نزوح لعوائل غرب الأنبار بعد انسحاب «داعش» المؤقت.. وإعادة 1400 بعد خروجها

محافظ الأنبار لـ«الشرق الأوسط»: المدينة ستشهد عودة 13 ألف عائلة

تقديم الإسعافات الأولية والعناية الطبية للعائلات النازحة والهاربة من «داعش» («الشرق الأوسط»)
تقديم الإسعافات الأولية والعناية الطبية للعائلات النازحة والهاربة من «داعش» («الشرق الأوسط»)
TT

نزوح لعوائل غرب الأنبار بعد انسحاب «داعش» المؤقت.. وإعادة 1400 بعد خروجها

تقديم الإسعافات الأولية والعناية الطبية للعائلات النازحة والهاربة من «داعش» («الشرق الأوسط»)
تقديم الإسعافات الأولية والعناية الطبية للعائلات النازحة والهاربة من «داعش» («الشرق الأوسط»)

شهدت المدن الغربية التابعة لمحافظة الأنبار موجة نزوح كبرى للعائلات التي قررت الهروب من قبضة تنظيم داعش في مدن هيت وكبيسة والمناطق الأخرى القريبة بعد الانسحاب المفاجئ لعناصر تنظيم داعش المتطرف من تلك المدن، فيما شهدت مدينة الرمادي والمناطق القريبة منها عودة آلاف العائلات إلى مناطقهم التي تم تأمينها من وجود المسلحين وتنظيفها من المخلفات الحربية والعبوات الناسفة والألغام التي زرعها تنظيم داعش قبل انسحابه منها، وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، عن إعادة ألف و400 عائلة إلى مناطق زنكورة والقرية العصرية غرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وأشار إلى تقديم الخدمات الأساسية والضرورية للعائلات العائدة بشكل فوري، بما فيها تشغيل جميع محطات تنقية مياه الشرب ومولدات الطاقة الكهربائية.
وقال الراوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدينة الرمادي ستشهد في الساعات القليلة المقبلة إعادة 13 ألف عائلة إلى مناطق متفرقة في المدينة، بعد أن تم بالفعل إعادة ألف و400 عائلة إلى ديارهم في مناطق زنكورة والقرية العصرية، وإن الدوائر الحكومية والمؤسسات الخدمية في الأنبار مستمرة في تقديم الخدمات للعائلات العائدة بعد أن تم تحرير مناطقهم بالكامل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف الراوي أن «جميع الدوائر الخدمية في محافظة الأنبار عملت بشكل متميز من أجل إعادة تأهيل وإعمار جميع المشاريع في مناطق زنكورة والقرية العصرية التي استقبلت النازحين العائدين لمناطقهم مع توفير خدمات الماء والبلديات وإعادة تشغيل جميع محطات تنقية مياه الشرب».
يذكر أن مدن محافظة الأنبار سيطر عليها تنظيم داعش قبل عامين، وشهدت معارك تطهير أسفرت عن تحرير مدينة الرمادي ومناطق كثيرة في المدن الغربية وتطهير أجزاء من مناطق مركز كرمة الفلوجة، ما أسفر عن مقتل المئات من عناصر «داعش» خلال المواجهات.
من جانب آخر، شهدت مدينة هيت وناحية كبيسة التابعة لها، نزوحًا جماعيًا للعائلات باتجاه منطقة وادي حوران وناحية البغدادي التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية، ويأتي هذا في وقت أكدت فيه اللجنة الأمنية في مجلس ناحية الوفاء القريبة من مدينة هيت بمحافظة الأنبار أن القوات الأمنية فرضت سيطرتها على مدينة هيت وناحية كبيسة غرب عسكريًا بعد هروب عناصر تنظيم داعش منهما، وكشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن نزوح نحو 35 ألف شخص من مدن غرب الأنبار في الأيام القليلة الماضية، بسبب العمليات العسكرية الحالية هناك.
وقال دوجاريك، في تصريح صحافي، إن «عمليات النزوح التي بدأت في 11 مارس (آذار) تشمل مناطق هيت وكبيسة وقرى العصرية والسجارية، وإن هؤلاء المدنيين النازحين يتحركون نحو مناطق غرب الرمادي بحثا عن مناطق آمنة».
وأضاف دوجاريك أن «عدد النازحين من تلك المناطق تصاعد بشكل كبير بعد حدة العمليات العسكرية في ديسمبر (كانون الأول)، حيث تجاوز عدد النازحين أكثر من 53 ألف نازح، معظمهم أصبحوا يعيشون في مخيمات مكتظة ومستوطنات مؤقتة في مناطق آمنة».
ميدانيًا، لا تزال المواجهات العسكرية بين القوات الأمنية ومسلحي تنظيم داعش مستمرة، بدليل النزوح الجماعي الذي شهدته المناطق الغربية من الأنبار، وقال رئيس اللجنة الأمنية في ناحية الوفاء حسين كسار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعارك ما زالت مستمرة لتحرير مدينة هيت وناحية كبيسة، وهناك ضربات جوية تنفذها طائرات التحالف الدولي وسلاح الطيران العراقي على فلول (داعش) الإرهابي الذي هرب إلى المناطق الصحراوية، مما جعل مدينة هيت وناحية كبيسة تحت سيطرة قواتنا بمعنى سقوطهما بالمفهوم العسكري بعد هروب عدد كبير من عناصر تنظيم داعش إلى مدينة القائم الحدودية ومنها إلى سوريا وانهيار خلايا التنظيم الذي لا يمتلك العتاد والصواريخ لمواجهة معارك التحرير».
وأضاف كسار أن «سقوط هيت وكبيسة بيد القوات الأمنية ناتج عن محاصرة قوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب الذي لا يبعد سوى 10 كيلومترات عن مشارف هيت فضلاً عن تقدم القطعات من محاور عدة على كبيسة، بينما ستشهد الساعات القليلة المقبلة الإعلان عن تطهير مدينة هيت بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية بعد تدمير جميع الخطوط الدفاعية التي وضعها التنظيم في محاور هيت».
وأشار كسار إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من تحرير أبراج الطاقة الحرارية القريبة من منطقة البو نمر التي شهدت مجزرة عشائر البو نمر، حيث اقترف التنظيم الإرهابي جريمة بشعة بقتل أكثر من ألف و300 مواطن من أهالي المنطقة».
من جانبه، أكد قائمقام قضاء الرطبة، عماد أحمد، عودة مسلحي التنظيم المتطرف إلى المدينة، مشيرا إلى أن تنظيم داعش أوهم أهالي الرطبة بانسحابه وعاد بعد 12 ساعة لاستعادة السيطرة على المدينة.
وقال أحمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش الإرهابي قام بعملية الانسحاب الوهمي، من أجل إيهام أهالي الرطبة بأنه انسحب وبهدف التعرف على الخلايا النائمة من أهالي المدينة».
وأضاف أحمد: «لا بد للقوات الأمنية من استغلال هذا الضعف في صفوف المسلحين، وشن هجوم واسع لتحرير مدينة الرطبة، خصوصًا أن أهالي المدينة يتعاونون مع القوات الأمنية وقاموا بعدد من الانتفاضات والثورات ضد مسلحي تنظيم داعش في الرطبة وكذلك الحال في مدينة القائم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.