دفعت قوات التحالف التي تقودها السعودية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقع لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جنوب مديرية ذباب الساحلية، التابعة لمدينة المخأ على البحر الأحمر، لحسم المعركة العنيفة التي جرت عند الساحل الغربي بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى.
ويأتي دفع قوات عسكرية إلى القوات الموالية للشرعية، وذلك استعدادا منها لاستعادة مركز مديرية ذباب الذي سقط بأيدي الميليشيات، أول من أمس، بعدما حققت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تقدما مفاجئا من خلال السيطرة على مركز مديرية ذباب، الواقع بالقرب من معسكر العمري والذي يخضع لسيطرة الميليشيات في مديرية ذباب الممتد إلى مضيف باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وسقط في المواجهات قتلى وجرحى من الجانبان.
وعلى السياق ذاته، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة طيران التحالف التي استهدف مواقع وتجمعات الميليشيات، من السيطرة على مواقع ومنازل كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالقرب من مركز مديرية المسراخ، جنوب تعز، بعدما حققت خلال اليومين الماضيين تقدما كبيرا في المديرية وخصوصا في عزلة الاقروض، حيث تمكنت من استعادة مواقع وتباب استراتيجية مهمة كانت تحت سيطرة الميليشيات وتم تطهيرها منهم.
وبينما حققت القوات المشتركة تقدما في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات المقاومة والجيش من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في مديريات ذباب وموزع والوازعية، تكبدت فيها الميليشيات الانقلابية الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد. وقال سلطان عبد الله محمود، أمين عام المجلس المحلي بمديرية المسراخ (المجلس البلدي)، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني بقيادة العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، تمكنت من السيطرة على كثير من المواقع الهامة القريبة من مركز مديرية المسراخ، التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية».
وأضاف: «استطاعت عناصر المقاومة والجيش الوطني من تطهير ما يقارب 80 في المائة من مديرية المسراخ، جنوب تعز، بعدما تم تطهير كثير من العزل والقرى في المديرية وما يتبقى إلى سوى ثلاث أو أربع قرى في عزلة الاقروض التابعة للمديرية، بما فيها قرية المطالي والكدمة والخلل».
وأكد أمين عام المجلس البلدي أن «المواجهات لا تزال مستمرة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في حين أفشلت هذه القوات المحاولات التي تقوم بها الميليشيات لاستعادة المواقع التي تم السيطرة عليها، وتكبدت الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، وأن القوات الموالية للشرعية تمكنت من تطهير منطقة نجد قسيم من جميع الألغام التي زرعتها الميليشيات، ولم يتبقَّ سوى خمسة في المائة من المناطق المشكوك بها أن تكون فيها ألغام تم زرعها، وأصبحت الطرق فيها آمنة».
ودعا سلطان محمود «حكومة الرئيس هادي وقوات التحالف ومنظمات الإغاثة الدولية والمحلية إلى سرعة توفير المواد الغذائية والطبية لأهالي مديرية المسراخ كونهم لا يزالون تحت حصار الميليشيات وتمنع عنهم دخول المستلزمات إلى المديرة من خلال حصارها على منافذ المديرية من اتجاه المدينة، وكذلك من اتجاه منطقة خدير، شرق المديرية».
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في المحور الشمالي، جبهة المدينة، من التقدم والسيطرة على عدد من المواقع وتحرير منطقة المفتش ومباني بدر والحمراء، وأخرى كانت تتمركز فيهما قناصة الميليشيات ورشاشات متوسطة، بالإضافة إلى تمكن القوات في مديرية المسراخ من التقدم والسيطرة على تبة القحقا وتبة الجنيد وتبة الجبيب، وبهذا تم إحكام الحصار على ما تبقي من الميليشيات الانقلابية في مركز مديرية المسراخ من جميع الاتجاهات.
في المقابل، سقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح جراء غارات التحالف التي تقودها السعودية في مناطق متفرقة في وسط مدينة تعز، ثالثة كبرى المدن اليمنية، ومحيط المدينة، حيث تركزت الغارات على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في منطقة الزويم بمديرية الوزاعية، بوابة لحج الجنوبية غرب مدينة تعز، ومقر اللواء 22 ميكا في الجند، شرق المدينة، الذي تسيطر عليه الميليشيات.
وطالت الغارات، أيضا، بحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع في جبل أمان، وتجمعات أخرى بجانب محطة توفيق عبد الرحيم. وقتلت صواريخ وقاذفات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح امرأتين وما لا يقل عن 5 مدنيين وإصابة 23 آخرين بينهم نساء وأطفال، من خلال استمرار ارتكاب مجازرها اليومية التي تعرضها له أحياء مدينة تعز بما فيها عصيفرة والتحرير الأسفل وثعبات والمسبح والشماسي وقرى الضباب.
ورافق قصف ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح على الأحياء السكنية، حصارها الخانق على جميع مداخل مدينة تعز وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وكل المستلزمات، رغم سماحها لبرنامج الأغذية العالمي ولجنة الصليب الأحمر بإدخال مساعدات كانت محتجزة خارج المدينة منذ أشهر.
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات لم تكتفِ فقط بمنع دخول المواد الغذائية والدوائية وكل المستلزمات التي يحتاج إليها الأهالي ويريدون إدخالها عبر المنفذ، بل إنها أقدمت على إطلاق النار على المدنيين في معبر حبيل سلمان، غرب مدينة تعز، من قبل قناصة الميليشيات التي تعتلي المباني، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وعلى السياق ذاته، وتزامنًا مع زيارة الوفد الأممي، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن إدخال المعونات إلى مديرية القاهرة تزامنًا جاء مع زيارة وفد أممي برئاسة المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي السيدة برنيما كاشياب إلى مدينة تعز، حيث تم إدخال ثلاثة آلاف سلة غذائية إلى سكان مديرية القاهرة وسط مدينة تعز عبر مشروع التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم وبالتنسيق مع مؤسسة تمدين شباب.
وأشارت السيدة كاشياب إلى أن «زيارتها إلى مدينة تعز تأتي لمتابعة إجراءات توزيع الإغاثة والتأكيد من وصولها إلى المستحقين دون عراقيل والاطلاع على الأوضاع الإنسانية في المدينة».
من جانبه أكد مدير عام مشروع التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم، حمود الأخرم، أن «إدخال ثلاثة آلاف كيس من القمح إضافة إلى كميات من البقوليات إلى مديرية القاهرة بمدينة تعز والممولة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وبالتنسيق مع الشريك مؤسسة تمدين شباب، يهدف إلى التخفيف من معاناة السكان»، لافتا إلى أن التنسيق جرى مع كل الأطراف لإدخال هذه المعونات.
تعزيزات عسكرية للتحالف في مديرية «ذباب».. وتطهير «نجد قسيم» من الألغام
قناصو الميليشيات يستهدفون النساء والأطفال في أحياء تعز
تعزيزات عسكرية للتحالف في مديرية «ذباب».. وتطهير «نجد قسيم» من الألغام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة