اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي

معصوم والجبوري طلبا من رئيس مجلس الوزراء تقديم استراتيجية عاجلة لمكافحة الإرهاب والأزمة الاقتصادية

اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي
TT

اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي

اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي

في وقت بلغت فيه الخلافات ذروتها بين أطراف التحالف الوطني (الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي) لا سيما بين رئيس الوزراء القيادي في حزب الدعوة ودولة القانون حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتهديد الأخير اقتحام المنطقة الخضراء، فقد نجحت ضغوط مارستها المرجعية الشيعية العليا ممثلة بعلي السيستاني ووفد إيراني حضر خصيصا لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بين مكونات التحالف الوطني إلى عقد اجتماع في كربلاء ضم العبادي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي وإبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني وحسين الشهرستاني الذي يترأس كتلة «مستقلون» داخل دولة القانون وخضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية السابق.
وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من قيادي بارز في إحدى الكتل الشيعية المقربة من أجواء اجتماع كربلاء أمس، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه فإنه «في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، طلب العبادي اجتماعا استثنائيا مع كل من رئيسي الجمهورية فؤاد معصوم والبرلمان سليم الجبوري، لبحث مستجدات جديدة طرأت على الساحة السياسية. حيث قدم تصوراته التي يروم تقديمها إلى الاجتماع الذي سيحضره في مدينة كربلاء طالبا منهم تقديم رؤاهم بهذا الصدد».
وأضاف السياسي المطلع أن «الرئيس معصوم شجع العبادي على أهمية مواصلة حواراته مع القادة الشيعة لأنه من دونهم سيواجه مشاكل وصعوبات ستنعكس بالضرورة على الأوضاع العامة في البلاد».
وأكد المصدر أنه «سبق لقاء أمس، عقد لقاء قبل أيام في مدينة النجف بين زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم ومقتدى الصدر، قبيل مظاهرات الجمعة مقابل المنطقة الخضراء. حيث طلب الحكيم من الصدر اللقاء بوفد إيراني حضر لغرض المساهمة في توحيد الصف الشيعي غير أن الصدر رفض لقاء الوفد الأمر الذي أنهى الاجتماع بين الرجلين دون اتفاق حيث لم يصدر بيان كما لم يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا مثلما جرت العادة».
وكشف السياسي المطلع أن «رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كان قد أبدى انزعاجه مما يجري وأنه كتب إلى سياسي آخر أن ما يجري عبارة عن مهزلة وأنه أبدى استعداده لاستخدام نفوذه داخل الجيش والحشد الشعبي من أجل تغيير الوضع في حال تأزمت الأوضاع وفقد العبادي القدرة على السيطرة».
لكن القيادي الشيعي يرى أن «المالكي يخشى في حال تمكن الصدر من السيطرة على الأمور ودخل أتباعه المنطقة الخضراء أن تصل النار إليه في ظل تأزم شديد للعلاقة بينه وبين الصدر».
وأوضح أن «المرجعية ضغطت على الصدر بحضور اللقاء الذي تم الاتفاق على عقده في كربلاء لعدم إمكانية مجيء الصدر إلى بغداد وكذلك عدم موافقة قادة التحالف الوطني على لقاء الصدر بالنجف حيث تم اختيار كربلاء لهذا السبب ولكون ممثلي المرجعية العليا قريبين من أجواء الاجتماع».
وبشأن النتائج التي انتهى إليها لقاء كربلاء والتي قد لا تعلن بشكل كامل للجمهور، قال القيادي إن «قادة التحالف الوطني أبلغوا العبادي أن عليه حسم أربعة ملفات أساسية تتعلق بالإرهاب والأزمة الاقتصادية والسياسية والإصلاح الشامل وأن عليه أن يقدم رؤية استراتيجية كاملة في غضون أسبوع بحيث يتبناها التحالف الوطني»، مبينا أن «قادة التحالف أبلغوا العبادي أنه إما أن يقدم هذه التصورات وإما أنه في حال أراد العمل وحده فإنهم سيتركون له الخيار ولكنهم لن يقدموا أي دعم له».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.