الشيخ محمد بن زايد: الحشد العسكري الكبير يؤكد ثقة العالم بالسياسات السعودية الحكيمة

ولي عهد أبوظبي قال إن التعاون العسكري بين الإمارات والمملكة صمام أمان ضد تحديات المنطقة

الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي يلتقط بهاتفه الجوال صوراً لأحدى فقرات الإستعراض الذي شاركت فيه قوات إماراتية من مختلف القطاعات (تصوير: بندر الجلعود)
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي يلتقط بهاتفه الجوال صوراً لأحدى فقرات الإستعراض الذي شاركت فيه قوات إماراتية من مختلف القطاعات (تصوير: بندر الجلعود)
TT

الشيخ محمد بن زايد: الحشد العسكري الكبير يؤكد ثقة العالم بالسياسات السعودية الحكيمة

الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي يلتقط بهاتفه الجوال صوراً لأحدى فقرات الإستعراض الذي شاركت فيه قوات إماراتية من مختلف القطاعات (تصوير: بندر الجلعود)
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي يلتقط بهاتفه الجوال صوراً لأحدى فقرات الإستعراض الذي شاركت فيه قوات إماراتية من مختلف القطاعات (تصوير: بندر الجلعود)

شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على عمق الروابط التاريخية ومتانة العلاقات الاستراتيجية مع السعودية، وقال بمناسبة حضوره العرض العسكري الذي أقيم أمس في ختام التمرين العسكري «رعد الشمال» في المنطقة الشمالية من المملكة إن التعاون العسكري الوثيق بين البلدين صمام أمان في وجه أي تحديات قد تهدد المنطقة.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تمتلكان رؤية شاملة تجاه التحديات التي قد تواجه المنطقة وفق استراتيجية تعاون وتنسيق مشترك.
وأشار إلى أن مشاركة بلاده في مناورات «رعد الشمال» العسكرية على أرض السعودية ترجمة لسياستها الثابتة القائمة على الانخراط الفاعل في أي جهد يهدف إلى التعاون وتنسيق الجهود لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيدًا بالتمارين العسكرية، التي نفذت بالسعودية بمشاركة 20 دولة، وجعلها إحدى أهم وأكبر المناورات العسكرية على المستوى العالمي، وما أظهرته هذه التمارين من استعداد وإمكانات عسكرية متطورة، وقدرات عالية على تطبيق خطة التمرين وتناسق فاعل بين القوات العسكرية من مختلف الدول.
وأكد أن التدريبات المشتركة بين قوات من 20 دولة تختلف من حيث عقائدها العسكرية وخططها التدريبية والأسلحة التي تستخدمها مثلت فرصة ثمينة لتبادل الخبرات، بما يسهم في رفع القدرة على التنسيق فيما بينها من ناحية وتعزيز كفاءتها القتالية من ناحية أخرى.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «إن هذا الحشد العسكري الكبير على أرض السعودية يؤكد ثقة العالم بالسياسات الحكيمة للسعودية، وعملها المستمر من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وقدرتها على أن تكون عامل توحيد لجهود الدول والتنسيق فيما بينها للتعامل مع الواقع الإقليمي والدولي المتغير والمضطرب»، مشيرا إلى أن مناورات «رعد الشمال» تكشف عن أن دول المنطقة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص من خلال تعاونها وتنسيق قدراتها ووضع الأسس القوية لعمل جماعي فاعل ومستدام في مواجهة المخاطر المشتركة.
ولفت إلى أن المخاطر والتهديدات التي تواجه المنطقة تتغير باستمرار من حيث حجمها وطبيعتها ومصادرها، والقوى التي تقف وراءها وأهداف هذه القوى والأساليب، التي تستخدمها مما يفرض على جيوش المنطقة أن تكون في أقصى درجات الاستعداد والقابلية للتعامل الفاعل مع أي تهديدات جديدة من خلال التدريبات المشتركة، وتطوير التكتيكات والخطط العسكرية خاصة مع التطور الكبير الحادث في التكتيكات العسكرية في العالم، على مستوى الأسلحة والخطط ونوعية الحروب.
وأشار ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أن مناورات «رعد الشمال» رسالتها الأساسية هي أن هذه الدول المشاركة فيها تتعاون على حماية أمنها وحدودها ومكتسباتها وسلامة أراضيها، وتعمل على رفع استعدادها العسكري في ظل بيئة إقليمية ودولية تحتاج إلى أقصى درجات الحيطة والاستعداد.
وكان الشيخ محمد بن زايد التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن بالمنطقة الشمالية في السعودية أمس، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



العرب يعقدون «الوزاري السيبراني» الأول… والرياض مقراً للمجلس

صورة تذكارية لوزراء الأمن السيبراني العرب خلال اجتماعهم الأول في العاصمة السعودية الرياض (وام)
صورة تذكارية لوزراء الأمن السيبراني العرب خلال اجتماعهم الأول في العاصمة السعودية الرياض (وام)
TT

العرب يعقدون «الوزاري السيبراني» الأول… والرياض مقراً للمجلس

صورة تذكارية لوزراء الأمن السيبراني العرب خلال اجتماعهم الأول في العاصمة السعودية الرياض (وام)
صورة تذكارية لوزراء الأمن السيبراني العرب خلال اجتماعهم الأول في العاصمة السعودية الرياض (وام)

احتضنت العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني، وذلك بحضور المسؤولين المعنيين بمجال الأمن السيبراني في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وشهد الاجتماع توقيع «اتفاقية المقر» وبموجبه تكون الرياض مقراً دائماً لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، وشدّد ‏المهندس ماجد المزيد، محافظ «هيئة الأمن السيبراني» السعودية، على أن ترحيب القادة بإنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، يأتي تأكيداً لأهمية الأمن السيبراني في صناعة التنمية والرخاء والاستقرار، فضلاً عن كونه ركناً أصيلاً في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليّين، مشيراً إلى حرص القادة العرب على أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك في هذا القطاع.

وافتتح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أعمال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، وثمّن جهود السعودية «التي بادرت بإنشاء هذا المجلس المهم»، وأضاف: «في هذا الوقت بالتحديد الذي يشهد العالم فيه تحديات وتهديدات مربكة في مجال المعلوماتية والأمن السيبراني، مما يجعل العمل العربي الجماعي الوسيلة المثلى لبناء نظام متين نقف فيه كعرب معاً في هذه الجبهة الخطيرة».

وأشاد المتحدث باسم الأمين العام، بـ«جهود السعودية ومبادرتها الرائدة لإنشاء هذا المجلس المهم»، معرباً عن تطلّعه إلى أن يمثل المجلس الجديد «إضافةً نوعية لمنظومة العمل العربي المشترك، بما يعكس سعي الدول العربية في مواكبة ما يشهده قطاع التكنولوجيا من تحولات وتطورات متسارعة في السنوات الأخيرة».

وأوضح جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً وتركيزاً من الجامعة العربية وأجهزتها ومجالسها المتخصصة على بعض الملفات المرتبطة بتطورات ومتطلبات العصر الحديث، مثل قضايا التغير المناخي والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني، وتابع «هذا الاهتمام والجهد الذي بُذل، نتج عنه كثير من الأفكار والمقررات التي جرى تبنيها واعتمادها على مستوى القادة في أكثر من مناسبة».

ورأى رشدي أن ذلك «يُساعد المجلس الجديد على الاستفادة من مخزون الخبرات العربية المتراكمة في هذا المجال»، بالإضافة إلى البناء على الأفكار والمقررات الصادرة عن الأجهزة والمجالس المتخصصة، لتأسيس إطار عربي موحد لمكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية الفضاء السيبراني العربي. على حد وصفه.

من جانبه نوّه المهندس عبد الرحمن آل حسن، نائب محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية، بالتفاعل الكبير من الدول العربية للمشاركة في أعمال المجلس، وتوقيع اتفاقية المقر مع جامعة الدول العربية، مشيراً إلى عزم بلاده على مواصلة هذه الجهود بما يحقق النمو والازدهار للمنطقة العربية.

وشهد الاجتماع، توقيع «اتفاقية المقر» بين السعودية وجامعة الدول العربية، لتكون العاصمة السعودية الرياض مقراً لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، وتعيين الدكتور إبراهيم الفريح أميناً عاماً للمجلس لمدة خمس سنوات. كما ناقش الاجتماع ضمن جدول أعماله عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الدول العربية، على غرار إعداد الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، وإقامة التمارين السيبرانية المشتركة، ومجموعة من أوراق العمل المقدمة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بهدف تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني على المستوى العربي.

كان قادة الدول العربية قد اعتمدوا النظام الأساسي لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الـ33، الذي انعقد في العاصمة البحرينية المنامة، في مايو (أيار) الماضي، ورحب مجلس الجامعة بمبادرة السعودية بإنشاء مجلس وزاري يختص بشؤون الأمن السيبراني، وتضمّن النظام الأساسي للمجلس أن يعمل تحت مظلة مجلس الجامعة، ويتخذ من مدينة الرياض في السعودية مقراً دائماً له، ويكون للمجلس أمانة عامة ومكتب تنفيذي في دولة المقر.