المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتوقع تصدر حزبه الانتخابات التشريعية

شباط يكشف نيته الترشح لولاية ثانية خلال المؤتمر المقبل

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتوقع تصدر حزبه الانتخابات التشريعية
TT

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتوقع تصدر حزبه الانتخابات التشريعية

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتوقع تصدر حزبه الانتخابات التشريعية

توقع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، مساء أول من أمس، تصدر حزبه للانتخابات التشريعية المزمع عقدها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ قال خلال استضافته من طرف مؤسسة «الفقيه التطواني للعلم والأدب»، بمدينة سلا (ضواحي الرباط)، إن حزبه يحمل كل المؤهلات لتصدر الانتخابات المقبلة بعدما نال المرتبة الثانية خلال الانتخابات البلدية التي جرت في 4 من سبتمبر (أيلول) الماضي، بالإضافة إلى المرتبة الأولى في الانتخابات المكونة لمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، التي جرت في 2 من أكتوبر الماضي.
وتفادى اختيار حلفائه لمرحلة ما بعد الانتخابات المقبلة في حالة تصدره لنتائجها، وتكليفه تشكيل الحكومة، كما ينص على ذلك الفصل الـ47 من الدستور، خصوصا التفضيل بين الخصمين اللدودين حزب العدالة والتنمية، متزعم التحالف الحكومي الحالي، وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، موضحا أن حزبه يشترك مع حزب الاستقلال في المرجعية المحافظة، بينما يتقاسم مع حزب الأصالة والمعاصرة المرجعية الحداثية.
وكشف عن قرار إرجاء موعد المؤتمر الـ17 لحزبه إلى ما بعد إجراء الانتخابات التشريعية، معلنا دخوله سباق التباري للفوز بولاية ثانية كأمين عام لحزب الاستقلال، كما أشار إلى أنه إذا لم يترشح فإن «الصحافة ستكتب أنني انسحبت، وتعرضت لضغوطات، وشيء من هذا القبيل، لذلك فإنني أعلن من الآن نيتي في الترشح للأمانة العامة خلال المؤتمر المقبل».
وبشأن ما إذا كان سيعلن ترشحه للانتخابات التشريعية المقبلة، أبدى كثيرا من التحفظ بعد الهزيمة التي تلقاها في عقر داره بمدينة فاس من طرف مرشحي حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، مضيفا أن الحسم في قرار ترشحه لم تتم مناقشته بعد، وأكد في السياق ذاته أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال فتحت الشهر الحالي باب التقدم بالترشيحات في وجه الأعضاء، وعندما تنتهي هذه العملية خلال 29 فبراير (شباط)، سيعلن قرار الترشح من عدمه.
كما طالب رفع نسبة العتبة الانتخابية من ستة في المائة، المعمول بها حاليا إلى 10 في المائة، محذرا الحكومة من تخفيض العتبة إلى ثلاثة في المائة لأن ذلك سيكون نوعا من الريع السياسي ولن يساهم في الوصول إلى تشكيل حكومة قوية، حسب قوله. كما دعا إلى توسيع نسبة اللائحة الوطنية للنساء الممثلة في البرلمان والمحددة في 60 مقعدا، مقترحا رفع نسبة التمثيل لتصل إلى ثلث الأعضاء، الذين يتألف منهم مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وذلك في خطوة للوصول إلى المناصفة، كما ينص على ذلك الفصل 19 من الدستور.
من جهة أخرى، اشترط خروج محمد الوفا، القيادي البارز في حزب الاستقلال ووزير الشؤون العامة والحكامة، من الحكومة قبل السماح له بالعودة للحزب، وإلغاء قرار طرده، موضحا أنه لا يمكن إجراء مصالحة مع العضو الذي لم ينضبط لقرارات هيئات الحزب بالانسحاب من الحكومة، الذي تم في 2013، مبرزا أن حزب الاستقلال اختار موقع المعارضة، ولا يمكنه قبول التصالح مع عضو من حزبه يوجد في الحكومة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».