باكستان تعتقل 216للاشتباه بصلتهم في هجوم لاهور

إسلام آباد تنفذ حملة «شبه عسكرية» ضد المتشددين في البنجاب

باكستان  تعتقل 216للاشتباه بصلتهم في هجوم لاهور
TT

باكستان تعتقل 216للاشتباه بصلتهم في هجوم لاهور

باكستان  تعتقل 216للاشتباه بصلتهم في هجوم لاهور

أعلن مسؤولون أمس أن باكستان ألقت القبض على المئات من المشتبه بصلتهم بمتطرفين إسلاميين، وذلك عقب مقتل 72 شخصا في هجوم انتحاري. وقال مسؤولون أمنيون إن عملية الملاحقة بدأت في عدة مدن بإقليم بنجاب بوسط البلاد فور وقوع الهجوم الذي استهدف متنزها عاما في مدينة لاهور بشرق البلاد أول من أمس. وقال وزير إقليمي في باكستان أمس إن السلطات الباكستانية ألقت القبض على أكثر من 5 آلاف شخص يشتبه بأنهم متشددون في اليومين التاليين لتفجير لاهور الذي وقع في متنزه في يوم عيد القيامة وأسفر عن مقتل 70 شخصا على الأقل. وأضاف رانا صنع الله وهو وزير دولة في إقليم البنجاب أن المحققين أطلقوا سراح كل المعتقلين فيما بعد باستثناء 216 مشتبها بهم لاستكمال التحقيق معهم. وتابع أن قوات الشرطة ومكافحة الإرهاب وضباط المخابرات نفذوا الاعتقالات. وكانت جماعة الأحرار، المنشقة عن حركة طالبان باكستان، قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح، كما تعهدت بشن مزيد من الهجمات.
وقال الحاكم الإداري لمدينة لاهور محمد عثمان إن أكثر من 30 طفلا بين القتلى، وإن 350 شخصا أصيبوا في الهجوم الذي يعد الهجوم الأكثر دموية تشهده باكستان منذ عام. وقد أصدر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أوامره للجهات الأمنية بتكثيف العمليات ضد المسلحين، الذين تربطهم صلة بتنظيم القاعدة. وقال أمس أريد المزيد من التعاون الفعال بين الجهات الأمنية والاستخباراتية. وأضاف: «الإرهابيون قتلوا أطفالنا وأبناءنا وبناتنا، وبعون الله سوف نطردهم من بلادنا». وأمر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بتنفيذ حملة «شبه عسكرية» ضد المتشددين في البنجاب بعد مقتل 70 شخصا في تفجير انتحاري ضرب لاهور عاصمة الإقليم. وقال مسؤولون حكوميون وعسكريون الاثنين 28 مارس (آذار) إن القرار اتخذ بشن عملية واسعة النطاق تشارك فيها وحدات شبه عسكرية تملك القوة لشن غارات والتحقيق مع مشتبه بهم بالطريقة ذاتها التي نفذت بها مهام مماثلة في مدينة كراتشي قبل أكثر من عامين. وقال مسؤول أمني بارز، رفض الكشف عن هويته: «لا يزال العمل جاريا على الأمور التقنية. هناك بعض القضايا القانونية التي تتعلق بإشراك القوات الخاصة لكن الجيش والحكومة يقفان في خندق واحد». وأكدت مصادر عسكرية وحكومية أخرى اتخاذ القرار. وقال أحد المصادر الحكومية: «أمر رئيس الوزراء (نواز شريف) بعملية مشتركة لإدارة مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في المناطق الحدودية بإقليم البنجاب ضد الإرهابيين ومن يساعدونهم». وقال عاصم باجوا المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن وكالات المخابرات والجيش والقوات شبه العسكرية شنت الكثير من المداهمات في أنحاء البنجاب عقب الهجوم. وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «اعتقل عدد ممن يشتبه في أنهم إرهابيون أو مساعدون لهم وضبطت كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر». ووصف رئيس الوزراء الباكستاني المهاجمين بأنهم «عدو جبان يحاول اصطياد أهداف سهلة». وقال شريف في بيان أصدره مكتبه: «على الإرهابيين أن يعوا أن مصيرهم الفشل». في غضون ذلك، كشفت تقارير إخبارية أمس، أن منفذ الهجوم الانتحاري في مدينة لاهور في شرق باكستان أول من أمس، يدعى «صلاح الدين خرساني»، وينتمي إلى «جماعة الأحرار»، وهو فصيل منشق عن حركة طالبان الباكستانية. وأفادت قناة «جيو» التلفزيونية الإخبارية بأن الشرطة قامت بمعاونة شهود عيان، برسم صورة للانتحاري، الذي يعتقد أن عمره يتراوح بين 20 و25 عاما وكانت التحقيقات الأولية حول الهجوم أشارت إلى توصل الشرطة إلى أن منفذ الهجوم هو شخص آخر يدعى محمد يوسف من منطقة مظفر جار، حيث عثر على بطاقة الهوية الخاصة به عند موقع الحادث. وقامت قوات إنفاذ القانون بإلقاء القبض على ثلاثة من أشقائه وداهموا معهدا دينيا يقوم بالتدريس فيه. إلا أن التحقيقات أخذت منحى آخر بعد أن كشفت الشرطة أن بطاقة الهوية التي عثر عليها لا تخص يوسف. وكانت جماعة الأحرار، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح، كما تعهدت بشن المزيد من الهجمات. ولاهور هي عاصمة البنجاب، وهو أكبر أقاليم باكستان وأكثرها ثراء، ومعقل الدعم السياسي الذي يحظى به رئيس الوزراء نواز شريف.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.