السبسي يشرح أسباب تأخر وصول طائرات أميركية مخصصة لمحاربة الإرهاب

البرلمان يصوت على تشكيل هيئة للوقاية من التعذيب

السبسي يشرح أسباب تأخر وصول طائرات أميركية مخصصة لمحاربة الإرهاب
TT

السبسي يشرح أسباب تأخر وصول طائرات أميركية مخصصة لمحاربة الإرهاب

السبسي يشرح أسباب تأخر وصول طائرات أميركية مخصصة لمحاربة الإرهاب

قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أمس إن أسبابا تقنية حالت دون وصول طائرات «البلاك هوك»، المتفق عليها مع وزارة الدفاع الأميركية.
وكان يفترض أن تستلم تونس دفعة أولى، تشمل ثماني طائرات «بلاك هوك» من بين 12 طائرة في النصف الثاني من العام الماضي، وذلك إثر صفقة مع وزارة الدفاع الأميركية تعود إلى أغسطس (آب) من عام 2014.
وقال السبسي في حوار، أدلى به إلى ثلاث إذاعات محلية أمس، إن أسبابا تقنية عطلت وصول الطائرات المقاتلة، ذلك أن الجيش طلب إدخال تعديلات عليها حتى يتم تكييفها مع العمليات العسكرية، مشددا على القول بأن «تمويل الطائرات كان تونسيا مائة في المائة».
وتحتاج تونس إلى هذه الطائرات عالية التجهيز في حربها ضد الجماعات الإرهابية، التي تتحصن وسط الجبال وفي مناطق وعرة.
ووجهت تونس، التي تواجه صعوبات اقتصادية بعد فترة انتقال سياسي، نداء إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في الحرب ضد الإرهاب.
وكانت المملكة السعودية قد تعهدت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أثناء زيارة السبسي إلى الرياض بتسليم تونس طائرات حربية «إف 5» بهدف تعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب. وقال السبسي بهذا الخصوص إن «طائرات إف 5 التي وعدت بها السعودية مرحب بها.
وتواجه تونس خطرا متزايدا من تنظيمات مسلحة موالية لتنظيم القاعدة و«داعش» وأنصار الشريعة، ومن هجمات محتملة خاصة على حدودها الشرقية مع ليبيا الغارقة في الفوضى. وسبق لها أن تعرضت إلى ضربات إرهابية متتالية، أوقعت في 2015 أكثر من 70 قتيلا، من بينهم 59 سائحا أجنبيا، فيما نجح الأمن والجيش في صد هجوم كبير شنه العشرات من مسلحي «داعش» على مدينة بن قردان القريبة من الحدود الليبية الشهر الحالي في معارك شوارع، أدت إلى مقتل 55 إرهابيا و13 أمنيا وعسكريا وسبعة مدنيين.
وعلى صعيد غير متصل، استبعدت نتائج عمليات التصويت داخل البرلمان التونسي مرشحين لعضوية الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، وجهت لهم شبهة الانتماء السياسي، سواء إلى اليسار أو إلى التيار الإسلامي، إذ كشفت النتائج، التي أعلن عنها أمس محمد الناصر رئيس البرلمان، عن فشل راضية النصراووي، رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب المحسوبة على اليسار، وزوجة حمة الهمامي زعيم اليسار التونسي، وإيمان الطريقي، رئيسة منظمة «حرية وإنصاف» المعروفة بدفاعها المستميت عن الإسلاميين، في الفوز في الانتخابات والانتماء إلى هذه الهيئة، رغم أن مؤشرات الأولى كانت تلمح إلى إمكانية تنافسهما.
وشهد اليومين الماضيين منافسة حادة بين الإسلاميين واليسار في أروقة مجلس نواب الشعب(البرلمان) حول ترؤس هيئة الوقاية من التعذيب، باعتبار أن كل طرف يرى أنه الأحق تاريخيا بترؤسها نظرا لحجم التضحيات التي قدمها كل طرف طوال عقود. وانتهت عمليات فرز الأصوات التي جرت صباح أمس بإعلان فوز 16 مرشحا من بين 48 مرشحا، تقدموا لعضوية هيئة الوقاية من التعذيب. وحصل مسعود الرمضاني، رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان، على 165 صوتا، وهي أعلى نسبة من الأصوات.
وبشأن ما دار من سجال سياسي حول عضوية هذه الهيئة، واتهام أحزاب يسارية لممثلين عن الرباعي الحاكم بالمحاصصة السياسية والاتفاق المسبق على التصويت للمرشحين، دون الأخذ بعين الاعتبار لمعيار الكفاءة والسجل النضالي في مجال حقوق الإنسان، قال الرمضاني في أول تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المنافسة كانت شديدة، وإن التوجه النهائي الذي نجح في هذه الانتخابات هو الابتعاد عن عالم السياسة، ومحاولة تقديم ما يفيد مجال حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة التناغم بين أعضاء الهيئة من أجل مصلحة كل التونسيين، على حد قوله.
وصادق البرلمان التونسي على القانون الأساسي المتعلق بالهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب في 21 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2013، غير أن هذا النص القانوني بقي دون تطبيق فعلي، بعد أن عجز البرلمان السابق، ومجلس نواب الشعب (البرلمان الحالي) في إرساء هذه الهيئة ولم تجر الانتخابات إلا أول من أمس (الثلاثاء) لتعلن نتائجها أمس.
وتأخرت عملية تنصيب الهيئة التونسية لمقاومة التعذيب، التي تعتبر إحدى الهيئات التعديلية، التي نص عليها الدستور التونسي الجديد لعدة أسباب، من بينها الطابع التطوعي في عمل الهيئة خلافا لهيئات تعديلية أخرى مثل هيئة الحقيقة والكرامة، وهيئة الإعلام السمعي والبصري، التي رصدت لها اعتمادات ضخمة.
وتأتي هذه الهيئة لتجسيد «البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب»، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة»، الذي صادقت عليه تونس منذ سنة 2011، ويقتضي أن تحدث الدول الموقعة لجنة وطنية لمنع التعذيب في أجل أقصاه سنة من تاريخ انضمامها إلى البروتوكول.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.