«الإفتاء» المصرية: عدوى الهروب «تنخر» داعش بسبب شعاراته الكاذبة

أجانب يهربون من جحيم التنظيم بعد أن كشفوا أكاذيبه

«الإفتاء» المصرية: عدوى الهروب «تنخر» داعش بسبب شعاراته الكاذبة
TT

«الإفتاء» المصرية: عدوى الهروب «تنخر» داعش بسبب شعاراته الكاذبة

«الإفتاء» المصرية: عدوى الهروب «تنخر» داعش بسبب شعاراته الكاذبة

قالت دار الإفتاء المصرية أمس إن «الشعارات الكاذبة ودعايا تنظيم داعش الإرهابي المُضللة دفعت الأجانب للهروب من الحياة في التنظيم»، مضيفة في تقرير لها أن «التنظيم بات يواجه مأزقا الآن، وخلال الفترة المقبلة بعد أن نخرت وانتشرت «عدوى» الهروب بين أنصاره عقب اكتشافهم زيف (دولة الخلافة) المزعومة»، في حين قال مصدر مطلع بدار الإفتاء إن «الأجانب هربوا من جحيم التنظيم بعد أن ملوا العيش دون تيار كهربائي ودون الشعور بالحياة الطبيعية، فضلا عن مشاهدتهم الموت والقلق المستمر تحت قصف قوات التحالف الدولي»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن الأجانب اكتشفوا خدعة عدم وجود رفاهية الراتب العالي والعيش على البحار والطبيعة الخلابة التي كان التنظيم يتفنن في نشرها لضم عناصر جدد، ليتضح في النهاية للمقاتلين الأجانب أن «الحياة في كنف التنظيم مُغايرة تماما لصورة الخلافة التي في أذهانهم».
ولفتت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إلى حالات الأجانب الذين حاولوا الفرار من التنظيم في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق وليبيا، نتيجة انخداعهم بشعاراته الدينية ودعايته المضللة، قبل أن يتعرفوا على حقيقة الأوضاع على أرض الواقع، وهو ما دفعهم إلى محاولة الفرار من التنظيم، والعودة إلى مجتمعاتهم التي هجروها إلى «أرض الخلافة» المزعومة، مؤكدة أن هذه «الظاهرة (أي هروب المُقاتلين، خصوصا الأجانب) والآخذة في التزايد تُهدد تماسك التنظيم وسيطرته على مقاتليه». ويقدر عدد مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق الآن بنحو 25 ألف مُقاتلا، بعد أن كان 30 ألفا، 40 في المائة منهم أجانب.
وقال تقرير مرصد الإفتاء إنه رصد مؤخرا قيام «داعش» بإعدام ثمانية هولنديين في مدينة معدان السورية، قبل أيام بتهمة الهروب من التنظيم والتحريض ضده، فضلا عن إعدام التنظيم أحد عناصره، وهو تونسي الجنسية، رميا بالرصاص في مدينة الميادين، ثم صلبه على دوار البلعوم في مدخل المدينة، وذلك بعد أن حاول الانشقاق والهرب. وفي مدينة دير الزور، أعدم التنظيم أحد مسؤوليه في الشرطة (والتي يُطلق عليها الحسبة) ويدعى عبد الله أبو الحارث، وكان مسؤولا عن حاجز السياسية في دير الزور، وهو أول المنشقين عن «جبهة النصرة» قبل دخول التنظيم للمدينة ومبايعته للتنظيم في قرية مركدة، ليتم اعتقاله منذ قرابة شهرين ونصف، ويتم إعدامه منذ يومين من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك. ورفض التنظيم تسليم الجثة لذويه.
من جانبه، قال المصدر المطلع في دار الإفتاء إن «تزايد نشر أخبار التنظيم والمقاطع المُصورة لتنفيذ أحكام الإعدام لعناصره الهاربة من المعارك، هو ودليل واضح على ضعف الانسجام بين عناصره والإنهاك الذي أصاب التنظيم خلال الفترة الأخيرة بسبب قوات التحالف الدولي». وأضاف مرصد دار الإفتاء المصرية أن «الهروب وصل إلى (خليفة داعش المزعوم) أبو بكر البغدادي»، حيث رصدت الدار من خلال تقارير لها أن زوجته الألمانية التي تزوجها قبل عام «فرت في ظروف غامضة مع فتاتين كانتا تقومان بمساعدتها في المهام المسندة إليها»، وهو ما دفع التنظيم إلى تكليف قوة خاصة «لتعقب هروب زوجة البغدادي واعتقالها هي ومن معها، بما يعني أن داء الانشقاق والهرب من داعش قد وصل إلى بيت خليفتهم المزعوم»، لافتا إلى أن «التحدي الأكبر للتنظيم الإرهابي في الفترة القادمة سيكون محاولة الحفاظ على تماسكه وترابط أعضائه ومنع انتشار عدوى الهروب من التنظيم إلى أطرافه ومختلف مناطقه».
وقال المصدر المطلع في الإفتاء إن «داعش» سبق له أن أعدم ما يقرب من 280 مقاتلا بسبب انشقاقهم على التنظيم في العراق وسوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط، مضيفا أن «داعش» يحاول الحد من هذه الانشقاقات عن طريق مُصادرة جوازات سفر المنتسبين إليه ليضمن عدم هروبهم من التنظيم، فضلا عن إعدام مقاتليه الذين حاولوا الفرار من مواجهة القوات العراقية بتهمة الخيانة العظمى والسعي للانشقاق عن التنظيم. كما لفت إلى أن جميع عمليات الإعدام التي ينفذها التنظيم تتم في الأماكن العامة وأمام نظرائهم من المقاتلين، كنوع من التخويف وبث الفزع في نفوس المُقاتلين.
وأنشأت دار الإفتاء مرصدا لفتاوى التكفير والآراء الشاذة والمُتشددة للرد عليها بطريقة عملية منضبطة لمواجهة الإرهاب والتطرف الذي يجتاح العالم، ولفت المرصد في تقريره إلى أنه على الرغم من محاولة «داعش» إخفاء سبب إعدامه لعناصره، فإن كثيرا من الروايات والمصادر والأدلة تشير إلى محاولات هرب فاشلة يقوم على إثرها التنظيم بإعدام تلك العناصر، لتكون عبرة لباقي عناصره وعنصر ردع لمن تسول له نفسه الانشقاق عن التنظيم أو مخالفة أوامره.
ودعا مرصد الإفتاء المصرية إلى تكثيف العمل على فضح التنظيم الإرهابي وتوضيح حقيقة أهدافه وطبيعة الحياة التي يبشر بها عناصره في مختلف مناطق سيطرته، ونشر روايات وقصص العناصر الهاربة من جحيم التنظيم، لتكون رادعا لمن تغريه دعاية التنظيم في الانضمام إليه، ولكي تكون تبيانا للناس أمام تشويه الحقائق الصادر عن أبواق التنظيم الإعلامية.
في سياق آخر، أكد مفتي مصر الدكتور شوقي علام، خلال لقائه وفدا رفيعا المستوى يضم 25 قسا من رؤساء وأعضاء أهم كنيستين إنجيليتين بفروعهما في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وجنوب أفريقيا بمقر دار الإفتاء بالقاهرة أمس، أن ما يُبث أو يذاع أو ينشر من أمور ومفاهيم مغلوطة، خصوصا في الغرب هو أمر غير صحيح، لأن المسلمين والمسيحيين يمثلون جناحي مصر.. «ونحن شركاء في هذا الوطن وسنظل كذلك»، مشددا على ضرورة الحوار بين أتباع الديانات وبين البشر جميعا، لأن الحوار يُذيب كثيرا من الأمور والتصورات الخاطئة العالقة بالأذهان.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.