نبذة عن أسبوع لندن للموضةhttps://aawsat.com/home/article/576846/%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9
من عرض اليونانية ماريا كاترانزو، التي تعتبر من أهم مصممات لندن حاليا. فقد تخرجت من معاهد العاصمة البريطانية وفازت فيها بعدة جوائز بفضل خيالها الخصب ومهارتها في توظيف الأشكال المعمارية والرسومات ذات الأبعاد الثلاثية في قطع أقرب إلى التحف. في الآونة الأخيرة خففت من هذه الرسمات حتى تخاطب امرأة عالمية، لكنها لم تتنازل عن فنيتها. في تشكيلتها الأخيرة مثلا كانت هناك لفتة لفن البوب آرت وللفنان آندي وورهول إلى جانب نظرة مستقبلية تشي بأن المصممة غيرت دفة الاتجاه، أو ربما فقط أنها نضجت أكثر.
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
نبذة عن أسبوع لندن للموضة
من عرض اليونانية ماريا كاترانزو، التي تعتبر من أهم مصممات لندن حاليا. فقد تخرجت من معاهد العاصمة البريطانية وفازت فيها بعدة جوائز بفضل خيالها الخصب ومهارتها في توظيف الأشكال المعمارية والرسومات ذات الأبعاد الثلاثية في قطع أقرب إلى التحف. في الآونة الأخيرة خففت من هذه الرسمات حتى تخاطب امرأة عالمية، لكنها لم تتنازل عن فنيتها. في تشكيلتها الأخيرة مثلا كانت هناك لفتة لفن البوب آرت وللفنان آندي وورهول إلى جانب نظرة مستقبلية تشي بأن المصممة غيرت دفة الاتجاه، أو ربما فقط أنها نضجت أكثر.
في عام 1971 شعر توني بورتر، الذي كان يبلغ من العمر 80 عاما، أنه من الظلم وغير المعقول أن يكون لباريس وميلان أسبوعهما الخاص، وأن لا يكون للندن، مهد الابتكار وتفريخ المواهب الشابة، أسبوعها. المسألة بالنسبة له لم تكن مسألة استعراض هذا الإبداع أمام العالم، بل إتاحة الفرصة للشباب لاستعراضه أمام المتخصصين حتى يستطيعوا الوصول إلى المتاجر والمحلات. أول محاولة قام بها كلفته ألف جنيه إسترليني وشارك فيها خمسة مصممين فقط. أما الضيوف العالميون الذي قبلوا الدعوة لحضوره، فاستضافهم في بيته الخاص. قصة هذه البداية المتواضعة وتاريخ الأسبوع يرتبطان ارتباطا وثيقا بشخصية هذا الرجل وتاريخه. فقد قام بعدة أعمال، نذكر منها بيع مواد الصباغة في كينيا، وبيع منتجات «بيبا»، ثم راء جزيرة صغيرة على ساحل ديفون البريطانية وترميم فندق تاريخي فيها. ورغم زحمة أعماله وتنوعها، وجد الوقت أن يؤسس وكالة علاقات عامة في الستينات أتبعها بتأسيس أسبوع لندن للموضة. لم تكن هناك منظمة معنية بالأزياء سوى منظمة تصدير الملابس في بريطانيا، لهذا توجه إليها واقترح على المسؤولين فيها فكرته. كانت فكرة وجيهة لم يستطيعوا رفضها رغم أنهم لم يكونوا يتمتعون بميزانية كبيرة. رئيس المنظمة وافق لكن على أساس أن يساهم بالمبلغ نفسه الذي سيجمعه هذا الأخير من المصممين المشاركين. وبالفعل توجه بورتر للمصممين المتحمسين لفكرة أسبوع موضة لندني، مثل زاندرا رودس، وجين موير وبروس أولدفيلد، واستطاع أن يجمع 500 جنيه إسترليني ليصبح المجموع ألف جنيه إسترليني. يقول بورتر إنه استعمل هذا المبلغ لطباعة بطاقات دعوة لوسائل الإعلام العالمية. في عام 1971 شهد الأسبوع مشاركة خمس مصممين فقط، زاد عددهم في المواسم التالية، مثل كارولاين تشارلز، بيتي جاكسون، وخلال خمس سنوات فقط، وصل عددهم إلى 25 مشاركا، خصوصا وأنه نجح في إقناع محررين من نيويورك تايمز و«إنترناشيونال هيرالد تريبيون» و«لوس أنجليس تايمز» تغطيته. كان يستقبلهم بنفسه في المطار وطول الطريق إلى فنادقهم، يشرح لهم كل شيء عن المصممين والفعالية وما يمكن أن يتوقعوه. كان حماسه معديا وأعطى نتائجه بسرعة، خصوصا وأنهم كانوا يشعرون وهم معهم وكأنهم مع صديق. فقد كان يتعمد أن يدعوهم إلى بيته خلال إقامتهم بلندن لتتوطد صداقته معه. في ذلك الوقت كانت التكنولوجيا غير متوفرة، وكانت الوسيلة الدارجة هي اتصال المحررين بجرائدهم مساء وإملاء القصة على شخص في الخط الآخر. كانت العملية عضوية، إذ لم يكن مطروحا أن يدفع أي مصمم لشخص كي يحضر عرضه، وكانت المقاعد الأمامية مخصصة لهم حسب أهمية مطبوعاتهم كما كانت مخصصة لزبونات يلبسن تصاميمهم. الهدف هو أن تنشر صورهم في اليوم التالي.
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.