الإنجليزي من دون عناء

كيرشوف لاعب سندرلاند (يمين) في سباق مع فيرناندينهو لاعب سيتي (إ.ب.أ)
كيرشوف لاعب سندرلاند (يمين) في سباق مع فيرناندينهو لاعب سيتي (إ.ب.أ)

 تلفح حبات الرمل الذهبية الناعمة التي تحملها رياح أبريل (نيسان) القوية والمنعشة إلى حد ما، وجه جان كيرشوف لاعب سندرلاند الحالي ونجم وسط بايرن ميونيخ السابق، وتلدغ عينيه. كان سندرلاند يستعد على شاطئ روكر الرحب، وإن كان معزولا، بينما يحملق رواد الشاطئ الذين يقومون بالمشي برفقة كلاب لدى رؤيتهم لاعب وسط سندرلاند الذي يصل طوله لنحو 195 سم، وزملاءه وهم يراوغون أمواج المد القادمة.
ورغم الطقس المتقلب، فإن الألماني العملاق كيرشوف كان في حالة استرخاء قوية لدرجة أنه في لحظة من اللحظات، دعا زملاءه ومنهم جيرمين ديفو والأصدقاء الآخرين لمساعدته في بناء قلعة من الرمل. حتى يناير (كانون الثاني) لم يكن كيرشوف سمع بهذا المكان من قبل، بل ربما لم يكن يعرف الكثير عن مدربه سام ألارديس كذلك، لكن هذا المكان على بحر الشمال يعمل الآن كخلفية لعلاقة حب غير متوقعة تماما.
لو كانت الأمور سارت كما هو متوقع، لكان اللاعب صاحب الـ25 عاما يلعب في دوري الأبطال ضمن صفوف بايرن ميونيخ هذا الربيع، لكن أصبح لدى كيرشوف حياة جديدة بدلا من هذا. وعنها يقول: «أعتقد أن هذه أفضل خطوة فعلتها على الإطلاق. إننا في عملية بحث دائم عن السعادة، وأن سعيد فعلا هنا. كرة القدم أكبر من مجرد أن تكون ناجحا».
تدور التجربة الجديدة لكيرشوف، الذي عرف بكونه مدافعا بديلا في السابق، حول إعادة تعريف نفسه كلاعب وسط مدافع يتمتع بذكاء حاسم، بينما يحاول ما بوسعه لإبقاء فريق سندرلاند ومدربه ألارديس في الدوري الممتاز. ورغم كل شيء، سيتطلع كيرشوف لتجديد علاقته بمدربه السابق في بايرن ميونيخ، جوزيب غوارديولا، الموسم المقبل.
بينما كان يستريح كيرشوف من جولة الشاطئ والهزيمة في مباراة خماسية تدريبية أمام أشبال سندرلاند، تحت 8 سنوات، وجهنا إليه سؤالا حول تقييمه لغوارديولا.. فرد بسؤال: «ماذا تريد: الإجابة الدبلوماسية أم الإجابة الصادقة؟ تريد الإجابة الصادقة؟ سيفوز غوارديولا بالدوري ويغير هذه البطولة كما لم تروا من قبل».
وأضاف: «أثق بهذا تماما. سيبني واحدا من أعظم الفرق في تاريخ مانشستر سيتي وسيفوز بالدوري من دون عناء. سترون طريقة لعب مختلفة تماما. وهذا واحد من أفضل المواقف التي ستمر على الكرة الإنجليزية منذ وقت طويل جدا».
يشعر كيرشوف بالثقة بأن الإسباني يمكن أن يعزز من حظوظ إنجلترا ويقول: «هذا نفس الموقف الذي مررنا به في ألمانيا، ربما في السنوات الـ5 الماضية. كان لدينا الكثير من اللاعبين صغار السن، الموهوبين، والذين نضجوا من خلال اللعب المحلي ولعبوا في صفوف أفضل الفرق لدينا، وتملك هذه الفرق مدربين جيدين فعلا: يورغن كلوب في دورتموند، وغوارديولا في بايرن ميونيخ. كما حدثت طفرة تشبه الانفجار على صعيد المنتخب الوطني. ولا أعتقد أننا فزنا بكأس العالم بسبب مدربنا غير العادي (يواخيم لوف). أعتقد أننا فزنا بالبطولة بفضل غوارديولا وكلوب. ولأن هؤلاء اللاعبين الموهوبين كانوا جميعا ينقلون المعرفة التي اكتسبوها من المدربين في أنديتهم إلى المنتخب الوطني».
لكن ثمة شرط للنجاح. ويقول كيرشوف: «يعتمد الأمر على عدد اللاعبين الإنجليز لدى غوارديولا في سيتي. لكن كل من يلعب تحت قيادته سيقول لك إنه يجعلك أفضل بكثير. يجعلك تفهم كرة القدم بطريقة مختلفة كليا».
ويمضي: «إذا توفر لغوارديولا الكثير من اللاعبين الإنجليز، فسيتحسن أداؤهم وسيصبح فريق إنجلترا أفضل. ونفس الشيء ينطبق على مدرب آخر يعجبني فعلا: ماوريسيو بوكيتينو. يمكنك بالفعل أن ترى تأثير توتنهام بقيادة بوكيتينو على إنجلترا. يعرف كل لاعبيه ماذا يفعلون، ويقرأون المباراة بشكل جيد وهم لاعبون غير عاديين يتمتعون بالذكاء والفنيات العالية. وأعتقد أن بطولة الدوري بالكامل ستصير أفضل بوجود غوارديولا وبوكيتينو وكلوب في ليفربول».
وبالنظر إلى أنه لعب تحت قيادة كلوب خلال بدايته الاحترافية الواعدة بشدة في ماينز، فإن كيرشوف يعتبر في وضع فريد لعقد مقارنة بينه وبين غوارديولا. ويقول: «هما مختلفان تماما فيما يتعلق بالشخصية وطرق اللعب. لكنهما مفيدان جدا للكرة الإنجليزية».
إذن، هل يصل ألارديس لمستوى هذه المقارنة؟ يصمت كيرشوف لبرهة، ويقول: «غوارديولا هو أفضل مدرب في العالم بالتأكيد، لذا لا يمكنني القول إن سام هو الأفضل كذلك! لكن سام مدرب جيد، ومعاملته للاعبين، والطريقة التي يتحدث بها إلينا، والتحليل الذي يقدمه بالفيديو، والطريقة التي يعدنا من خلالها للمباريات، كلها جيدة جدا. لقد تعاملت مع مدربين سيئين فعليا، لكن ألارديس مدرب جيد حقيقة».
لم ينزعج ألارديس بأداء كيرشوف الكارثي في أول مشاركاته مع الفريق، عندما لعب بديلا في مركز قلب الدفاع، خلال المباراة التي انتهت بالهزيمة 4-1 أمام توتنهام في يناير (كانون الثاني). ويقول ابن مدينة فرانكفورت: «لم يكن يوما جيدا، وربما كانت أسوأ بداية. اتخذت القرار الخاطئ في 3 مواقف على الأقل، لكن هذه الأشياء تحدث. كنت أقول لنفسي: إنس هذا الأمر».
منذ ذلك الوقت جرى توظيفه في عمق وسط الملعب. ومن خلال لعبه في دور أشبه بالقشاش أمام المدافعين، يتولى كيرشوف مسؤولية تحطيم هجمات المنافسين وبدء هجمات سندرلاند بمزيج مبهر ومطمئن يجمع بين الدقة والرؤية.
يتذكر قائلا: «عندما تحولت إلى لاعب محترف انتقلت من وسط الملعب إلى الدفاع. كان الناس يقولون: «إنه طويل جدا، سيصبح قلب دفاع». لكن في الدفاع كنت أحاول الجري بالكرة، وأحاول بناء هجمات الفريق. كنت أحس في داخلي دائما بأنني لاعب وسط مدافع».
عانى كيرشوف أينما قذفت به مسيرته الكروية من الإصابات المتكررة والمتنوعة. تسببت هذه الإصابات في تعطيل مسيرته مع البايرن، حيث لعب مع الفريق الأول في 7 مباريات فقط، وهو ما كان وراء إعارته إلى شالكة. وسرعان ما بدت كنقلة غير موفقة.
ويقول لاعب منتخب ألمانيا السابق تحت 21 عاما، الذي لم يكلف التعاقد معه سندرلاند سوى 750 ألف جنيه إسترليني: «عانيت الكثير من المشكلات مع الإصابات. لذا أنا سعيد جدا كوني في أجواء جديدة بعيدة جدا. سعيد فعلا لمجرد راحة البال. ولطالما مرت فترات لم أكن سعيدا خلالها، وتحديدا في شالكة، لم أشعر بالارتياح».
ويضيف: «نريد جميعا أن نشعر بالارتياح، وهذه أول مرة منذ سنتين ونصف أشعر خلالها فعلا بأنني في حال جيدة. أعتقد أنكم ترون العروض التي أقدمها. لم أنجح منذ وقت طويل في تقديم عدد من العروض الجيدة المتتالية هكذا. يعرف الجميع أنني لاعب جيد لكنني لم أكن قادرا على التعبير عن قدراتي في الملعب. لقد عانيت الكثير من الإصابات في شالكة، كما كانت هنالك الكثير من المشكلات مع طريقة تفكيري. كان وجودي في شالكة هو الفترة السيئة بالنسبة لي، وعندما عدت إلى ميونيخ تعرضت إلى الإصابة وكنت أمر بعملية إعادة تأهيل ليس إلا».
كذلك يمر سندرلاند، الذي تلقى دفعة قوية بوصول لاعبين مؤثرين مثل كيرشوف، وكذلك وهبي الخزري والأمين كونيه في يناير، يمر بعملية تعاف. والشيء الوحيد الذي يبعث على القلق هو أن تحسن الفريق المستمر ربما لا يكون بالسرعة الكافية لإنقاذهم من الهبوط.
يرى كيرشوف فريق ليستر سيتي بقيادة كلاوديو رانييري مرآة لفريق المدرب ألارديس، وإن كان الأول أكثر نجاحا إلى حد بعيد، ويقول: «كنا في وضع يسمح لنا بالفوز بكثير من المباريات مؤخرا، لكننا فقدنا التركيز، وحصلنا على تعادلات. يمر ليستر بكثير من الظروف المشابهة لكنه يواصل الفوز بنتيجة 1-0. وهو شيء لا يمكنك تفسيره».
ويوضح: «يبدو كلا الفريقين وكأنه يلعب بنفس الطريقة. كلانا يحاول السيطرة على وسط الملعب. لا يدافع ليستر من أجل إفساد الهجمات، بل يدافع من أجل الفوز بالكرة وشن الهجوم المضاد. وهذا ما نحاول أن نفعله أيضا. لقد قاموا بنفس الأشياء التي نفعلها طوال الموسم، لكن بشكل أفضل قليلا. إذا نظرت إلى أشخاص مثل داني درينكووتر، هم لاعبون يقدمون أداء غير معقول، لكنك ما كنت لتنتبه إلى وجودهم العام الماضي».
لو يستطيع سندرلاند فقط أن يستعير بعضا من هذا الزخم. سبق وأن لعب كيرشوف بجانب كريستيان فوتشس لاعب ليستر، عندما كان الأخير لاعبا «لا يحظى بالتقدير والاحترام اللذين يستحقهما» في شالكه. ويقول: «عندما تكون في وسط أجواء إيجابية، تتجه الأمور إلى النجاح، ولا يتعين عليك بذل الكثير من الجهد من أجل النجاح. كل شيء يحدث بسلاسة بالغة. وهو شيء غير عادي. يمر ليستر بهذا الوضع حاليا، فهو على ظهر موجة ويقدم كل لاعبيه أداء فوق المتوقع، علينا أن نتعلم منهم كيف ننتزع الفوز من أجل البقاء».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».