أثار فوز القيادية في حزب الأمة القومي السوداني المعارض سارة نقد الله بمنصب الأمين العام لأكبر حزب جماهيري في السودان مارس (آذار) عام 2014، ضجة وتساؤلات عن شرعية المؤسسات داخل الحزب الكبير، وعن مدى قدرتها لقيادة أكبر كيان سياسي معارض في ظل الوضع السياسي الراهن للسودان. وبعد نحو عامين، لا يزال معارضوها يهمسون جهارا نهارا، بأنها لم تكن جديرة بالمنصب، أما مؤيدوها فيرونها «الأحق به» لأنها من أكثر القيادات السياسية نشاطا وكفاءة بالحزب. سارة نقد الله، التي يعشق أنصارها بمناداتها «ثاتشر السودان»، ظلت طوال 35 عاما تتنقل بين مؤسسات الحزب المختلفة، وتوجت نشاطها أخيرا بكونها أول امرأة ترأس الأمانة العامة. قالت في حوار مع «الشرق الأوسط»، مدافعة عن فشل المعارضة في إحداث تغيير في سياسة نظام الإنقاذ الوطني، إن نظام الإنقاذ أسهم في ذلك بقطع الموارد المالية والإعلامية لتفتيت هذه الأحزاب، ورغم ذلك «حدثت هبات». لكنها أشارت إلى أن الأفضل بالنسبة للسودان حاليا هو الحل السياسي، و«إذا فشلنا سنلجأ لتحريك الشارع». وحول الغموض في خط حزب الأمة، طيلة عهد الإنقاذ، قالت: «نحن الحزب الوحيد الذي لم يشارك في السلطة طيلة 26 سنة وهي عمر الإنقاذ وهذا هو خطنا الواضح جدا».
* يثير توليك لمنصب الأمين العام لحزب الأمة القومي جدلا واسعا داخل عضوية الحزب لماذا؟
- هناك مجموعة من الأعضاء يعتقدون بعدم دستورية الهيئة المركزية التي عقدت في مارس 2014، و«ليس لديهم حق في ذلك» وقد انبثق عنها اختياري كأمين عام للحزب. الاجتماع كان دستوريا وأفرزته ضرورة الموقف، حيث رأى رئيس الحزب الصادق المهدي، عدم توافق الأمين العام السابق مع أجهزة الحزب والقيادة، وتم سحب الثقة عنه، حيث لم يحضر لتقديم تقرير الأداء، وتم ترشيحي والدكتور محمد آدم عبد الكريم رئيس الحزب بولاية شمال دارفور، ودكتور الطاهر حربي عضو المكتب السياسي وانسحب هؤلاء وبالتالي فزت بالتزكية.
* ما شعورك كونك أول امرأة تصبح أمين عام في حزب الأمة؟
- حقيقة لو ترك لي الخيار في قبول منصب الأمين العام في تلك الفترة لكنت رفضت نظرا لظروفي الأسرية، والعملية.. ولكن الضرورة الملحة ومصلحة الحزب والوطن فرضت نفسها، فقبلت.
* كيف استطعت أن تتحملي كل هذه الضغوط والتصريحات التي تشكك في شرعية وجودك منذ توليك لمنصبك؟
- منذ مجيء الإنقاذ تدربنا على تحمل كثير من الضغوط فنحن نعمل في ظل أوضاع صعبة جدا بالإضافة إلى قناعتي بضرورة مخارجة الحزب من أزماته.
* أنت مع من في ظل الاستقطاب الشديد داخل حزب الأمة؟
- أنا مع حزب الأمة القومي وعلاقتي جيدة مع الكل.
* هل وجد ترشيحك لأنك امرأة لمنصب الأمين العام رفضا من أي جهة؟
- أبدا على الإطلاق فحزب الأمة عصري في المفاهيم إذا وجدت معارضة فليس لأنني امرأة رغم أن البعض يقلل من قدرة المرأة على القيادة ويعتقد آخرون أن رئيس الحزب متحيز للمرأة داخل الحزب.
* كنت أول امرأة في الحزب تتولى منصب الناطق الرسمي للحزب هل كان مقدمة لتوليك لمنصب الأمين العام؟
- لا أبدا هذا المنصب استحدث لأول مرة عام 2000 لدواعي المرحلة ووجوب أن يكون هناك ناطق باسم الحزب. قبلها كنت أمينة المرأة في المكتب السياسي، ثم تدرجت وأصبحت مقررا ثم رئيس المكتب السياسي. في عام 2009 تقدمت باستقالتي التي كانت مثار شد وجذب أيضا.
* في رأيك لماذا فشلت المعارضة السودانية في تحريك الشارع؟
- الأحزاب السودانية الديمقراطية جميعها تمر بمنعرج خطيرا جدا لثلاثة أسباب أولها أن المؤتمر الوطني سخر كل آلياته المالية والإعلامية لتفتيت هذه الأحزاب. ثانيا عدم مقدرة الأحزاب المالية، فقد تمت مصادرة ممتلكاتهم وأموالهم وتتضيق الخناق عليهم. وأخيرا عدم مقدرة الأحزاب إعادة بناء قواعدها وهذه النقطة لا تشمل حزب الأمة. وهناك أيضا النقابات كان لها دور أساسي في تحريك الشارع بالإضافة إلى الحركة الطلابية والقطاع الشبابي الذي أصبح فيه مشكلة الآن ولكن رغم ذلك حدثت هبات كثيرة.
* البعض يري أن خط حزب الأمة السياسي لم يكن واضحا خلال الفترة السابقة من عمر حكومة الإنقاذ فما هو تعليقك؟
- تعليقي أن حزب الأمة القومي هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك في السلطة طيلة 26 سنة هي عمر الإنقاذ وهذا هو خطنا الواضح جدا.
* وحدة تيارات حزب الأمة أصبحت هاجسا لكل المنضويين تحت لوائه، لكن لم يحدث أي تقدم في هذا الملف لماذا؟
- فضل الله برمة رئيس لجنة لم الشمل قد بذل مجهودا كبيرا مع كل التيارات وأعتقد أنه وصل إلى تقدم نسبي.
* ألا ترين أن موقفكم من مبارك الفاضل (الأمين السابق) يقدح في دعوة لم الشمل؟
- مبارك الفاضل خرج من حزب الأمة وشارك في الحكومة ويريد أن يعود إلى حضن الأمة القومي على طريقته، ونحن نقول له اذهب حيث تريد لكن لا يوجد لم شمل معه.
* تناقلت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي اللقاء التشاوري بين كوادر المهجر والصادق المهدي بالقاهرة ولاحظنا نزول عدد من البيانات أهمها بيان رئيس الحزب هل هذا يعني عدم الوصول إلى شيء إيجابي؟
- اللقاء التشاروي كان إيجابيا جدا وخرج بتوصيات مهمة أهمها قيام المؤتمر العام الثامن في مدة أقصاها عام وتمثيل جميع الأطراف في لجان المؤتمر الثامن أيضا خرج بتوصية مواصلة رئيس الحزب جهود لم الشمل والمصالحة.
* كيف ترين وضع السودان الآن؟
- السودان يعيش في أسوأ ظروف، والأمم المتحدة أصدرت 66 قرارا ضد السودان منذ مجيء الإنقاذ، وانعدمت الشفافية، وانتشر الفساد. والمواطن السوداني يقتسم البؤس مع بعضه بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
* ما الحل الآن لهذا الوضع المتردي؟
- الحل السياسي المجمع عليه سيكون هو الأفضل للسودان، ولديه معطياته، ونحن توحدنا في نداء السودان، ونحن في مرحلة مناقشة ميثاق ما بعد التغيير، والاتفاق على هيكل واضح، بالإضافة إلى خريطة طريق، ومن ثم سيكون هناك مؤتمر تحضيري تحضره الحكومة والقوى المجتمعة في نداء السودان. ويجب أن يتم الاتفاق على مؤتمر جامع لأهل السودان ويتفقوا على فترة انتقالية ثم تحدث بداية التغيير. وحتى يحدث هذا يجب على الحكومة أن تطلق الحريات العامة وتوقف إطلاق النار، ثم تعمل على تنقية الأجواء من العدائيات.
* هل استبعدتم خيار الثورة على النظام؟
- إذا فشلت كل الحلول سوف نلجأ لتحريك الشارع وهو التحدي الأساسي لنا.
* بعيدًا عن السياسة هل منعك العمل العام من الزواج؟
- لا هي أقدار لكن أحمد الله أني لم أتزوج فمسؤولية العمل العام مع البيت ستكون حملا شاقا.
* ما هوايات السيدة سارة نقد الله؟
- أمارس الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع.. أعشق القراءة، ومكتبة مدبولي في القاهرة. ليس لدي تخصص في ما أقرأ وأشتري كل شهر كتابا.
* سمعت أنك تحبين المسرح؟
- نعم أحب المسرح وخصوصا المسرح السوداني رغم قلة الإنتاج.
* ما المسرحية السودانية التي نالت إعجابك؟
- مسرحية «النظام يريد» التي عرضت في قاعة الصداقة مؤخرا.
الأمينة العامة لحزب الأمة السوداني: الحل السياسي هو الأفضل.. وإذا فشلنا سنلجأ للشارع
سارة نقد الله أو «ثاتشر السودان» قالت لـ {الشرق الأوسط} إن {الإنقاذ} واجهت 66 قرارًا دوليًا وبقيت.. وحزبنا الوحيد الذي لم يشارك في السلطة في عهد البشير
الأمينة العامة لحزب الأمة السوداني: الحل السياسي هو الأفضل.. وإذا فشلنا سنلجأ للشارع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة