المعارضة السورية ترجئ اجتماعها بالرياض إلى اليوم.. وتبحث الإرهاب الإيراني

الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: بيان العلويين يبين استياءهم

المعارضة السورية ترجئ اجتماعها بالرياض إلى اليوم.. وتبحث الإرهاب الإيراني
TT

المعارضة السورية ترجئ اجتماعها بالرياض إلى اليوم.. وتبحث الإرهاب الإيراني

المعارضة السورية ترجئ اجتماعها بالرياض إلى اليوم.. وتبحث الإرهاب الإيراني

شددت الهيئة العليا السورية للمفاوضات، على أنها لن تتخلى أبدا عن مبدأ رحيل بشار الأسد، في حال المشاركة بجولة المفاوضات المقبلة في جنيف، مشيرة إلى أنها ستتخذ موقفها النهائي من المشاركة في تلك الجولة، ومن الهدنة، خلال الاجتماع الذي يعقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض، بعد أن تأجل يوما بسبب تأخر وصول بعض الأعضاء.
وقال أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض لـ«الشرق الأوسط»: «سيخصص الاجتماع لتقييم ما جرى في الفترة السابقة من أحداث ومفاوضات ومباحثات واتصالات، على ضوء مذكرات تبادلتها الهيئة العليا للمفاوضات، مع استيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي لسوريا». وأضاف أن تقييم المستجدات على المستوى العسكري أيضا، سيكون في لب أجندة اجتماع اليوم بالرياض، خصوصا فيما يتعلق بريف حلب الجنوبي والشمالي، والحرب على «داعش»، سواء في ريف حلب في الشمال الشرقي أو في ريف درعا، وانتهاكات النظام للهدنة، خصوصا المجزرة التي ارتكبها أخيرا، معتبرا أن خروج داعش من تدمر والقريتين، كان بالتواطؤ والتنسيق مع النظام.
وأكد أن الاجتماع سيبحث الإرهاب الإيراني المتجدد تجاه سوريا، مشددا على أن إرسال إيران المزيد من القوات الخاصة إلى سوريا، يؤكد أنها صانعة الإرهاب، لزعزعة استقرار المنطقة، وتضرب بكل المبادرات عرض الحائط، خصوصا المبادرات الخليجية التي تطالب بإظهار حسن النوايا.
وقال الزعبي: «عند الحديث عن إيران وعن قضايا المنطقة، لا بد من الإشارة إلى المشروع الإيراني، الذي يجري على قدم وساق بمعاونة منظمات صهيونية وإرهابية، تعمل لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وزرع الإرهاب فيها، في ظل تبادل الثناء بين إيران وحزب الله عند وقوع انفجارات هنا وهناك والتي يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء».
وأكد أن إيران عندما تزج بـ69 ألف مقاتل، مجهزين بأحدث الأسلحة والتدريبات في سوريا، وترسل إليها مقاتلين أفغان بعد تدريبهم وتسليحهم ومنحهم الإقامات، فإنها تؤكد تعلقها بلغة قتل السوريين وشعوب المنطقة، وتصدر التفجيرات إلى البحرين والكويت ولبنان وسوريا واليمن، دون أي استحياء، لافتا إلى أن النظام الإيراني، يجيد لعبة التعاطي مع «داعش»، وتبنيها ودعمها ونقلها عبر الدول، سواء من أفغانستان أو من غيرها وصولا إلى سوريا، لمصادرة أمن المنطقة، وذلك وفق معلومات موثوقة.
وصنف الزعبي الـ69 ألف مقاتل إيراني، بأنهم مطعمون بمقاتلين من أصل أفغاني في سوريا، بينهم آلاف الخبراء الذين يعملون في مجال الاتصالات، وصناعة وتركيب الصواريخ المضادة للدروع، إلى جانب 23 ألفا من عناصر الحرس الثوري، موجودين في مناطق جنوب حلب، إضافة إلى 13 مركز تدريب في سوريا، بكل من درعا ومناطق الجنوب والشمال، ومنها مراكز في جامعة اليرموك، يدرب فيها آلاف المقاتلين على أحدث الأسلحة لقتل الشعب السوري.
وتطرق الزعبي إلى أن عددا كبيرا من الإيرانيين موجود في مناطق الساحل، الأمر الذي دفع بعض العائلات العلوية إلى إعلان معارضة الأسد، وانحيازهم للخيار الشعبي، لامتعاضهم من سلوك النظام وفتح سوريا للغزو الإيراني، لافتا إلى أن إرسال إيران للمزيد من قواتها لسوريا لا يعني احتلال سوريا فقط، بل العراق أيضا، والتوسع في المنطقة كلها، في طموح لإقامة مشروع فارسي كبير، وأن تكون شرطي المنطقة بمساعدة حلفائها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.