إسرائيل تعتقل 13 فلسطينيًّا.. وعمليات هدم المنازل مستمرة

مريض نفسي يحرق نفسه في مستشفى بقطاع غزّة

إسرائيل تعتقل 13 فلسطينيًّا.. وعمليات هدم المنازل مستمرة
TT

إسرائيل تعتقل 13 فلسطينيًّا.. وعمليات هدم المنازل مستمرة

إسرائيل تعتقل 13 فلسطينيًّا.. وعمليات هدم المنازل مستمرة

أعلنت مصادر أمنية فلسطينية انّ الجيش الاسرائيلي هدم منازل ثلاثة فلسطينيين ادّعت أنهم نفذوا هجومًا أودى بحياة مجندة اسرائيلية في فبراير (شباط)، في قباطية في الضفة الغربية المحتلة، حيث أدّى تبادل لاطلاق النار خلال العملية إلى جرح فلسطينيين اثنين.
وتمكن الفلسطينيون الثلاثة الذين كانوا مسلحين بسكاكين في هذا الهجوم الذي وقع في القدس الشرقية، من قتل مجندة وجرح اخرى. وقتل شرطيون آخرون الشبان الثلاثة احمد ناجح ابو الرب (21 سنة) واحمد زكارنه ( 19سنة) ومحمد احمد كميل (19 سنة).
وهدم جنود اسرائيليون بالمتفجرات منازل الفلسطينيين الثلاثة الواقعة في بلدة قباطية شمال الضفة الغربية.
وقال المسؤولون الامنيون الفلسطينيون، إنّ تبادلا لاطلاق النار جرى خلال عملية الهدم مما أدّى الى إصابة فلسطينيين اثنين بالرصاص.
على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، بأن قوات من الجيش اعتقلت الليلة الماضية 13 فلسطينيا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية. فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه "يشتبه في ثمانية منهم بممارسة الإرهاب المحلي والإخلال بالنظام العام" حسب قولها، مضيفة أن من بينهم قياديا في حركة حماس.
وتعتقل إسرائيل بصورة شبه يومية فلسطينيين تصفهم بأنهم "مطلوبون لأجهزة الأمن للاشتباه في ضلوعهم بممارسة الإرهاب والإخلال بالنظام العام".
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة التي تديرها حماس اليوم، مقتل مريض نفسيا انتحر باحراق نفسه داخل مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان "تابعت وزارة الصحة منذ صبــاح الاثنين حيثيات إقـــدام محمد عبد الرحمن هاشم غزال (43 سنة) من سكان مخيم النصيرات على حرق نفسه داخل حرم مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح". موضحة أنّ "المتوفى أحرق نفسه بعد سكب كمية كبيرة من البنزين كانت بحوزته مما أدى إلى وفاته رغم محاولات إنقاذه".
وبينت التحقيقات الأولية وفق البيان أنّ "المتوفى مريض نفسي مسجل لدى الإدارة العامة للصحة النفسية منذ العام 2003، وعاني من اكتئاب وتقلب مزاجي حاد وقد انقطع عن المتابعة الطبية منذ العام 2014".
واضافت الوزارة، ان المريض حاول الانتحار أكثر من مرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».