الحظ يبتسم لليستر بسقوط ملاحقيه الثلاثة على القمة الإنجليزية

خسارة توتنهام وآرسنال ترفع من سخونة مواجهتهما في ديربي لندن غدًا.. وليفربول منتشٍ بالثأر من سيتي

آشلي وليامز قائد سوانزي يحتفل بهدفه في مرمى آرسنال (رويترز)
آشلي وليامز قائد سوانزي يحتفل بهدفه في مرمى آرسنال (رويترز)
TT

الحظ يبتسم لليستر بسقوط ملاحقيه الثلاثة على القمة الإنجليزية

آشلي وليامز قائد سوانزي يحتفل بهدفه في مرمى آرسنال (رويترز)
آشلي وليامز قائد سوانزي يحتفل بهدفه في مرمى آرسنال (رويترز)

رغم شعور المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري بالحسرة لتعادل فريقه ليستر سيتي (المتصدر) مع ضيفه وست بروميتش ألبيون 2/ 2 في افتتاح المرحلة الثامنة والعشرين، إلا أنه بالطبع في قمة السعادة بعد سقوط ملاحقيه الثلاثة توتنهام وآرسنال ومانشستر سيتي خاسرين في ختام الجولة.
وكان الطريق ممهدًا أمام توتنهام للحاق بليستر في الصدارة والتربع عليها بفضل فارق الأهداف في حال الفوز على وستهام لكنه سقط خاسرا بهدف نظيف وتراجع بفارق 3 نقاط عن صاحب القمة.
وبعد سقوط توتنهام أمام جاره وستهام، خسر وآرسنال أمام سوانزي سيتي (1 - 2) ومانشستر سيتي أمام ليفربول (صفر - 3) فيما يبدو أن كل شيء يصب هذا الموسم في مصلحة فريق ليستر «الصغير».
ومنيت مساعي توتنهام لإحراز أول لقب في الدوري الإنجليزي لكرة القدم منذ 1961 بلطمة كبيرة، لأنه كان يعشم نفسه بانتصار على وستهام قبل مواجهة آرسنال في ديربي العاصمة السبت.
وتأخر توتنهام بهدف من ضربة رأس سجله ميخائيل أنطونيو بعد مرور سبع دقائق، ونادرًا ما بدا أن بوسعه إدراك التعادل، وواجه صعوبات في اختراق الدفاع الصلب لمنافسه اللندني.
وقال ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام: «لم نجد حلا من أجل اللعب بطريقتنا المعتادة. في الشوط الأول كنا في غاية السوء، وفي الثاني حاولنا اللعب بطريقتنا المعتادة لكن الأمر كان صعبًا».
وأفاق توتنهام، الذي فشل في تسديد أي كرة على المرمى في الشوط الأول لثاني مرة فقط في 13 عامًا، بعد استئناف اللعب في الشوط الثاني، وأخفق هاري كين في فرصتين إحداهما من مدى قريب.
وكانت هذه أول هزيمة لتوتنهام خارج ملعبه منذ الجولة الافتتاحية للموسم والأولى في الدوري منذ تعثره على أرضه أمام ليستر سيتي المتصدر في منتصف يناير (كانون الثاني).
وبقي ليستر في صدارة الترتيب برصيد 57 نقطة متقدما بثلاث نقاط على توتنهام وبست نقاط على آرسنال و10 عن سيتي ومانشستر يونايتد. وقال بوكيتينو: «الدوري الإنجليزي الممتاز هو البطولة الأكثر تنافسية في العالم ويمكن رؤية ذلك كل أسبوع»، وأضاف: «عندما تخسر يمكنك التحجج بأن الفريق يشعر بالإنهاك أو شيء من هذا القبيل، لكن الحقيقة أنها كانت ليلة سيئة بالنسبة لنا.. اللاعبون يشعرون بالحزن، ولكن الحقيقة أننا متحفزون لمواصلة المنافسة على الصدارة».
وأسعد الانتصار جماهير وستهام في آخر قمة ضد توتنهام باستاد ابتون بارك قبل الانتقال للاستاد الأولمبي في الموسم المقبل، وقال المدرب سلافن بيليتش إن فريقه كان يجب أن يفوز بنتيجة أكبر.
وأضاف المدرب الكرواتي: «سنلعب بقية مباريات الموسم بثقة كبيرة. كنا نواجه فريقًا هو على الورق من أفضل فرق إنجلترا»، وبالفوز على توتنهام أصبح وستهام صاحب المركز السادس على بعد نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي الرابع الذي يملك مباراة مؤجلة.
وقال بيليتش: «حققنا أمورًا غير واقعية هذا الموسم، لكن لا يوجد ما يمنعنا من الحلم أو محاولة تحقيقه، أتمنى أن نستطيع التطلع للتأهل لدوري الأبطال في المستقبل. على المدى البعيد لا توجد مشكلة، وهو من ضمن خططي خاصة مع الانتقال إلى ملعب جديد وحجم الإيرادات والجماهير ومكانة النادي».
وسيحل وست هام ضيفًا على جوديسون بارك لمواجهة إيفرتون صاحب المركز الحادي عشر في الدوري يوم السبت.
أما في معسكر آرسنال الذي مُنِي بهزيمته الثالثة على التوالي في جميع المسابقات للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان) 2010، فقال مدربه الفرنسي أرسين فينغر الذي يحلم باللقب الأول منذ 2004: «لم نكن محظوظين حقًا فيما يخص إنهاء الهجمات وبعض القرارات التي اتخذت.. يجب أن نستعيد توازننا سريعًا». وسيطر آرسنال على اللعب وتقدم في الدقيقة 15 عبر جويل كامبل لكن وين روتليدغ أدرك التعادل لسوانزي في الدقيقة 32. وقبل 16 دقيقو من النهاية منح آشلي ويليامز قائد سوانزي الفوز لفريقه إثر عرضية أخطأها الحارس بيتر تشيك.
ولن تكون أمام آرسنال الذي خسر في المرحلة السابعة والعشرين أمام يونايتد 2 - 3، فرصة التقاط أنفاسه، لأنه سيخوض مباراة مصيرية السبت في «وايت هارت لين» يحتاج فيها إلى الفوز ليبقي على حظوظه باللقب ولتجنب أيضًا احتمال أن يصبح خارج دوري الأبطال الموسم المقبل، لأنه لا يفصله سوى 4 نقاط عن سيتي ويونايتد الذي يواصل مشواره التصاعدي بعدما حقق فوزه الرابع على التوالي في جميع المسابقات وجاء على حساب واتفورد بهدف متأخر من الإسباني خوان ماتا.
ورغم أن يونايتد افتقر للتماسك أمام واتفورد وبدا أنه سيخرج بتعادل دون أهداف، سجل خوان ماتا هدف الانتصار من ركلة حرة من 25 مترًا ليحقق الفريق فوزه الثاني على التوالي بالدوري ولأول مرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعقب الهولندي لويس فان غال مدرب يونايتد الذي عادت إليه «الحياة» بعد أن كان مهددا بالإقالة بسبب النتائج المخيبة للفريق قائلا: «يجب الإشادة بلاعبي فريقي». وأشرك فان غال رابع أصغر تشكيلة في تاريخ يونايتد (23 عامًا و222 يومًا) وقال بعد الفوز: «عندما تخوض مباراة قوية من الناحية البدنية وتفوز بها في لحظة مهمة لأن جميع منافسيك يخسرون، فهذا أمر مهم للغاية».
من جهته، أعرب الإسباني أندير هيريرا لاعب وسط يونايتد عن فرحته العارمة بعدما اجتياز عقبة واتفورد وقال إن «تحقيق الفوز دون أن يكون الفريق في أفضل مستوياته يظهر رغبتنا في القتال على التأهل لدوري الأبطال».
وأوضح هيريرا: «يجب أن نتحلى بالأمانة فنحن لم نلعب بشكل جيد. أظهرنا حماسا كبيرا وأظهرنا رغبتنا في القتال حتى النهاية، وحتى عندما لا نلعب بشكل قوي تبقى لدينا الرغبة في الفوز». وأضاف: «ندرك أنه منذ عدة أسابيع لم نكن نلعب بشكل جيد، وكنا نخسر مباريات من المفترض ألا نخسرها. كان أمامنا خياران هما الاستسلام أو القتال حتى النهاية، نحن نريد إنهاء المسابقة ضمن فرق المربع الذهبي. هذا ليس سهلا.. لكننا مانشستر يونايتد إذا كان المنافس يريد الفوز علينا فإن عليه القتال».
يذكر أن يونايتد يملك فرصة المشاركة في دوري الأبطال حتى لو لم يتمكن من احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري المحلي، وذلك في حال تتويجه بطلًا لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، لكن عليه تخطي غريمه الأزلي ليفربول، الطامح للأمر ذاته، في الدور ثمن النهائي قبل التفكير بلقبه الأولى في المسابقة القارية الثانية من حيث الأهمية.
وكان ليفربول قد انتفض وحقق انتصارًا ثأريًا على ضيفه مانشستر سيتي بثلاثية أفسدت احتفالات الأخير بلقب كأس المحترفين الإنجليزية. ونجح ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب في الرد بعد أيام معدودة على الخسارة بركلات الترجيح أمام فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني في نهائي كأس الرابطة. وأنهى ليفربول الشوط الأول لصالحه بهدفين نظيفين سجلهما آدم لالانا وجيمس ميلنر في الدقيقتين 34 و41 ثم عزز روبرتو فيرمينو فوز الفريق بالهدف الثالث في الدقيقة 57.
وبالنسبة لمانشستر سيتي الذي تلقى هزيمته الثالثة على التوالي في الدوري للمرة الأولى منذ نوفمبر 2008، فالوضع أصبح أكثر تعقيدًا ليس لأنه يتخلف بفارق 10 نقاط عن ليستر وحسب، بل لأن جاره اللدود مانشستر يونايتد أصبح على المسافة ذاتها منه، وأصبح بالتالي يهدد مشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وقال بليغريني بعد الخسارة المذلة في معقل ليفربول: «من الصعب إيجاد الأعذار، لكني أرى أن الفريق لم يستعد كامل عافيته بعد الذي عاشه الأسبوع الماضي»، حيث تواجه مع دينامو كييف الأوكراني في ذهاب الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا (فاز خارج ملعبه 3 - 1) ثم التقى ليفربول في نهائي كأس الرابطة (فاز بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي).
وواصل: «يبدو أن الدوري الممتاز يواصل مشواره على المنوال الذي بدأ فيه، والمنافسة متقاربة جدًا. سنواصل قتالنا».
وأضاف: «في اليومين الماضيين تدربنا بشكل خفيف جدا.. كنا نحاول فقط التعافي لكن من البداية تفوقوا هم في كل الكرات وكانت سرعتهم عالية.. أعلى من فريقنا. لم نهاجم أو نصنع فرصًا بشكل جيد ولم نكن منتعشين لنلعب بأسلوبنا».
ومن المستبعد أن يحظى المدرب التشيلي الذي سيترك النادي في نهاية الموسم ليفسح المجال أمام الإسباني جوسيب غوارديولا، بالكثير من التعاطف من منافسيه في الدوري الإنجليزي الممتاز بالنظر لتشكيلته التي تعد من الأفضل في أوروبا. في المقابل كان الفوز ثأرًا بسيطًا لكلوب مدرب ليفربول الذي علق قائلا بعد المباراة: «يا إلهي. ماذا حدث؟ كان أمرًا جيدًا للغاية كي أكون أمينًا. يظهر ذلك لنا ما الذي يمكن أن يفعله اللاعبون».
وتقدم ليفربول بالفوز إلى المركز الثامن في الترتيب لكنه لا يزال بعيدا بفارق ست نقاط عن سيتي صاحب المركز الرابع في الصراع على مقاعد التأهل لدوري أبطال أوروبا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».