قائد المنطقة العسكرية الشمالية في السعودية يقف على استعدادات «رعد الشمال»

«درع الجزيرة» نواة لوحدة الجيوش الخليجية.. في مسار جديد للعملين الجوي والبحري

اللواء الركن فهد المطير خلال تفقده المنطقة الشمالية العسكرية في السعودية (واس)
اللواء الركن فهد المطير خلال تفقده المنطقة الشمالية العسكرية في السعودية (واس)
TT

قائد المنطقة العسكرية الشمالية في السعودية يقف على استعدادات «رعد الشمال»

اللواء الركن فهد المطير خلال تفقده المنطقة الشمالية العسكرية في السعودية (واس)
اللواء الركن فهد المطير خلال تفقده المنطقة الشمالية العسكرية في السعودية (واس)

تفقد قائد المنطقة الشمالية العسكرية في السعودية، اللواء الركن فهد المطير، القوات المتوافدة للمشاركة في مناورات «رعد الشمال»، حيث وقف على سير مراحل الاستعداد وجاهزية القوات المشاركة في أكبر تدريبات عسكرية يشهدها تاريخ منطقة الشرق الأوسط. واطلع اللواء المطير على أبرز المهام التي ستنفذها القوات المسلحة المشاركة وفقا للجدول المعد، مبديا تفاؤله بأن تحقق هذه المناورات ما تم تحديده من أهداف في تبادل الخبرات ورفع مستوى التنسيق العسكري. وأكد قائد المنطقة الشمالية خلال الجولة أن عملية «رعد الشمال» تمثل نقلة نوعية من حيث استخدام القوات كافة في الميدان، حيث ستشهد توظيف جميع القدرات المتاحة وفقًا لأحدث الخبرات والتكتيكات الحربية؛ لمضاعفة درجة الأداء في ظل دمج الإمكانات بين كل القوات المشاركة. وقال: «نتوقع نتائج مفيدة بالغة التأثير لتجربة دمج القوات الأربع بإمكاناتها وقواتها، بالإضافة إلى المشاركة والدعم من الوحدات العسكرية والقوات المتطورة التابعة لها».
وأوضح قائد المنطقة الشمالية، أن جميع الجهات المعنية وفرت كل الإمكانات الإدارية والتموينية لإنجاح رعد الشمال، مؤكدا أن مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن قادرة على استيعاب القوات الضخمة التي وصلت إلى المملكة، ومشيرا إلى أن «رعد الشمال» تجسد حرص هذه الدول على الوصول لأعلى درجة من القوة المطلوبة لحفظ موازين الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وفي سياق مشابه، تشارك قوات درع الجزيرة لأول مرة في مناورة عسكرية بهذا الحجم. فهذه التي انطلقت من البحرين في عام 1982، تعتبر أول تجسيد عملي لفكرة توحيد الجهود الأمنية والعمل العسكري المشترك بين دول الخليج، وذلك امتدادا للتعاون السياسي فيما بينها، وسعيًا لإيجاد تنسيق فعال بين الخبرات والإمكانات وصولاً إلى قيام قوة قادرة على حماية هذه الدول.
ودأبت هذه القوة منذ إنشائها على تنفيذ التدريبات والتمارين المشتركة بشكل دوري مع القوات المسلحة في كل دولة من دول المجلس، وقد أقيم أول تمرين لهذه القوة على أرض دولة الإمارات عام 1983، قبل أن يتم تمركزها في حفر الباطن بالمملكة في عام 1986.
تتألف قوات درع الجزيرة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها من المشاة والمدرعات والمدفعية وعناصر الدعم القتالي، وتتألف القوة التأسيسية من لواء مشاة من عناصر دول مجلس التعاون الست، وقد تم تأهيل هذه القوات بحيث تكون مهيأة لعمليات الرد على أي عدوان يتهدد أمن هذه الدول أو يؤثر على استقرار المنطقة عمومًا.
وشهدت قوات درع الجزيرة منذ انطلاقها الكثير من مراحل التطوير والتنسيق الدوري المشترك، بالإضافة إلى المناورات التي تضمن استدامة الجاهزية ورفع مستواها عامًا بعد عام لدى هذه القوات، وذلك وفقًا لرؤية اتفق عليها قادة دول الخليج تهدف أن تكون هذه القوة مواكبة لأحدث المعايير المهنية التي تضاهي الجيوش العالمية من حيث ارتقاء الإمكانات البشرية والعسكرية.
وقد شهد عام 2006 مرحلة نوعية قادتها المملكة لتوسيع قدرات قوات درع الجزيرة ومضاعفة كفاءتها القتالية والفنية، حيث تم إنشاء غرفة للقيادة والسيطرة، كما ازداد عدد الجنود بشكل كبير، لتشهد السنوات التالية حضورًا قويا لهذه القوات في وقت بدأت فيه فكرة الاتحاد تظهر في أوساط السياسة الخليجية، لتمثل هذه القوات فكرة للعمل الموحد المنظم لما فيه إرساء الأمن وخدمة ومصلحة هذه الدول.
كان لقوات درع الجزيرة في عام 2011 دورها المحوري في حفظ أمن دولة البحرين وحماية منشآتها الاستراتيجية، وذلك في عملية شهد لها الجميع بالاحترافية العالية بمختلف مستوياتها القيادية والتنظيمية، وهو قرار كان له تأثيره القوي في ترسيخ الاستقرار بالمنطقة وردع الأطماع الخارجية، وتبعه في عام 2013 افتتاح مقر القيادة المتقدمة في المنامة، الذي شكّل إضافة نوعية للحفاظ على الأمن والاستقرار في البحرين.
ويعمل قادة الخليج، على تحقيق تطور أكبر في العمل العسكري المتوازن، حيث وافقوا على تأسيس قيادة عسكرية موحدة، وذلك خلال قمتهم في عام 2010، وتم تطوير الاتفاق في 2014 بإنشاء مركز عمليات بحرية، يتبع للقيادة العسكرية الموحدة، ويكون مقره في البحرين، وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، افتتح أوائل الشهر الحالي المقر.
وتتبع للقيادة العسكرية الموحدة لدول الخليج، كل من قوات درع الجزيرة، ومركز العمليات الجوي الموحد، ومركز العمليات البحري الموحد الذي ستتمركز فيه قوات الواجب البحري 81.
وستكون قوات درع الجزيرة جزءًا رئيسيا في مناورات «رعد الشمال» التي تعد المناورات الأكبر في تاريخ المنطقة، وذلك بمشاركة أكثر من 150 ألف جندي يمثلون 20 دولة عربية وإسلامية، حيث ستختبر درع الجزيرة فيها منظومة من القدرات العالية التي تمتلكها، والتي جرى تطويرها بشكل منهجي خلال السنوات القليلة الماضية.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».