صفقة مشيري.. هل تضع إيفرتون بين مصاف الكبار؟

المساهم الأكبر الجديد يعد بشراء لاعبين جدد.. والاحتفاظ بالمواهب المتألقة بعد زيادة الرواتب

أموال مشيري ستقنع روس باركلي بالبقاء في إيفرتون  و مارتينيز يرى أن الاستثمار الجديد سيدفع إيفرتون إلى مستوى آخر (رويترز)
أموال مشيري ستقنع روس باركلي بالبقاء في إيفرتون و مارتينيز يرى أن الاستثمار الجديد سيدفع إيفرتون إلى مستوى آخر (رويترز)
TT

صفقة مشيري.. هل تضع إيفرتون بين مصاف الكبار؟

أموال مشيري ستقنع روس باركلي بالبقاء في إيفرتون  و مارتينيز يرى أن الاستثمار الجديد سيدفع إيفرتون إلى مستوى آخر (رويترز)
أموال مشيري ستقنع روس باركلي بالبقاء في إيفرتون و مارتينيز يرى أن الاستثمار الجديد سيدفع إيفرتون إلى مستوى آخر (رويترز)

باع الملياردير البريطاني من أصل إيراني فرهاد مشيري 15 في المائة من أسهمه في آرسنال، الجمعة الماضي، وأكد على صفقة شرائه 49.9 في المائة من أسهم إيفرتون، أمس (السبت)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن موافقة الدوري الإنجليزي الممتاز على صفقة استحواذه الأخيرة، ولم يتناول بعد التفاصيل الدقيقة للمبالغ التي سينفقها المدرب روبرتو مارتينيز على صفقات شراء جديدة للاعبين.
ظاهريًا، قد يرى البعض في هذه الأنباء دليلاً على أن بحث بيل كينرايت رئيس النادي طيلة عقد عن استثمارات جديدة قد انتهى بين ليلة وضحاها، بيد أن الحقيقة أن انضمام الملياردير البريطاني الإيراني لأسرة حملة الأسهم داخل نادي إيفرتون يحمل دلالات مغايرة تمامًا. وقد يبشر هذا التغير بانطلاق «الحقبة الجديدة» التي أعلن عنها مارتينيز. من ناحيته، لا يملك مدرب إيفرتون رقمًا محددًا بخصوص ميزانية شراء لاعبين جدد خلال هذا الصيف. ومع ذلك، فإنه يدرك جيدًا أنه بمجرد إقرار الملياردير مشيري كأكبر حامل أسهم في إيفرتون، ستكتب بذلك نهاية الفترة التي تراجع فيها إيفرتون ماديًا أمام أندية أخرى مثلما حدث أمام ويست هام يونايتد في صفقة شراء ديمتري بايت الصيف الماضي.
ومن المقرر هذا الصيف إلغاء الحد الأقصى للأجور داخل النادي، وستكون الخطوة الأولى بعد قدوم مشيري محاولة إقناع كل من روس باركلي وجون ستونز وروميلو لوكاكو بالبقاء في النادي بناءً على عقود طويلة الأجل. ومن المتوقع أن تكون مهمة إقناع بعض اللاعبين أسهل عن إقناع البعض الآخر. من جانبه، قد يفضل مارتينيز شراء لاعبين ناشئين يتمتعون بإمكانات كبيرة، بدلاً من استقدام نجوم بارزين بالفعل - لكن العامل الحاسم في النهاية سيكون الضرورة التي يفرضها الواقع. وقد ينتهي به الحال إلى الاختيار من كلتا الفئتين. علاوة على ذلك، يعي مارتينيز جيدًا أن قدوم مالك جديد للنادي يتمتع بموارد مالية تكافئ طموحات إيفرتون، يزيد من الضغوط على عاتقه. وعن ذلك، قال: «إننا نريد بالفعل خلق هذه التوقعات ومعها تأتي الضغوط التي يتعرض لها المرء كي يلبي التوقعات. ومع ذلك علينا أن نتذكر أن هناك دومًا ضغوطًا».
أيضًا من القضايا الأخرى على أجندة الصيف الخاصة بمشيري، وضع نهاية لملحمة استاد إيفرتون. وينوي رجال الأعمال الذي يتخذ من موناكو مقرًا له التوصل لقرار حاسم بخصوص الاستاد الجديد عند نهاية الموسم. تجدر الإشارة إلى أن مشيري يحتفظ بأسهم في شركة «ميتالونفست» الروسية للتعدين وتصنيع الحديد الصلب، التي يملك فيها شريكه التجاري عليشر عثمانوف النصيب الأكبر. جدير بالذكر أن الخيارات المختلفة المتعلقة بهذا الأمر جرت مناقشتها بالفعل خلال عملية استحواذه على أسهم في إيفرتون. ورغم أن خيار إعادة تطوير استاد غوديسون لم يستبعد تمامًا، فإنه بعد مشروعين فاشلين لتطوير الاستاد في ظل رئاسة كينرايت، لا يزال إيفرتون يأمل في الانتقال إلى والتون هول بارك، لكنه بحاجة لدعم من مجلس مدينة ليفربول كي يتمكن من تحقيق ذلك. من جانبه، تلقى عمدة المدينة، جو أندرسون، إخطارًا بالاستثمار الوشيك من قبل كينرايت في لندن، الأسبوع الماضي.
وفى كلمته في اجتماع الجمعية العمومية السنوي في نوفمبر (تشرين الثاني)، قال روبرت أليستون، الرئيس التنفيذي لنادي إيفرتون، إن أطرافًا عدة قد تقدموا مع كينرايت للاستثمار في إيفرتون؛ مشيري، والمستثمران الأميركيان جون جاي موريس وتشارلز نويل، بالإضافة إلى مجموعة شركات من منطقة الشرق الأوسط. ويدرك الجميع أن رئيس نادي إيفرتون، الذي يحب عقد مقارنات بين النادي الذي عشقه عندما كان طفلا ونادي آرسنال، يفضل مستثمرًا واحدًا صاحب رؤية مستقبلية بعيدة. كانت الصفقة في بدايتها معقدة بامتلاك مشيري حصة تبلغ 49.9 في المائة، وهى تمثل الحصة التي اشتراها من روبرت أيرل والتي تبلغ 23 في المائة بالإضافة إلى بعض من حصة كينرايت البالغة 26 في المائة وحصة جون وودز البالغة 19 في المائة. وبعد فترة انتقالية عمل فيها إلى جوار رئيس نادي إيفرتون، اتفق مشيري على أن يحوز أغلبية الأسهم.
بيد أن المناخ المالي في إيفرتون سوف يتغير بمجرد أن يحصل الملياردير على موافقة من الدوري الممتاز. «بالطبع سوف يساعدنا هذا على الاحتفاظ بأفضل لاعبينا»، حسب مارتينيز قبل المباراة التي أقيمت على ملعب أستون فيلا مساء الثلاثاء الماضي، مضيفًا: «في منظومتنا، دائمًا ما نتقيد ببعض الحدود المالية، وهذا ما يحكمنا كنادٍ لكرة القدم. لكن الآن وفى ظل وجود مستثمر جديد سوف نشهد بداية جديدة لإيفرتون. ويعنى ذلك لو أننا اليوم في ترتيب معين في الجدول فبمقدورنا الصعود في الجدول بعد أن نضيف المزيد من النقاط بفضل الميزانيات الجديدة والمرافق الجديدة وبعد تحسن الأجور. وسوف يساعد العقد الجديد المبرم مع القناة التلفزيونية على الوصول لذلك الهدف إلى حد ما، فما نتحدث عنه هنا يعتبر نقلة مختلفة تمامًا».
ويأمل مارتينيز أن يؤدي ارتفاع المعنويات إلى تحسن نتائج الفريق خلال الثلث الأخير من الموسم. وأبلغ المدرب الإسباني الصحافيين: «يجب علينا أن نتطلع لدوري أبطال أوروبا وأن نتحلى بعقلية الفوز»، وأضاف: «إنها مهمة صعبة ولكن هذا الاستثمار سيدفع الفريق إلى مستوى آخر فيما يتعلق بقدرته على تحقيق الهدف»، وقال: «إنها بداية حقبة جديدة. هو (مشيري) سيأخذنا إلى المستوى التالي. إنه الشخص المثالي»، ويحتل إيفرتون المركز 12 في الدوري ووصل إلى دور الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي حيث سيواجه تشيلسي في 12 مارس (آذار).
وكان إيفرتون أعلن في وقت سابق أن لاعب الوسط محمد بيشيتش وقع عقدًا جديدًا لخمسة أعوام ونصف العام. وانضم اللاعب البوسني الدولي البالغ عمره 23 عاما لإيفرتون قادمًا من فرينسفاروش المجري في يوليو (تموز) 2014 وشارك في 40 مباراة مع الفريق بجميع المسابقات. وأبلغ بيشيتش موقع إيفرتون على الإنترنت «بعد عام ونصف العام مع النادي.. هذا يجعلني فخورًا بتوقيع عقد جديد»، وغاب بيشيتش عن مباراة أستون فيلا لمعاناته من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية لكنه قد يعود ضد وستهام يونايتد السبت».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».