المعارضة تتقدّم بمواجهة «داعش» في ريف حلب تحت غطاء المدفعية التركية

الطائرات الروسية والنظامية تكثّف غاراتها على إدلب.. والفصائل تقصف الفوعة وكفريا

المعارضة تتقدّم بمواجهة «داعش» في ريف حلب تحت غطاء المدفعية التركية
TT

المعارضة تتقدّم بمواجهة «داعش» في ريف حلب تحت غطاء المدفعية التركية

المعارضة تتقدّم بمواجهة «داعش» في ريف حلب تحت غطاء المدفعية التركية

كثّف طيران النظام السوري غاراته على مواقع المعارضة في ريف محافظة إدلب، بينما استهدفت مقاتلات حربية روسية مراكز تابعة للمعارضة و«جبهة النصرة» في ريف محافظة حلب الجنوبي، كما قصف ريف إدلب وخلفت أضرارًا في الأرواح والممتلكات، ولقد ردّت المعارضة بقصف بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية في ريف إدلب المحاصرتين من قبلها منذ أكثر من سنتين.
ومع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في ريف حلب، تمكنت قوات المعارضة من استعادة السيطرة على منطقة معامل مخيم حندرات المطلة على طريق الكاستيلو، بعد ساعات من سقوطها بيد ميليشيا «لواء القدس» الموالية للنظام. وسمحت هذه السيطرة باستعادة طريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة الذي يصل مدينة حلب بريفيها الغربي والشمالي، الذي كان يهدد نحو نصف مليون مدني بالحصار داخل الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وأسفرت الاشتباكات عن أسر المعارضة أحد عناصر «لواء القدس».
في هذه الأثناء، تواصل المعارضة تقدمها في ريف حلب الشمالي بعد سيطرتها على قرية وقوف ومواقع أخرى قرب بلدة الراعي، وذلك إثر معارك مع مقاتلي تنظيم داعش بغطاء من المدفعية التركية وطائرات التحالف الدولي. ويأتي هذا التقدم في إطار هجوم واسع تشنّه قوات المعارضة على التنظيم منذ أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، واستطاعت من خلاله تحقيق تقدم ملحوظ في مناطق متفرقة من البلاد.
وفي الريف الشمالي لمحافظة حلب، وتحديدًا مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة، تظاهر المئات ضد النظام تحت عنوان «حلب تثأر». وأفاد الناشط المعارض فراس مولا أن المتظاهرين طالبوا بـ«إسقاط النظام ورحيل بشار الأسد ومحاكمته كمجرم حرب»، مؤكدين «استمرارية الثورة». وفي موازاة ذلك، قصفت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» المتمركزة في مدينة مرعناز، أطراف مدينة أعزاز بقذائف الهاون، مما أدى إلى أضرار مادية بسبب سقوطها على منازل خالية من السكان.
وفي المقابل شن الطيران الحربي التابع للنظام، غارتين على قرية الرحمة غربي مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشرقي، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم أطفال وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية. أما هليكوبترات النظام العسكرية فاستهدفت بـ12 أسطوانة متفجرة مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب الجنوبي، مما أدى إلى إصابة امرأة بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في المناطق المستهدفة. في حين قصف الطيران الحربي الروسي بأربعة صواريخ، مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشرقي. وأعلن «مكتب أخبار سوريا»، أن فصائل المعارضة «استهدفت بالصواريخ بلدتي كفريا والفوعة الخاضعتين لسيطرة القوات النظامية بريف إدلب الشمالي والمحاصرتين من قبل (جيش الفتح) المعارض، من دون معرفة الخسائر التي سببها القصف في البلدتين».
ولم يكن ريف محافظة حماه الشمالي بمنأى عن العمليات العسكرية، حيث قصفت أمس القوات النظامية المتمركزة في قرية المغير، بقذائف مدفعية وصاروخية بلدة كفر نبودة الخاضعة لسيطرة المعارضة، اقتصرت أضرارها على المادية. كذلك استهدفت قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين بالصواريخ بلدة الزيارة وقرية تل واسط الخاضعتين لسيطرة المعارضة في منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي، أسفرت عن دمار منزلين ولكن من دون سقوط ضحايا لخلوهما من المدنيين.
وأكد الناشط الإعلامي حسين الحموي من ريف حماه، أن «جميع المناطق المستهدفة خالية من أي مقرات أو تواجد عسكري لـ(جبهة النصرة) أو تنظيم داعش اللذين لم يشملهما قرار وقف إطلاق النار في سوريا، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 فبراير (شباط) الماضي»، معدًا أن «القصف يشكل خرقًا للهدنة». في وقت وثّق ناشطون معارضون خروقات القوات النظامية في ريف المحافظة، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ودمار في الممتلكات.
وعلى الجبهة الجنوبية، وتحديدًا في محافظة درعا، حققت المعارضة تقدمًا ملحوظًا في مواجهة تنظيم داعش ومقاتلين متشددين. وأعلن مصدر من المعارضة أن الثوار استولوا على بلدة تسيل في جنوب سوريا من جماعات موالية لتنظيم داعش، وأوضح أن « مسلحي المعارضة سيطروا في وقت متأخر من مساء الجمعة على بلدة تسيل في محافظة درعا قرب الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.. وأن مقاتلي المعارضة طردوا - من البلدة - مسلحي كتيبة (شهداء اليرموك) و(حركة المثنى) اللتين أعلنتا ولاءهما لتنظيم داعش».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.