محافظ عدن يبحث في الإمارات محاربة الإرهاب وبناء مؤسسة الأمن

الهلال الأحمر الإماراتي يدعم إدارة المطافئ في المحافظة اليمنية بوسائل إطفاء

مدير شرطة عدن أثناء حديثه على هامش حفل تسلم معدات الإطفاء من الإمارات
مدير شرطة عدن أثناء حديثه على هامش حفل تسلم معدات الإطفاء من الإمارات
TT

محافظ عدن يبحث في الإمارات محاربة الإرهاب وبناء مؤسسة الأمن

مدير شرطة عدن أثناء حديثه على هامش حفل تسلم معدات الإطفاء من الإمارات
مدير شرطة عدن أثناء حديثه على هامش حفل تسلم معدات الإطفاء من الإمارات

محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، الذي عاد أمس الأربعاء، إلى عدن بعد زيارة عمل لدولة الإمارات العربية المتحدة، قال إن زيارته كانت لبحث جملة من القضايا الخدمية والأمنية والاقتصادية مع مسئولين إماراتيين، مثل قضيتي العجز في الطاقة الكهربائية والمياه، فضلا عن موضوع محاربة الإرهاب واستكمال بناء المؤسسة الأمنية. وأكد المحافظ لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة المحلية في عدن كان تركيزها منصبا خلال الأشهر الماضية على مسألة تثبيت أمن واستقرار المدينة وحماية مؤسسات الدولة ومصالح الأهالي، موضحا أن القضية الأمنية ظلت الهاجس الأكبر لقيادة المحافظة عقب تحرير المدينة من الميليشيات التابعة للحوثي وصالح.
وأضاف أن مهمة إيجاد قوة أمنية نظامية، بلا شك، استغرق وقتا، ومازالت الجهود تبذل لترتيب أوضاع أفراد المقاومة الجنوبية وتحويلهم إلى قوة نظامية مدربة ومؤهلة كفيلة لأن تقوم بواجبها المنوط بها، بوصفها وحدات حكومية ضمن مؤسستي الجيش والأمن.
وأشار إلى أن تلك الجهود تم ترجمتها في خطة أمنية، هدفها مواجهة تحديات وخطر الخلايا النائمة والتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى تنسيق السلطة المحلية مع القيادة السياسية العليا، ممثلة في الرئيس هادي ونائبه. وثمن الزبيدي دعم قوات التحالف المباشر الذي أثمر عن نجاح الأجهزة الأمنية في الانتشار وبسط نفوذها في أرجاء المحافظة كافة، واستعادة مراكز الشرطة في مختلف مديريات المحافظة وتأمين مؤسسات ومصالح السكان، وذلك بعد تطهير آخر معاقل هذه الجماعات في مدينة المنصورة وسط عدن.
وكشف المحافظ أنه، وبعد استتباب الحالة الأمنية، كان لابد من الانتقال إلى مرحلة تستلزمها تنمية خدمات أساسية ومعالجة عدد من الملفات العالقة، مثل ملف استيعاب أفراد المقاومة في مؤسسات الدولة وعلاج الجرحى ورعاية أسر الشهداء وحضور سلطات الدولة المختلفة، القضائية والتنفيذية والإيرادية والمصرفية والخدمية، وغيرها من القضايا المتراكمة التي ظلت حبيسة الأدراج نظرا للوضعية الأمنية السائدة خلال الفترة المنصرمة. وأوضح أن قيادة السلطة المحلية ورثت منظومة إدارية عششت فيها البيروقراطية والفساد والمحسوبية، وغابت الرقابة والمحاسبة وسواها من الاختلالات التي استدعت من قيادة المحافظة اتخاذ إجراءات إدارية لإصلاح هذه المنظومة.
ولفت إلى أن الخطوة الأولى لإصلاح الجانب الإداري والمالي تمثلت في تشكيل لجنة تقييم الوضع المالي والإداري في العاصمة عدن، وهي اللجنة التي يرأسها وكيل المحافظة، وتضم إلى جانبه 12 شخصية أكاديمية وقانونية واقتصادية وإدارية، ومهمتها تقييم وتصحيح أوضاع وأداء مؤسسات وهيئات وأجهزة الدولة والعاملين فيها والاطلاع على كل أوضاعها الأخرى الوظيفية والإيرادية، إلى جانب إعداد خطط وبرامج مقترحة لإصلاح هذه المؤسسات الإسعافية والاستراتيجية، وتقديم الرأي الفني والمهني المتخصص لقيادة المحافظة لاتخاذ القرار المناسب.
ومن جانب آخر، أكد اللواء شلال علي شائع هادي مدير عام شرطة العاصمة عدن أن الحملة الأمنية التي تنفذها قوات الشرطة والجيش الوطني بالاشتراك مع المقاومة الجنوبية وبإسناد قوات التحالف العربي، ستتواصل لتطهير عدن من الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار. اللواء شلال شائع طمأن أهالي وسكان المحافظات الجنوبية بأن الحملة الأمنية ستنتقل للمحافظات الجنوبية المجاورة بعد تطهير عدن بالكامل وتحقيق الأمن والاستقرار، وأن جميع مناطق الجنوب ستنعم بالأمن والاستقرار.
جاء ذلك في حديث له لعدد من وسائل الإعلام بحضور اللواء عيدروس الزبيدي، في مقر قوات التحالف العربي بمدينة البريقة غرب العاصمة عدن،في أثناء حفل تسليم سيارات إطفاء قدمتها الإمارات العربية المتحدة لجهاز الدفاع المدني بعدن.
وتسلمت قيادة العاصمة المؤقتة عدن، أمس الأربعاء، دعما جديدا من الهلال الأحمر الإماراتي؛ تمثل في سيارات الإطفاء وبدلات ومعدات أخرى تخص جهاز الدفاع المدني بالمدينة. عملية التسليم والتسلم تمت في مقر التحالف العربي غرب عدن بحضور اللواء عيدروس الزبيدي واللواء شلال علي شائع ومسؤولين من الهلال الأحمر الإماراتي.
ممثلو الهلال الأحمر الإماراتي أوضحوا، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن تسليم سيارتي إطفاء و50 بذلة تخص عمال الإطفاء ومعدات جديدة تخص الدفاع المدني، تأتي امتدادا للدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل جهود الإمارات في استعادة الأمن والاستقرار والنهوض بالبلاد من جديد والعودة إلى وضعها الطبيعي قبل الحرب.
من جانب آخر، ناشد جنود من خريجي الدفعة الأخيرة والمتخرجة في مطار معسكر العند قوات التحالف العربي بعدن والرئيس هادي وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ عدن وقائد شرطة عدن إلى التدخل ترتيب أوضاعهم في الجهاز العسكري والأمني بعد مضي أكثر من شهرين على تخرجهم.
المجندون أوضحوا، في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط»، أنه منذ تخرجهم في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي في معسكر تدريبي للتحالف العربي بقاعدة العند الجوية وسط لحج على يد القوات السودانية لم يتم استيعابهم في الجهاز العسكري حتى الوقت الراهن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.