«التحالف» يغطي تقدم قوات الشرعية نحو نقيل بن غيلان شرق صنعاء

ينفذ مناورة عسكرية قبالة سواحل مدينة الحديدة

قوات موالية للشرعية في مأرب (أ.ف.ب)
قوات موالية للشرعية في مأرب (أ.ف.ب)
TT

«التحالف» يغطي تقدم قوات الشرعية نحو نقيل بن غيلان شرق صنعاء

قوات موالية للشرعية في مأرب (أ.ف.ب)
قوات موالية للشرعية في مأرب (أ.ف.ب)

واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، تقدمها في جبهة القتال في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن معارك ضارية دارت في جبهات القتال قرب منطقتي مسورة ومحلي طوال ليل أول من أمس وحتى فجر أمس، وأن «قوات الشرعية تقدمت، بالتنسيق مع رجال القبائل».
وأشارت المصادر إلى أن قوات الشرعية باتت على بعد بضعة كيلومترات من نقيل بن غيلان الاستراتيجي، وذلك بغطاء جوي مكثف لطيران التحالف، الذي استهدف، أيضا، مواقع للميليشيات الحوثية في منطقة صرف في ضواحي العاصمة صنعاء.
وأضافت المصادر الميدانية: «بالنسبة لتقدم المقاومة والجيش في جبهات تحرير محافظة صنعاء خلال الساعات الماضية هو في سياق استراتيجية مضبوطة متعقلة، لأننا كشرعية لدينا مشروع حياة لا موت كما تفعل الميليشيات الانقلابية، وبالتالي تقدم قوات الشرعية محسوب الخطوات رصين التحرك ويعمل في الحسبان كل الاعتبارات العسكرية والسياسية والإنسانية لأنه كما قلت مشروع دولة»، وأكدت أنه «رغم الإمكانية العسكرية الكبيرة لدى الانقلابيين (حول صنعاء)، فإن الشرعية تغلبهم بفارق الطيران، إضافة إلى أن الشعب مع الشرعية وقضيتها عادلة ويتعاون معها الجميع ويحتضنها وينضم إليها كل المواطنين، خصوصا بعد أن يصبحوا في مأمن من إجرام الانقلابيين».
وأكدت مقاومة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أنه كان لتعيين الفريق علي محسن الأحمر، نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، «تداعيات إيجابية وأثر كبير جدا في صفوف ونفوس الانقلابيين، حيث باتوا منقسمين، كما أن الشارع اليمني، وخصوصا في إقليم أزال، اطمأن كون محسن شخصية قوية عاقلة حكيمة تحظى بإجماع كبير جدا حتى في صفوف المتذمرين من الشرعية»، وأردفت أن «الحزام القبلي لصنعاء بات أكثر إيجابية تجاه الشرعية، وذلك لا يعني أن المعركة بسيطة مع الانقلابيين في صنعاء ومن يقول ذلك فهو ساذج لا يفهم تركيبة محيط صنعاء والمصالح التي تربط بالمخلوع».
وفي حين يتزايد الحديث عن اقتراب تحرير العاصمة صنعاء، مع اقتراب قوات الشرعية من تخومها، قال عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية تحرير صنعاء تتخذ حاليا مسارين لا ثالث لهما، الأول: المسار العسكري المتمثل في عملية تحرير الجيش والمقاومة لصنعاء، وهو المسار القائم بقوة ويمثل ما نسبته 90 في المائة من مجمل المسارات التي أكد عليها رئيس الجمهورية وقيادة الأركان وقيادة مقاومة صنعاء»، أما المسار الثاني «فهو الدبلوماسي وليس السياسي لأنه لم يعد هناك مسار سياسي بالنسبة للشرعية تجاه المجرمين الانقلابيين، وباعتقادي أن الرئيس هادي، ومن خلفه التحالف والجيش والمقاومة، حسم أمره بأن أي تعاطٍ سياسي مع المجرمين يعد خيانة لدماء الشهداء وللمصلحة الوطنية وطعنة غادرة في خاصرة المشروع الوطني والتاريخ المشرف للرئيس، وذلك ما أكد عليه في تصريحاته، أمس».
وأضاف القيادي بمقاومة صنعاء: «بالتالي نحن كتضحيات لثورة 11 فبراير (شباط) والمقاومة الممتدة حتى اليوم وكقيادات لمقاومة صنعاء خاصة، مطمئنون للقرارات التي يتخذها الرئيس حفظه الله وسدد خطاه، وأننا ورغم كل المعاناة التي ما زالت تفتك بأسر الشهداء والجرحى والمختطفين وأهاليهم وأبطال المقاومة والجيش الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ أكثر من نصف عام مرابطين في الجبال والشعاب بعيدا عن حسابات السياسيين، نؤمن بقيادتنا السياسية»، وحذر القيادي ثعيل ممن يسمون أنفسهم «طرفا ثالثا محايدا الذين يسوقون أنفسهم على أن لهم علاقة سحرية بالانقلابيين».
على صعيد آخر، ذكرت مصادر في محافظة الحديدة بغرب اليمن أن قوات التحالف نفذت مناورة عسكرية واسعة قبالة سواحل مدينة الحديدة في البحر الأحمر، وأشارت المعلومات إلى أن قوات التحالف أطلقت تحذيرا لنقالات النفط والسفن التجارية في الميناء وطالبتها بمغادرته لتنفيذ مناورتها العسكرية، التي تأتي بعد أقل من يومين على أنباء عن تعزيزات عسكرية كبيرة استقبلتها قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، في مقرها المؤقت بمدينة ميدي، وذلك للمشاركة في تحرير إقليم تهامة وتحديدا عاصمة الإقليم، محافظة الحديدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.