أربطة يد لترجمة لغة الإشارات

تساعد على التواصل بين المعوقين سمعيًا والأشخاص الأصحاء

رباط اليد «ميو» يترجم لغة الإشارات
رباط اليد «ميو» يترجم لغة الإشارات
TT

أربطة يد لترجمة لغة الإشارات

رباط اليد «ميو» يترجم لغة الإشارات
رباط اليد «ميو» يترجم لغة الإشارات

ربما سوف يتمكن المصابون بإعاقة سمعية من التواصل بسهولة وسرعة أكبر من خلال لغة الإشارات مع آخرين لا يفهمونها، بمعاونة زوج من أربطة «ميو» لليد للتحكم في الإشارات والإيماءات وجهاز كومبيوتر أو هاتف ذكي. هذا ما أعلنه فريق من الباحثين في جامعة ولاية أريزونا قالوا إن بمقدورهم تحقيقه عبر مشروع يدعى «سيبتر» (الصولجان).

رباط يد

وفي إطار المشروع، يعتمد الباحثون على رباط لليد لتعليم برنامج كومبيوتري، عددًا من الإشارات الخاصة بلغة الإشارة الأميركية. بعد ذلك، عندما يرتدي شخص ما مثل هذه الأربطة حول يديه، فإنه مع استخدامه يده في صنع واحدة من تلك الإشارات، فإن البرنامج يبحث عما يقابلها من كلمات أو عبارات بقاعدة بيانات «سيبتر» لتظهر مكتوبة على شاشة.
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا من خلال هذا الابتكار الجديد من تيسير عملية التواصل في المواقف الطارئة بشكل خاص، كتلك التي تطرأ داخل عيادة طبيب أو مستشفى، من دون الحاجة للجوء إلى التواصل الكتابي أو الاعتماد على كاميرات للتعرف على لغة الإشارة، مثلما توصل بحث آخر معني بتيسير التواصل عبر لغة الإشارة. ومن المقرر المشاركة بورقة بحثية عن هذا المشروع خلال مؤتمر الوصلات الذكية في مارس (آذار) الحالي.
خلال المشروع الجديد، اعتمد الباحثون على رباط اليد «ميو» Myo لجعل «سيبتر» يعمل، وذلك لتضمنه وحدة قياس لتتبع الحركة ومجسات لرصد حركة العضلات، مما يجعل من الممكن استخدامه في المعاونة على تحديد الأشكال التي تصنعها الأصابع. كما تولى الباحثون تدريب برنامج للتعرف على مجموعة متنوعة من إشارات لغة الإشارة الأميركية، علاوة على الإشارات الخاصة بالحروف الفردية والأعداد من واحد إلى عشرة، والتي يؤديها جميعها شخص يرتدي رباط «ميو» حول معصمه.
ومن الممكن تشغيل «سيبتر»، وهو مشروع بحثي يترجم لغة الإشارة إلى نص باستخدام رباط المعصم «ميو»، من خلال كومبيوتر أو هاتف ذكي. وبعد توجيه مستخدمين لتدريب برنامجهم على 20 إشارة مختلفة من لغة الإشارة الأميركية، مثل «بيتزا» و«سعيد» و«برتقالة»، من خلال تكرار كل منها ثلاثة مرات، خلص الباحثون إلى أن «سيبتر» نجح في فك شفرة الإشارة بصورة صحيحة بنسبة قاربت 98 في المائة.
وخلال مقطع مصور يشرح كيفية عمل البرنامج، ارتدى براجوال بوديال، طالب خريج جامعة ولاية أريزونا، الذي شارك في قيادة فريق البحث، رباط المعصم واستخدم يديه في الإشارة لأشياء مختلفة التي ظهرت لاحقًا على شاشة كومبيوتر، مثل «طيلة الصباح» و«صداع» و«لا أستطيع النوم».

إشارات ونصوص

بعد ذلك، ظهرت الإشارات كنص داخل الدراسة، علاوة على توافر تطبيق بمقدوره نطقها بسهولة لتيسير إجراء محادثة، حسبما ذكر بوديال. وفي الوقت الذي أظهرت النسخة التجريبية التي أطلقها الباحثون النص عبر شاشة كومبيوتر يتصل بها رباط اليد «ديمو» من خلال تقنية «بلوتوث»، فإن «سيبتر» يمكن كذلك استخدامه من خلال هاتف ذكي، الأمر الذي يعكف الباحثون على إنجازه. (جدير بالذكر أن «ميو» يدعم نقل البيانات من عصابتي اليدين إلى هاتف ذكي واحد، لكن الباحثين أفادوا أن ذلك لم يتحقق عندما أجروا تجاربهم المبدئية).
من جانبه، قال بوديال في حديث نقلته «تكنولوجي ريفيو»: «حال توافر الظروف المثالية، من المفترض أن يتمكن المرء من استخدام هذا البرنامج بأي مكان يذهب إليه».
ويعتمد «سيبتر»، وهو مشروع بحثي يخص جامعة ولاية أريزونا، على رباط اليد «ميو» لترجمة لغة الإشارة إلى نص. ويذكر أن روزبا جفري، الأستاذ المساعد بمركز أنظمة وتقنيات الرعاية الصحية عن بعد التابع لجامعة تكساس إيه آند إم، قد أنجز عملاً مشابهًا، لكنه تضمن بناء مجسات، بدلاً من الاعتماد على أجهزة خارجية.
وأشار جفري إلى أن هناك عددًا من القضايا التي ينبغي تسويتها لجعل برنامج مثل «سيبتر» ينجح مع المستهلكين، منها أنه عندما تضع مجسات لرصد حركة العضلات على الجسم، فإن النظام المعتمد عليها ينبغي معايرته إلا إذا كان في الموقع ذاته، الذي كان به مسبقًا. كما أن هناك حاجة للأخذ في الاعتبار التنوعات الطفيفة بين أساليب رسم الأفراد المختلفين الإشارات نفسها.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».