تونس: القضاء يبطل حل حزب المؤتمر.. ويؤجل التحاقه بحزب المرزوقي

نقابة قوات الأمن الداخلي تقرر تعليق جميع أنواع الاحتجاجات

تونس: القضاء يبطل حل حزب المؤتمر.. ويؤجل التحاقه بحزب المرزوقي
TT

تونس: القضاء يبطل حل حزب المؤتمر.. ويؤجل التحاقه بحزب المرزوقي

تونس: القضاء يبطل حل حزب المؤتمر.. ويؤجل التحاقه بحزب المرزوقي

قررت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية، أمس، إيقاف تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس الوطني الاستثنائي لـ«حزب المؤتمر من أجل الجمهورية»، وهو الحزب الذي أسسه سنة 2002 المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، والقاضية بدمج حزب «المؤتمر» مع حزب «حركة تونس الإرادة»، ونقل جميع ممتلكاته إلى الحزب الجديد.
ويتزعم المرزوقي حزب «حركة تونس الإرادة»، الذي أسسه على أنقاض «حزب المؤتمر»، وهو الحزب الذي أوصل المرزوقي إلى سدة الرئاسة في انتخابات سنة 2011، لكنه مني بهزيمة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت نهاية سنة 2014.
وفي هذا السياق، أكد سمير بن عمر، القيادي في «حزب المؤتمر»، لـ«الشرق الأوسط» أن 19 عضوا من مؤسسي حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» رفعوا قضية عاجلة ضد عماد الدايمي، رئيس حزب المؤتمر، للمطالبة بإبطال القرارات الصادرة عن المجلس الوطني الاستثنائي للحزب، الذي انعقد في 13 فبراير (شباط) الماضي، وتقرر على أثرها حل حزب المؤتمر، ودمجه مع «حركة تونس الإرادة».
وعدّ بن عمر في تصريحه أن الاجتماع الذي ضم قيادات حزب «حركة تونس الإرادة»، الذي يتزعمه المرزوقي، مع المنخرطين فيه، داخل مقر حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، سمي، على حد تعبيره، «مجلسا وطنيا زورا وبهتانا»، وذلك في ظل غياب شبه كلي لأعضاء المجلس الوطني لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، مؤكدا أن تلك القرارات لا تلزم في شيء حزب المؤتمر الذي شارك في انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان) سنة 2011، وتمكن من الوصول إلى الحكم بمعية «حركة النهضة» وحزب «التكتل»، وذهب القضاء التونسي في الاتجاه نفسه، وأنصفه، على حد قوله.
وتمسك بن عمر بالإبقاء على هياكل حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، وقال إن حلها «لا يمكن من الناحية القانونية إلا عبر عقد مؤتمر استثنائي للحزب، كما ينص على ذلك نظامه الداخلي».
وأعلن بن عمر عن تشكيل هيئة سياسية مؤقتة لتسيير حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» إلى حين انعقاد هياكله الشرعية، موضحا أن «القيادات السابقة في حزب (المؤتمر من أجل الجمهورية) وبعد انضمامهم إلى الحراك، يعدون مستقيلين، ولا صفة رسمية لهم داخل الحزب، ومن بينهم الأمين العام السابق عماد الدايمي».
وفي المقابل، نفى عدنان منصر، الأمين العام لحزب «حراك تونس الإرادة» ما تم تداوله حول رفض الحكومة الترخيص القانوني للحزب الذي يتزعمه المنصف المرزوقي، وقال في تصريح إعلامي إن الأمر يتعلق ببعض النقاط الشكلية، وبنقص في الوثائق المكونة لمطلب الترخيص، وهو ما سيقع تلافيه، على حد قوله.
على صعيد غير متصل، قررت النقابة التونسية لقوات الأمن الداخلي أمس تعليق جميع أشكال الاحتجاج التي أعلنت عنها الأربعاء الماضي، والتي تتضمن تنظيم يوم احتجاج على مستوى الجهات، ينطلق بداية من أمس. وقالت النقابة في بيان لها إن «هذا القرار من باب المسؤولية الوطنية ونكران الذات، وتكريس العقيدة الأمنية وتغليب المصلحة العامة، خاصة بعد التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها جهة بن قردان من ولاية (محافظة) مدنين، قصد تسخير كل الطاقات لاجتثاث الإرهاب من البلاد». لكن النقابة طالبت الحكومة بالالتزام بتعهداتها في تعديل الاتفاقية المبرمة بين وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة، المتعلقة بتحسين الوضع المادي والاجتماعي لموظفي مؤسسة الأمن والسجون.
وكان المئات من رجال الأمن الغاضبين قد نظموا قبل نحو أسبوع وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة، انتهت بمحاولة اقتحام مقر الحكومة، وهو ما أدى إلى رفع قضية متابعة قانونية ضد ثلاثة من قيادات نقابة قوات الأمن الداخلي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».