الصدر يهدد باستهداف «سفارتي الاحتلال» الأميركية والبريطانية في بغداد

تحرك لقيادات التحالف الوطني لاحتواء الأزمة قبل تفجر البيت الشيعي

الصدر يهدد باستهداف «سفارتي الاحتلال» الأميركية والبريطانية في بغداد
TT

الصدر يهدد باستهداف «سفارتي الاحتلال» الأميركية والبريطانية في بغداد

الصدر يهدد باستهداف «سفارتي الاحتلال» الأميركية والبريطانية في بغداد

هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سفارتي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة الواقعتين داخل المنطقة المحصنة ببغداد، في حال اقتحم أتباعه المنطقة الخضراء، فيما وعدت وزارة الخارجية العراقية بإصدار بيان لتوضيح موقفها من التهديدات التي أطلقها والتي التزمت السفارتان الصمت حيالها.
وكان الصدر طمأن أمس الثلاثاء البعثات الدبلوماسية والسفارات في المنطقة الخضراء بـ«عدم الاعتداء عليها في حال اختار الشعب الدخول للمنطقة»، باستثناء «سفارات المحتل»، حسب تعبيره، في إشارة لسفارتي واشنطن ولندن. وقال مقتدى الصدر في بيان له أمس الثلاثاء إنه «تناهى إلى مسامعي أن البعثات الدبلوماسية العربية والدولية والسفارات أجمع قد اعترتها بعض المخاوف من الاجتياح الشعبي للمنطقة الخضراء».
وأضاف الصدر أنه «من هنا أصبح لزامًا علي أن أبعث لهم جميعا برسائل تطمين وسلام وأننا قوم لا نعتدي على ضيوفنا أبدًا»، مشيرًا إلى أن «الشعب إذا اختار دخول المنطقة الخضراء فلن يكون هناك أي تعدٍ عليهم بل إن أي تعدٍ عليهم سيكون تعديًا علينا ونحن نرفضه رفضًا باتًا وقاطعًا». وتابع الصدر: «أما سفارات المحتل، أعني السفارتين الأميركية والبريطانية، فقد بعثت لهما رسالة من خلال الخطاب الأخير بأن عليهما السكوت أو الانسحاب من تلك المنطقة»، مؤكدًا أنه «في حال تدخلهما بأي نوع من التدخل، العسكري أو الاستخباري أو الإعلامي، فإن ذلك سيجعلهما ضمن الفاسدين، والخيار لهما وليس لنا».
وخاطب الصدر الشعب العراقي قائلا: إن «كل السفارات في حمايتكم بلا فرق بينها، إلا المحتل منها، فانتظروا قرارًا آخر في وقت آخر بعد أن نرى سكوتها أو تدخلها السلبي وكونوا على قدر المسؤولية لتعكسوا للعالم صورة وضاءة وجميلة»، مضيفا: «لن أسمح بالتعدي عليهم فهو أمر قبيح وغير حضاري على الإطلاق».
من جانبها، أكدت عضوة البرلمان العراقي عن التحالف الوطني وعضوة لجنة العلاقات الخارجية إقبال عبد الحسين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أمن السفارات العربية والأجنبية العاملة في العراق يبقى الأولوية الأولى للحكومة العراقية. لأسباب كثيرة، منها أن العراق كان يعاني خلال فترة النظام السابق من عزلة عربية وأجنبية وبالكاد عملت الحكومات العراقية بعد عام 2003 على إعادة علاقات العراق مع العالم الخارجي وبالفعل أثمر ذلك إرسال الدول لبعثاتها الدبلوماسية إلى العراق في ظل أوضاع بالغة الصعوبة» مبينة أن «أي تهديد لأمن السفارات حتى لو كان بالكلام يعطي رسائل خاطئة عن طبيعة الوضع في العراق على المستوى الأمني بل حتى السياسي».
وأضافت عبد الحسين أن «العراق دولة ذات سيادة وفيه برلمان وحكومة منتخبان وفصل بين السلطات ويحترم علاقاته وتعهداته الخارجية وبالتالي لا ينبغي أن تنعكس الخلافات الداخلية بين الفرقاء السياسيين على الخارج وخاصة السفارات العربية والأجنبية التي تعد حمايتها وتأمين كل ما يلزم لعملها مسألة أساسية وفي غاية الأهمية».
واستبعدت عضوة العلاقات الخارجية البرلمانية «إمكانية اقتحام المنطقة الخضراء في مثل هذه الظروف وأن المساعي مستمرة لإيجاد حل للخلافات الحالية بين الكتل السياسية». وردا على سؤال بشأن المباحثات الجارية بين أطراف التحالف الوطني لإقناع الصدر بالتخلي عن خياراته بتحريك الشارع للضغط على العبادي من أجل اختيار حكومة تكنوقراط مستقلة قالت عبد الحسين إن «المشكلة التي يواجهها الجميع هي أنهم يريدون جميعا حكومة تكنوقراط لكن كل طرف لا يريد التفريط بوزرائه وممثليه في الحكومة وذلك بسبب المحاصصة الطائفية والعرقية وهي واحدة من المشاكل التي لا تزال تعيق تغيير الحكومة».
وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر عراقي مقرب من التحالف الوطني، فإن «قيادات شيعية بارزة في حزب الدعوة والمجلس الأعلى من خارج التشكيلة الحكومية والبرلمانية باتوا يقودون حراكا سياسيا من أجل تقريب وجهات النظر بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء حيدر العبادي وبعض أطراف التحالف الوطني للحيلولة دون تفجر الأوضاع بما ينعكس سلبا على تركيبة البيت الشيعي». وأضاف المصدر أن «بعض هذه القيادات كان لها دور في التغيير الذي حصل عام 2014 باستبعاد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والمجيء برئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي لا سيما أن بعض هذه الشخصيات مقربة من المرجعية الدينية في النجف». وأوضح أن «زعيم التيار الصدري ربما يكون نجح حتى الآن في إبعاد المالكي عن أي ترتيبات مستقبلية داخل التحالف الوطني وهو ما يعني تصفية لحسابات الصدر مع فصائل مسلحة كانت قد انشقت عن التيار الصدري (في إشارة إلى عصائب أهل الحق) والتي كانت تحظى بدعم المالكي خلال ولايته الثانية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.