لجنة الأمم المتحدة تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية

إعلان أسماء المسؤولين مرهون بموافقة مجلس الأمن

لجنة الأمم المتحدة تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية
TT

لجنة الأمم المتحدة تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية

لجنة الأمم المتحدة تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية

أعلنت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة استمرار ارتكاب الفظائع والجرائم ضد الإنسانية في سوريا وألقت المسؤولية على جميع الأطراف المشاركة في الصراع في مواصلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وطالبت اللجنة في تقريرها بمساءلة المسؤولين عن تلك الفظائع، وكررت اللجنة مناشدتها لمجلس الأمن بإحالة تلك الجرائم التي تعد جرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية كجزء من عملية التوصل إلى سلام في سوريا.
وكانت اللجنة قد قدمت طلب إلى مجلس الأمن الدولي في مايو (أيار) 2014 بإحالة الملف السوري إلى محكمة العدل الدولية للنظر في جرائم الحرب المرتكبة في سوريا ومعاقبة المسؤولين عن ارتكابها واعترضت كلا من روسيا والصين على الطلب.
وقال بول سيرجيو بينيرو رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي ظهر أمس إن النتائج التي توصلت إليها اللجنة كارثية، إذ تنتشر الجرائم ضد الإنسانية ويتوسع الاتجاه في ازدراء الحياة الإنسانية، وشدد قائلا: «كل الأطراف لا تحترم معاهدات حقوق الإنسان وتواصل تعمد استهداف الدارس والمستشفيات، ما أدى إلى الإضرار بالمدنيين وإنكار حق السكان في الحصول على الرعاية الصحية».
وأشار بينيرو إلى أن المدنيين أصبحوا يخشون التوجه إلى المستشفيات الباقية التي نجت من القصف المتعمد، وأصبحوا محاصرين دون إمكانية الحصول على طعام أو شراب أو رعاية صحية.
وقدمت اللجنة تقريرا من 31 صفحة إلى مجلس الأمن يوثق الفظائع والجرائم المرتكبة في سوريا منذ يوليو (تموز) 2015 إلى يناير (كانون الثاني) 2016، استنادا إلى مقابلات مع أكثر من 415 شخصا أجريت خارج سوريا. واشتمل التقرير على رصد للاعتداءات على المنازل والأعمال التجارية والمدارس والأسواق والمستشفيات إلى مظاهر عدم وصول الكهرباء والمياه للمناطق المحاصرة في سوريا، وحرمان المدنيين من الحصول على الأدوية والعلاج الصحي.
وقال التقرير إن القوات الحكومية قصفت المخابز والأسواق رغم عدم وجود أهداف عسكرية واضحة، كما أشار إلى الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش، مشيرا إلى أن فكرة المساءلة غائبة عن المفاوضات السياسية الجارية بين زعماء العالم.
وتؤكد اللجنة الأممية أنها جمعت قائمة بأسماء أولئك التي تشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال السنوات الخمس الماضية منذ بداية الصراع السوري، لكنها تنص على إبقاء تلك القائمة سرية حتى يأذن مجلس الأمن الدولي بإعلانها. وتعتزم اللجنة التقدم رسميا بالتقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها في اجتماع مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل. وأشار التقرير الذي أصدرته اللجنة إلى أن الأطراف المتحاربة في سوريا تشكل تحديا لقدرة المدنيين للبقاء على قيد الحياة، ومن المفارقات أن الجهات الدولية والإقليمية التي تدفع للتوصل إلى حل سلمي للحرب هي نفسها التي لا تزال تغذي التصعيد العسكرية. وأوضح التقرير أن قوات النظام السوري تعتمد بشكل متزايد على ميليشيات أجنبية في تنفيذ الهجمات.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».