آلاف اليمنيين ينضمون للجيش الوطني استعداداً لتحرير صنعاء

يشكلون 10 ألوية بينها 6 جاهزة للعملية.. وطائرات التحالف تمنع إمدادات الإنقلابيين

آلاف اليمنيين ينضمون للجيش الوطني استعداداً لتحرير صنعاء
TT

آلاف اليمنيين ينضمون للجيش الوطني استعداداً لتحرير صنعاء

آلاف اليمنيين ينضمون للجيش الوطني استعداداً لتحرير صنعاء

انخرط آلاف المقاتلين في الجيش الوطني اليمني، تمهيدا لتكوين 4 ألوية جديدة في جبهة صنعاء، التي اتخذتها مليشيا الحوثي مركزاً لعملياتها العسكرية، ليرتفع بذلك عدد الألوية على هذه الجبهة إلى 10 تحاصر المدينة من الجهات كافة.
وبحسب مصادر يمنية، فإن من المتوقع أن تكون هذه الألوية جاهزة خلال فترة وجيزة، خصوصاً أن عدداً من وحدات المقاومة الشعبية دُمجت في الجيش الوطني، الأمر الذي سيتيح للشباب سرعة التدريب، مع توفر الإمكانات والأسلحة اللازمة لتجهيز الأفراد للانخراط في الجيش وتنفيذ أعمال عسكرية مباشرة.
وفي سياق متصل، نجح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جمع معلومات استخباراتية، حول التحركات العسكرية الميدانية لمليشيا الحوثي وعلي صالح، والمتمثلة في حشد قواتها المتواجدة في جبهتي «ميدي، وتعز» والجبهات المتحركة، ومحاولة العودة إلى قلب صنعاء بأوامر عسكرية من المخلوع صالح، خوفا من تحرير المدينة الذي أصبح وشيكاً مع تقدم الجيش. وتمكن طيران التحالف العربي من التعامل مع هذه الوحدات قبل وصولها إلى صنعاء في إقليم أزال.
ميدانياً، فرض الجيش سيطرته على العديد من الجبهات، ففي جبهة «فرضة نهم» تقدم الجيش الوطني مدعوماً بالمقاومة الشعبية، في منطقة مسورة باتجاه اربح، وجبهة «محلي والمدفن» باتجاه نقيل بن غيلان جنوب الفرضة، فيما تحرك الجيش باتجاه مديريات محافظة صنعاء وأمانة العاصمة، للضغط على المليشيا وتضييق الخناق عليها من جميع الجهات.
وذكر عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء لـ»الشرق الأوسط»، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة صنعاء، تضع كل الترتيبات في هذه الأثناء، وتستكمل تدريب الوحدات وبعض الألوية، مع انضمام وحدات من المقاومة في الجيش، مؤكداً تسليح آلاف الشبان الذين بدأوا تدريبات تمهيداً للانخراط في الجيش الوطني، تحت إشراف الفريق علي محسن الأحمر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف أن الجيش يضع الترتيبات كافة للتقدم إلى صنعاء، وفق استراتيجية وخطط مدروسة، يتوقع تنفيذها خلال أيام، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة المزرية التي تعيشها المليشيا في المواجهات العسكرية، كما يجهز الجيش قوة ضاربة لضبط العملية الأمنية في العاصمة اليمنية بعد تحريرها، تحسباً لأي أعمال إرهابية تنفذها جماعات تتبع المليشيا أو الحرس الجمهوري.
ولفت إلى أن تحرير المدينة يحتاج الى قرابة 15 لواءً لمحاصرة الحوثيين من جميع الجهات، وتدفق الشباب سيسهم في تكوين ألوية إضافة لما هو موجود الآن في أرض المعركة.
وعن التحركات العسكرية لمليشيا الحوثيين، قال ثعيل: «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، حصلا على معلومات عسكرية صادرة من الرئيس المخلوع، مفادها تحريك وحدات عسكرية باتجاه صنعاء لدعم المليشيا المحاصرة في المدينة، فجرى رصد التحركات كافة في جبهتي «ميدي»، و»تعز»، من خلال طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قبل وصولها إلى المدينة».
وضرب طيران التحالف العربي أمس، وفقا لثعيل، طواقم عسكرية، دفعت بها المليشيات من داخل العاصمة اليمنية ومحيطها، لدعم أفرادها على أطراف المدينة وفي الجبهة الشمالية، والشمالية الشرقية، كما ضربت المقاومة الشعبية وحدات عسكرية في طريقها إلى الجبهات المشتعلة قادمة من أمانة العاصمة اليمنية، في محاولة لاستعادة المواقع التي سيطر عليها الجيش الوطني.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.