«الطوب» المزروع يلج عالم البناء

يصنع من الرمل والبكتيريا داخل بيوت زجاجية

«الطوب» المزروع يلج عالم البناء
TT

«الطوب» المزروع يلج عالم البناء

«الطوب» المزروع يلج عالم البناء

دخلت شركة «بيو ميسون» (البنّاء العضوي) مرحلة إنتاج «الطوب المزروع» أو «الآجر المزروع» للسوق، بعد 4 سنوات من طرحها فكرة تنمية الطوب أو «البلوك» داخل البيوت الزجاجية الخاصة بزراعة المحاصيل الزراعية.
وتقول الشركة إن الطوب البيئي الذي تنتجه من الرمل والبكتيريا لا يقل متانة وطول عمر عن الطوب الاعتيادي الذي يتم فخره بدرجات حرارة عالية. وعلى هذا الأساس فإنه سيقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون التي تضطلع صناعة الطوب التقليدي بنسبة لا بأس بها من ارتفاع نسبته في الجو على المستوى العالمي.
من الناحية العملية تشبه عملية صناعة الطوب من الرمل والبكتيريا عملية النشوء الطبيعية للمرجان في قيعان البحار، إلا أن الطوب المزروع أكثر متانة، بحسب تيد توك مؤسس الشركة. ويجري في البداية تشكيل الرمل بشكل مستطيلات صغيرة، ثم يضاف إليها الماء والبكتيريا. يحل الماء محل الهواء المنتشر بين جزيئات الرمل، وتحول المستطيل الرملي إلى قالب.
تعمل البكتيريا بعد ذلك على تحويل ذرات الرمل إلى كريستالات صلبة من كربونات الكالسيوم. وبعد ثلاثة إلى خمسة أيام ينشف الرمل ويتحول إلى طوب، وتموت البكتيريا بعد قطع مصادر التغذية عنها. المهم أيضًا أن من الممكن استخدام الماء، بعد انتهاء زراعة الطوب، مجددًا، وكذلك استخدام «علف البكتيريا فيه»، لتسميد بقية النباتات في الحديقة الزجاجية.
تنتج «بيو ميسون» في «مزارعها» حاليًا 1500 طوبة في الأسبوع، وتبحث عن شركات كبرى تمولها وصولاً لإنتاج 1.23 مليار طوبة في السنة على المستوى العالمي. وهذه كمية يمكن، عندما تُصف طوب فوق أخرى، أن تكفي لسد المسافة بين القمر والأرض، ذهابا وإيابا، 325 مرة. وهذا سيقلل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 800 مليون طن سنويًا.
أسس الأميركي تيد توك شركة «بيو ميسون» في عام 2012 بالاشتراك مع بعض العلماء البيئيين والمعماريين، ووظفوا نحو 2.5 مليون يورو في تطوير فكرة تنمية الطابوق في الحدائق الزجاجية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.