إردوغان يشكك في صدق دول «الأوروبي» ويؤكد أن بلاده تواجه أسوأ موجات الإرهاب في تاريخها

مقتل 3 جنود أتراك بهجوم بقنبلة على سيارتهم في نصيبين

إردوغان يشكك في صدق دول «الأوروبي» ويؤكد أن بلاده تواجه أسوأ موجات الإرهاب في تاريخها
TT

إردوغان يشكك في صدق دول «الأوروبي» ويؤكد أن بلاده تواجه أسوأ موجات الإرهاب في تاريخها

إردوغان يشكك في صدق دول «الأوروبي» ويؤكد أن بلاده تواجه أسوأ موجات الإرهاب في تاريخها

أفادت وكالة أنباء رويترز، اليوم (الاثنين)، نقلا عن مصادر أمنية تركية، بأن ثلاثة جنود قتلوا في هجوم بقنبلة على سيارتهم العسكرية في بلدة نصيبين جنوب شرقي البلاد بالقرب من الحدود السورية اليوم.
وشهدت البلدة اشتباكات متكررة بين قوات الامن ومسلحي حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف لاطلاق النار استمر عامين ونصف العام في يوليو (تموز) الماضي، ما أدى الى اندلاع أسوأ موجة عنف في الجنوب الشرقي ذي الاغلبية الكردية منذ التسعينيات.
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، أن تركيا تواجه "إحدى أسوأ موجات الإرهاب في تاريخها"، واعداً بالتحرك ضد المتمردين الأكراد وتنظيم داعش بعد الهجمات الأخيرة.
وقال إردوغان في خطاب ألقاه بإسطنبول "سنضرب هذين التنظيمين الإرهابيين بأشد شكل ممكن"، داعياً الأتراك إلى "رص الصفوف" في مواجهة هذا التهديد.
وشكك الرئيس التركي في "صدق" دول الاتحاد الأوروبي في مكافحة مسلحي حزب العمال الكردستاني، مندداً بـ"خبثهم" في هذه القضية.
وقال اردوغان في ذات الخطاب، بعدما تبنت مجموعة كردية اعتداءين استهدفا إسطنبول مؤخراً "كيف يمكن التحدث عن صدق حين تتمكن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) من نصب خيمة في بروكسل مقابل مبنى المجلس الأوروبي؟"
فيما افادت الأنباء الواردة بأن الشرطة التركية تطارد ثلاثة أشخاص ينتمون إلى تنظيم داعش، قد يرتكبون اعتداءات انتحارية كالاعتداء الذي وقع السبت في إسطنبول واسفر عن مقتل أربعة سياح أجانب.
ونقلت وكالة أنباء "دوغان" التركية، عن مصادر في الشرطة قولها: إن السلطات حصلت على معلومات استخباراتية مفادها أن هؤلاء الأتراك الثلاثة تلقوا أوامر بتنفيذ هجمات في أماكن عامة مكتظة.
ونشرت وسائل الاعلام التركية صوراً للرجال الثلاثة وهم حجي علي دوماز وسافاش يلديز ويونس دورماز وأسمائهم المستعارة.
واشتبه في أن يكون أحدهم سافاش يلديز "الانتحاري" الذي فجر نفسه صباح السبت في جادة استقلال التجارية الشهيرة للمشاة في قلب أكبر مدن تركيا، ما أسفر عن سقوط اربعة قتلى اجانب - ثلاثة اسرائيليين وايراني - و39 جريحا بينهم 24 سائحا.
وكان وزير الداخلية التركي افكان آلا، أعلن الاحد أنه تم التعرف رسميا على هوية منفذ الاعتداء ويدعى محمد اوزتورك وهو مرتبط بتنظيم داعش.
وألغت السلطات التركية مساء الأحد قبل ساعتين فقط من انطلاقها مباراة لكرة القدم بين فناربخشه وغلطة سراي بسبب "تهديدات أمنية جدية".
وتشهد تركيا منذ أشهر حالة تأهب مشددة بسبب سلسلة هجمات غير مسبوقة نسبت إلى متطرفين أو مرتبطة باستئناف النزاع الكردي.
ويأتي اعتداء جادة استقلال بعد ستة أيام فقط على الاعتداء بالسيارة المفخخة في وسط أنقرة الذي أسفر عن مقتل 35 شخصاً، وأعلنت حركة كردية متشددة قربية من متمردي حزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عنه.
في ديار بكر، تجمع اكراد للاحتفال بأعياد رأس السنة الكردية الجديدة أو أعياد النيروز، جنوب شرقي تركيا اليوم، وسط اجراءات أمنية مشددة بعد أشهر من القتال بين قوات الأمن والانفصاليين الأكراد وسلسلة من التفجيرات في اسطنبول وأنقرة.
ويحظى حزب العمال الكردستاني المحظور بشعبية واسعة بين من يحضرون الاحتفال وفتشت الشرطة من يدخلون لمنطقة الاحتفال على مشارف أكبر مدينة في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.
كما لوح بعض المحتفلين بأعلام حزب العمال الكردستاني وبلافتات عليها صورة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، وعلت أصوات الموسيقى في المكان.
وخلال احتفالات العام الماضي استمع الحاضرون لبيان من أوجلان جاء فيه أن الحملة التي يشنها حزب العمال الكردستاني منذ ثلاثة عقود أصبحت "غير قابلة للاستمرار"، وحث الحزب على عقد مؤتمر لبحث القاء السلاح. لكن بعد ذلك بقليل انهار وقف لاطلاق النار استمر عامين ونصف العام وانهارت محادثات السلام.
ومنذ ذلك الحين اندلعت أسوأ موجة عنف في الجنوب الشرقي منذ التسعينيات وقتل المئات.
واليوم (الإثنين)، رفعت السلطات التركية حظرا للتجول في حي كاينارتيب من مدينة ديار بكر للسماح بإقامة الاحتفالات، لكن تم تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء المدينة.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب العمال الكردستاني" جماعة ارهابية.



مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، الأربعاء، جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا إن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.