الملك محمد السادس يجري مباحثات مع بوتين في موسكو اليوم

مسؤول روسي: سنبحث جهود مكافحة الإرهاب باعتباره العدو المشترك للبلدين

العاهل المغربي لدى وصوله إلى موسكو الليلة قبل الماضية (ماب)
العاهل المغربي لدى وصوله إلى موسكو الليلة قبل الماضية (ماب)
TT

الملك محمد السادس يجري مباحثات مع بوتين في موسكو اليوم

العاهل المغربي لدى وصوله إلى موسكو الليلة قبل الماضية (ماب)
العاهل المغربي لدى وصوله إلى موسكو الليلة قبل الماضية (ماب)

يجري العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم (الثلاثاء) في موسكو مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في إطار زيارته الرسمية لهذا البلد، حيث من المقرر أن يترأس قائدا البلدين حفل توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، كما سيلتقي العاهل المغربي عددا من كبار المسؤولين الروس.
وقال ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية، إن زيارة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية تكتسي أهمية قصوى، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وذلك بالنظر إلى علاقات الصداقة والأخوة القائمة بين الشعبين المغربي والروسي.
وأضاف بوغدانوف في تصريح أوردته أمس وكالة الأنباء المغربية من موسكو: «نحن سعداء جدا بزيارة الملك محمد السادس إلى روسيا، فالمغرب تربطنا به علاقات ودية وعواطف متبادلة على مستوى شعبينا»، مبرزا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلع للقاء الملك محمد السادس، ومناقشة كل القضايا المطروحة وذات الاهتمام المشترك.
وأوضح الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا أن «الهدف الأساسي لهذه الزيارة يكمن في تعزيز روابط الصداقة التقليدية بين المغرب وروسيا، وتوطيد التعاون المثمر في كل المجالات التي تنص عليها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، التي تم التوقيع عليها خلال أول زيارة رسمية للملك محمد السادس لروسيا سنة 2002»، مضيفا أن «هذه الزيارة تعطي فرصة للزعيمين للتباحث في القضايا الملحة، خصوصا التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وأوضح في هذا الصدد أن «هناك كثيرا من الهموم المشتركة تتطلب إيجاد الحلول المناسبة في المنطقة، وتوحيد الطاقات والجهود في إطار مكافحة الإرهاب، العدو المشترك للبلدين وللمجتمع الدولي».
كما أشار بوغدانوف إلى أن «هناك تحديات يجب مواجهتها بموقف واحد منسق بين الرباط وموسكو»، لذلك يضيف المسؤول الروسي: «نحن ننطلق من الأهمية القصوى لهذه الزيارة، وكذلك المباحثات بين العاهل المغربي والرئيس بوتين، التي تكتسي أهمية خاصة في إطار العلاقات الروسية - المغربية، والروسية - العربية - الأفريقية. كما أن لدينا صلات تاريخية وروحية وثقافية، إلى جانب العلاقات الإنسانية بين المغاربة والروس».
وفي ما يخص تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري المغربي - الروسي، أشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن «هناك طاقات كبيرة جدا يجب الاستفادة منها، خصوصا في ما يتعلق بمجالات الصناعة والفلاحة والطاقة». وأوضح في هذا السياق أن «البلدين يملكان ثروات وإمكانيات وطاقات كبيرة، ويجب أن نتعاون بشكل فعال للاشتغال سويا من أجل التطور الاقتصادي والاجتماعي»، موضحا في هذا الصدد أن «هذا العنصر أساسي لضمان الاستقرار في منطقة شمال أفريقيا».
وكان الملك محمد السادس قد وصل الليلة قبل الماضية إلى موسكو في زيارة رسمية إلى روسيا، وذلك في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا الاتحادية.
ويرافق الملك محمد السادس في هذه الزيارة وفد مهم، يضم الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة مستشاري الملك، وصلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وعزيز الرباح وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، وعبد القادر عمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة.
ويتشكل الوفد الرسمي أيضًا من عبد اللطيف لوديي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الدفاع الوطني، والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية ناصر بوريطة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن المكلفة البيئة حكيمة الحيطي، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن، وعبد القادر الأشهب سفير المغرب بموسكو، ومهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.