المعارضة تهاجم مواقع للنظام بريف حماه «ردًا على خروقاته للهدنة»

قوات الأسد والإيرانيون يمارسون «القضم» في اتجاه تدمر

زوجة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تصفق لأداء طالبة في مدرسة للفتيات بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن وذلك بمناسبة قيامها وزوجها بزيارة رسمية للبلاد (أ.ف.ب)
زوجة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تصفق لأداء طالبة في مدرسة للفتيات بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن وذلك بمناسبة قيامها وزوجها بزيارة رسمية للبلاد (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تهاجم مواقع للنظام بريف حماه «ردًا على خروقاته للهدنة»

زوجة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تصفق لأداء طالبة في مدرسة للفتيات بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن وذلك بمناسبة قيامها وزوجها بزيارة رسمية للبلاد (أ.ف.ب)
زوجة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تصفق لأداء طالبة في مدرسة للفتيات بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن وذلك بمناسبة قيامها وزوجها بزيارة رسمية للبلاد (أ.ف.ب)

شنّت مجموعات مسلحة معارضة، أمس، هجومًا على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في محافظة حماه. ووصف قائد عسكري معارض الهجوم بأنه «الأكبر للفصائل المسلحة في المنطقة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار قبل أسبوعين».
وقال فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية وهي إحدى فصائل الجيش السوري الحر في تصريح لوكالة «رويترز» إن الهجوم «شنته مجموعات محلية من الريف الشمالي لحماه، وجاء ردًا على الاختراقات التي حصلت من قوات النظام خلال الهدنة»، مشيرا إلى «سقوط موقعين بيد مسلحي المعارضة». في حين أفاد التلفزيون الناطق باسم النظام السوري، بأن «الهجوم شنته جبهة النصرة، على منطقة غير مشمولة باتفاق الهدنة، لكنه فشل وأسفر عن مقتل أكثر من 70 إرهابيًا».
إلى ذلك، استهدفت القوات النظامية المتمركزة في قرية المغير، أمس، بلدة كفرنبودة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، بأكثر من عشر قذائف مدفعية، مما أسفر عن دمار بالأبنية السكنية وغيرها من الممتلكات. وأكد الناشط عناد الحموي أن كفرنبودة «خالية تمامًا من أي وجود لجبهة النصرة أو تنظيم داعش، اللذين لم يشملهما قرار مجلس الآمن حول وقف الأعمال العدائية في سوريا، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 من الشهر الماضي.
وكان 15 عنصرًا نظاميًا وأربعة مقاتلين معارضين قتلوا ليل أول من أمس، وجرح آخرون من الطرفين، خلال اشتباكات على حاجزي ظهرة الخيمة والراية، شمال شرقي قرية معان الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف حماه الشرقي. وأوضح الحموي أن «مقاتلي المعارضة انسحبوا من الحاجزين بسبب القصف الجوي الحربي والمروحي النظامي المكثف، فضلا عن سقوط أكثر من 70 قذيفة مدفعية وصاروخية على مواقعهم في منطقة الاشتباكات».
كثّفت الطائرات الروسية غاراتها على مدينة تدمر (وسط سوريا) الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وشنّ الطيران الروسي نحو 250 غارة جوية على تدمر خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع حشود عسكرية برية يحضّر لها النظام السوري والإيرانيون ومقاتلون من فصائل طائفية من العراق وأفغانستان.
ولفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن النظام «يعجز عن تنفيذ هجوم بري واسع بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية، لكنه يسعى إلى السيطرة على مساحات واسعة بالقضم».
وأكد عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام وحلفاءه يسعون الآن إلى استعادة السيطرة على بلدة القريتين وتدمر، لما لذلك من أبعاد استراتيجية، تمكنه من إحكام قبضته على البادية التي تمتد إلى الحدود العراقية والحدود الأردنية»، مشيرًا إلى أن «الغارات الروسية أوقعت عشرات الضحايا من المدنيين، في حين أن الضرر لا يكاد يصيب مقاتلي (داعش) الذين يختبئون في الأقبية».
أما في ريف حلب الشمالي، فقد سيطرت فصائل المعارضة، أمس، على قرية قره كوبري المحاذية للحدود التركية، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش. وأعلن الناشط المعارض أبو فارس الحلبي، أن المعارضة «سيطرت على قره كوبري بعد اشتباكات مع التنظيم وبدعم من المدفعية التركية التي استهدفت مواقعه داخلها»، مؤكدًا «مقتل ثلاثة عناصر من المعارضة وإصابة خمسة آخرين بجروح، في حين لم يعرف عدد قتلى التنظيم بسبب تكتمه الإعلامي».
من جهته، أشار «مكتب أخبار سوريا» المعارض، إلى أن «فصائل المعارضة، ومن أبرزها لواء المعتصم والجبهة الشامية، أحبطت، ليلة أول من أمس، محاولة لعناصر تنظيم داعش الموجودين في قرية حربل، التقدم باتجاه قرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمرت أكثر من ساعة، بحسب المصدر ذاته». ولفت إلى أن «طيران التحالف الدولي دمّر سيارة مفخخة للتنظيم، كانت متجهة لمناطق سيطرة المعارضة قرب قرية جارز الخاضعة لسيطرتها بريف حلب الشمالي».
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية روسية قصفت غرب مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، بينما تعرضت مناطق في الأطراف الجنوبية الغربية من بلدة الهبيط، لقصف من قبل قوات النظام، في حين نفذت طائرات حربية غارات على بلدة البارة بجبل الزاوية.
وكانت اشتباكات دارت، أمس، بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام، في قرية خربة عمو شرق مدينة القامشلي الخاضعة لسيطرة النظام بريف الحسكة الغربي. وقال عضو «شبكة الحسكة الحدث» الإعلامية محمد إسلام: «إن الوحدات شنت هجومًا على القرية للسيطرة عليها، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات، وصلت على أثرها، تعزيزات عسكرية من الفوج 154 النظامي».
وأوضح إسلام أنها «المرة الأولى التي تندلع فيها اشتباكات بين الطرفين، وأدت إلى محاصرة عناصر من الوحدات داخل المدرسة الثانوية في القرية، إضافة إلى مقتل عنصر وإصابة أربعة آخرين من قواتها، في حين أصيب أربعة مقاتلين من قوات النظام بجروح خطرة»، مؤكدًا أن «وجهاء وأهالي القرية ذات الأغلبية العربية، تدخّلوا لحل المشكلة وأخرجوا عناصر الوحدات المحاصرين، إضافة إلى أخذ تعهد منهم بعدم شن أي هجوم عليها مرة أخرى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.