البنتاغون يستهدف وزير حرب داعش الشيشاني في سوريا

خطة ضرب مكثف للتنظيم المتطرف في ليبيا

البنتاغون يستهدف وزير حرب داعش الشيشاني في سوريا
TT

البنتاغون يستهدف وزير حرب داعش الشيشاني في سوريا

البنتاغون يستهدف وزير حرب داعش الشيشاني في سوريا

بينما قدم البنتاغون خطة ضربات جوية مكثفة على مواقع داعش في ليبيا، ومع أخبار بأن قوات الكوماندوز الأميركية تخطط لهجوم على الرقة، عاصمة داعش في سوريا، قال تلفزيون «سي إن إن»، صباح أمس، على لسان مسؤول عسكري، إن البنتاغون لم يتأكد إذا قتل أبو عمر الشيشاني، من قادة تنظيم داعش في سوريا، في الهجوم الجوي الذي شنته، أول من أمس، طائرة «درون» (دون طيار) على موقعه في الشدادي، في سوريا.
وأضاف المسؤول بأن الشيشاني الذي يسمى أيضًا «صاحب اللحية الحمراء»، ويعتبر وزير الحرب في تنظيم داعش في سوريا، كان يقود المقاتلين في الشيشان ضد القوات الروسية هناك لأكثر من عشرة أعوام، قبل أن ينتقل إلى سوريا للانضمام إلى داعش.
وأمس، نقلت وكالة «رويترز» تصريح مسؤول في قوات حماية الشعب الكردي التي تحارب داعش في منطقة الشدادي، بأنه تلقى معلومات بأن الشيشاني قتل، لكنه قال إنه ليس متأكدا من صحة ذلك.
وأمس، نشر موقع «سايت» في واشنطن، وهو موقع يتابع فيديوهات ومواقع المنظمات الإرهابية، معلومات عن الشيشاني، منها أنه القائد المسؤول عن شمال سوريا في تنظيم داعش، وأيضا عضو في مجلس شورى داعش. ووصفه فيديو نشرته داعش في عام 2014 بأنه «القائد العسكري» للتنظيم، وأنه مقرب من أبو بكر البغدادي، خليفة داعش.
قبل عامين، رصدت وزارة الخارجية الأميركية مبلغ خمسة ملايين دولار مكافأة للقبض عليه. وتصفه، في نشرة معلوماتنا عن الإرهابيين، بأنه «قائد من قيادات داعش في سوريا، وله سجل طويل في العمل الإرهابي، ويهدد مباشرة الأمن الأميركي وأمن الحلفاء».
أمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنه رغم أن داعش صارت تضعف تدريجيا بسبب الضربات الجوية المكثفة من طائرات التحالف الدولي، بالإضافة إلى ضربات الطائرات الروسية في سوريا، «تظل تحتفظ بمناطق واسعة في سوريا، والعراق، والآن في ليبيا».
جاء ذلك في رأي كتبه ديفيد إغناتيوس، كاتب عمود في الصحيفة. وأضاف بأن داعش تظل «شبكة إرهابية عالمية»، وأنها تبدو مستعدة لاستخدام أسلحة كيميائية. لكنه قال، في الجانب الآخر: «بينما ينشر تنظيم الدولة أذرعه في دول أخرى أبعد من العراق وسوريا، كذلك يفعل التحالف الدولي في حملته التي تستهدفه هو وتنظيم القاعدة». وأشار إلى أن كوماندوز العمليات الأميركية الخاصة تضيق الخناق على مقاتلي داعش في شرق سوريا، وتتقدم نحو الرقة، عاصمة داعش، وتستعد لشن «هجوم نهائي» عليها بمساعدة قوات التحالف الدولي.
وقال إن الحملة العسكرية الأميركية في شرق سوريا يديرها خمسون من قوات الكوماندوز الخاصة، بمشاركة نحو عشرين فرنسيا، وربما عشرة بريطانيين، بالإضافة إلى أربعين ألف كردي سوري، ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف الدولي.
أمس، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن البنتاغون قدم إلى البيت الأبيض «خطة اعتبرت الأكثر تفصيلا حتى الآن» لضرب داعش في ليبيا. وتشمل الخطة غارات جوية ضد معسكرات التدريب، ومراكز القيادة، ومستودعات الذخيرة. وتستهدف الخطة فتح الطريق أمام المجموعات الليبية المدعومة من الغرب للاشتباك مع مقاتلي داعش.
لكن، كما قالت الصحيفة، فوجئ بعض كبار المسؤولين، خصوصا في وزارة الخارجية، بنطاق الخطة العسكرية المكثفة. وحذروا من أن مثل هذه الغارات، إذا لم يسبقها تنسيق مناسب، قد تعرض للخطر جهود التحالف الدولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
وبحسب ريتشارد باريت، من مركز «صوفان» الاستشاري، «يبدو أنه القيادي العسكري الأهم، وقاد معارك استراتيجية، إلا أنه لا ينتمي إلى الدائرة السياسية الضيقة» في التنظيم المتطرف.
من الواضح أنه «قيادي متمكن جدا، ويمتلك ولاء المقاتلين الشيشان الذين يعدون قوات النخبة في تنظيم (داعش)»، وفق باريت. وقاد الشيشاني عمليات عسكرية عدة للتنظيم المتطرف في محافظات سورية عدة بينها حلب (شمال) والحسكة (شمالي شرق) ودير الزور (شرق) والرقة (شمال). ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن تنظيم داعش «اعتاد إرسال الشيشاني إلى جبهات القتال في كل مناطق سيطرته».
قاتل الشيشاني الروس ضمن جيش جورجيا في عام 2008. ترك الجيش لأسباب صحية لاحقا قبل أن يتم اعتقاله ويسجن 16 شهرا لحيازته السلاح. برز الشيشاني في سوريا في عام 2012 قائدًا لفصيل «كتيبة المهاجرين»، وغالبيتها من المقاتلين الأجانب. بايع تنظيم داعش في عام 2013، وعين قائدا عسكريا لمنطقة شمال سوريا بين عامي 2013 و2014، وفق ما يقول أيمن التميمي، الباحث والخبير في شؤون المتشددين بمركز الدراسات الأميركي «منتدى الشرق الأوسط»، لوكالة الصحافة الفرنسية.
ولد الشيشاني عام 1986 لأب مسيحي وأم مسلمة، بحسب سيرة ذاتية كتبها مناصرون لتنظيم داعش وتم تداولها على الإنترنت.
وصفه مؤيدو التنظيم المتطرف بـ«المقاتل الشرس» حتى إنهم وجدوا فيه، على حد تعبيرهم، «خالد بن الوليد الجديد»، في إشارة إلى قائد جيوش المسلمين الذي خاض معارك فتح العراق والشام إبان حقبة الخلفاء الراشدين، خصوصا أبا بكر وعمر بن الخطاب.
ورغم أهمية الشيشاني العسكرية، فإن عبد الرحمن يرى أنه «في حال تأكد خبر مقتله، فان التأثير سيكون رمزيا فقط، من دون أثر حقيقي على الميدان لأنه هناك قادة عسكريون آخرون».
يختار تنظيم داعش، وفق عبد الرحمن، «الوجوه التي يريد إبرازها على الساحة الدولية، والشيشاني كان من بين هؤلاء، لكنه يخبئ القادة الحقيقيين بعيدا عن الأنظار».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.