• Hail، Caesar (**)
• إخراج: إيتان وجووَل كووَن
• كوميديا | الولايات المتحدة (2016)
«مرحى، قيصر»، كما كتبه مخرجاه، الأخوان إيتان وجووَل كووَن، ينتمي إليهما ولا ينتمي. من ناحية يدخل في سياق أعمال ساخرة أخرى حققاها حول كل شيء أقدما عليه: من هوليوود القديمة كما في «بارتون فينك» (1991) ومن عالم المؤسسات الصناعية («رئيس هدساكر»، 1991) ومن الجريمة («فارغو»، 1996) ومن الغرب الأميركي («لا بلد للمسنين» و«جرأة حقيقية»، 2007 و2010 على التوالي).
لا ينتمي، من ناحية أخرى، لكون كل الأفلام المذكورة وسواها تمتّـعت بما هو ذاتي وخاص، وهو أمر يكاد يكون مختلفًا للغاية هنا. ليس أن الفيلم يخلو من نسبة ذاتية ومن أسلوب الأخوين الخاص في عرض ما يحققاه، لكنها نسبة قليلة. في الواقع، أي كاتب محترف آخر كان يستطيع أن يضع سيناريو أكثر حرارة وأي مخرج محترف آخر كان يمكن أن يصنع فيلمًا أفضل من هذا الماثل على الشاشة.
ربما هو النسيج الكبير من الأحداث التي أراد الأخوين كووَن التعرّض لها في سياق عمل واحد. وربما حقيقة أنه كلما حاولا تحقيق فيلم لصالح استوديو كبير (مثل يونيفرسال) حاولا التخلّص مما هو ذاتي وشخصي إلى أبعد حد ممكن. لهذا السبب فإن «ليبوفسكي الكبير» (1989) أفضل من «قتلة السيدة» (2004) الذي حققاه لصالح ديزني و«فارغو» ألذ من «قسوة غير محتملة» (يونيفرسال، 2003)، أما «دم بسيط» و«عبور كروسينغ» في الماضي و«رجل جاد» و«داخل ليووين ديفيز» في السنوات القريبة أفضل من معظم ما حققاه من أعمال أخرى.
هناك حكاية، تقع أحداثها في منتصف التسعينات، مدير شركة إنتاج اسمها كابيتول هو مانيكس (جوش برولين) الذي يحاول حل بضع قضايا تأتي ضمن مهامه: ممثلة حبلى من دون زواج (سكارلت جوهانسن) على الاستوديو أن يدبّـر طريقة للفلفة الموضوع أمام الرأي العام المحافظ في ذلك الحين. وهناك النجم الراقص (شانينغ تاتوم) الذي خطط للهرب من الولايات المتحدة إلى موسكو عبر غواصة روسية. كما هناك ممثل أفلام الوسترن التقليدية هوبي (ألدن إرنريتش) الذي يزجه الاستوديو لبطولة فيلم بلا حصان ولا حبل معقود وبكثير من الحوار فيسقط في التجربة. فوق ذلك، هناك الممثل بيرد (جورج كلوني) الذي يتم اختطافه من قِـبل مجموعة شيوعية أميركية لمقايضته بمائة ألف دولار خدمة للقضية.
هذه الخطوط وقضاياها تخلق قدرًا كبيرًا من الاختلال طوال الوقت. أكثر من أي وقت مضى يحتاج فيلم للأخوين كووَن لما يبلور منهجهما النقدي للأمور. صحيح أنه يتطرق للدين (كون الفيلم الذي يؤديه بيرد عندما تم اختطافه يدور حول المسيح) ويتطرق للخلاف بين الرأسمالية والشيوعية (تسقط الفدية في البحر بين المنهجين) ويتناول نوعًا كيف كانت هوليوود تنتج الأفلام حينها، إلا أنه لا يتحلى لا بالعمق ولا بالنقد ولا بما يكفي من إثارة الاهتمام إلا لمامًا.
لا يستحق | (*) : وسط| (**) : جيد | (***) : ممتاز | (****) : تحفة (*****)