«هاميلتون هايتس» تغير النظرة التقليدية إلى حي هارلم في نيويورك

انتعاشة كبرى وارتفاعات في الأسعار مع زيادة الإقبال على المنطقة

{هاميلتون هايتس}.. توفر في مختلف أرجائها مناظر آخاذة في جمالها
{هاميلتون هايتس}.. توفر في مختلف أرجائها مناظر آخاذة في جمالها
TT

«هاميلتون هايتس» تغير النظرة التقليدية إلى حي هارلم في نيويورك

{هاميلتون هايتس}.. توفر في مختلف أرجائها مناظر آخاذة في جمالها
{هاميلتون هايتس}.. توفر في مختلف أرجائها مناظر آخاذة في جمالها

من خلال الأعداد الكبيرة لكلاب الإنقاذ التي يراها كل يوم عبر طرق هاميلتون هايتس، الواقعة غرب حي هارلم الشهير في نيويورك، قرأ باري كاتز رسالة ضمنية حول الحي الذي يقطنه، مفادها أن: «هذه المنطقة لم تعد ثرية في الوقت الحالي، فرغم عشق الناس لحيواناتهم الأليفة، فإنهم أصبحوا عاجزين عن تحمل آلاف الدولارات لرعايتها».
يذكر أن كاتز (57 عامًا)، يعمل بالمحاماة وانتقل إلى شقة من غرفتين في ريفرسايد درايف وويست 146 ستريت، يوليو (تموز) الماضي. وبعد أن باع مسكنه المؤلف من غرفة واحدة في الطابق الخامس بمنطقة ويست فيليدج (وقد رفض الإفصاح عن سعر البيع)، دفع كاتز سعرًا أقل بـ260 ألف دولار مقابل مساحة في «هاميلتون هايتس» تعتبر ضعف الأخرى التي باعها، علاوة على وجود مصعد بالبناية التي انتقل إليها وثمانية نوافذ في مسكنه الجديد تطل على ريفرسايد بارك ونهر هودسون.
وعن هذا المنظر الرائع، قال كاتز: «بإمكاني الجلوس هنا طيلة اليوم والتطلع إلى المشهد أمامي فحسب».
من منظر النهر المنساب إلى روعة التصميمات القوطية الحديثة لسيتي كوليدج أوف نيويورك، توفر «هاميلتون هايتس» في مختلف أرجائها مناظر أخاذة في جمالها. على سبيل المثال، في أمستردام أفنيو و153 ستريت، توجد جدارية مزدانة بصور للطيور وصورة عملاقة لجون جيمس أودوبون (الذي عاش بالمنطقة ودفن في مقبرة كنيسة ترينيتي في برودواي وويست 155 ستريت) على واجهة إحدى البنايات.
من جانبه، أسس أفي غيتلر غاليري خاص به يحمل اسم «غيتلر»، في 3629 برودواي عام 2014، واستعان بفنانين لرسم صور طيور مهددة بالانقراض بسبب التغييرات المناخية على بوابات وواجهات مباني في «أبر مانهاتن». ويشارك معه بالمشروع «جمعية أودوبون الوطنية». وقال غيتلر: «نجري اتصالات مع أصحاب العقارات والمتاجر للحصول على موافقتهم». ويتمثل الهدف من وراء «مشروع أودوبون للجداريات» في رسم 314 نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض على 250 جدارية بحلول عام 2018. حاليًا، توجد صور على 25 جدارية داخل وحول «هاميلتون هايتس».
جدير بالذكر، أن الحي يحمل اسم ألكسندر هاميلتون، الذي يوجد منزله عند الطرف الشمالي لسانت نيكولاس بارك (وجرى نقله مرتين من مكانه الأصلي القريب)، وهو مفتوح أمام العامة تحت اسم «النصب التذكاري الوطني لمزرعة هاميلتون».
من جانبها، أعلنت اللجنة المعنية بالحفاظ على المعالم أنه بين عامي 1886 و1906، حل بعض مشروعات التنمية العقارية وبنايات سكنية منخفضة الارتفاع محل المزرعة. وخلال ثلاثينات القرن الماضي، تنامى وجود الأسر الثرية من أصحاب البشرة السمراء بالمنطقة، خاصة منطقة شوغار هيل، شرق هاميلتون هايتس.
من جانبها، قالت جوديث إنسيل (46 عامًا)، وهي عضو بـ«جمعية مانهاتن» التي تضم منطقة هاميلتون هايتس، وتعمل عازفة موسيقية محترفة: «عندما انتقلت إلى هنا، كنت في الـ17 من عمري، وكان معظم من أراهم بالمنطقة من ذوي الأصول الأفريقية ومن الدومينيكان. ولاحظت وجود كثير من الموسيقيين الشباب يحملون آلات موسيقية فوق ظهورهم بمختلف أرجاء المنطقة».
وقال براد تايلور (57 عامًا)، مصمم معماري وعضو آخر بـ«جمعية مانهاتن»: «هناك حركة انتقال للشباب نحو المنطقة، ويشعر السكان الأكبر سنًا الذين قضوا هنا فترات أطول بالقلق حيال هذا الأمر، لأنه قد يدفع أسعار المنازل والخدمات والسلع نحو الارتفاع. لقد بدت الأحوال هنا دومًا متقهقرة بعض الشيء عن وسط هارلم، لكنها بدأت في اللحاق بها الآن».
ومع ذلك، لا تزال وتيرة التطورات هنا أقل من نظيرتها بكثير من الأجزاء الأخرى بالمدينة، حسبما ترى كارلين سبنسر (79 عامًا)، وكيلة عقارات تعيش بالمنطقة منذ قرابة ثماني سنوات. وأضافت: «لدينا أشجار حولنا وتتميز الأرصفة باتساعها الكبير. ونشعر بالسكينة تحيطنا».
الملاحظ أن حدود هاميلتون هايتس تمتد تقريبًا من نهر هودسون إلى سانت نيكولاس أفنيو، ومن ويست 135 ستريت إلى ويست 155 ستريت. ويتميز الحي بتلاله المرتفعة وسكانه الذين حرصوا على الحفاظ على مساحاته المفتوحة ونفروا دومًا من مشروعات التطوير العقاري الضخمة.
وتتحرك الشوارع بانسيابية باتجاه مستوى أكثر انخفاضا حتى تصل إلى ريفرسايد درايف. وعلى جانبي «كونفنت أفنيو» و«هاميلتون تراس» و«سانت نيكولاس أفنيو» تقف مباني مميزة تنتمي للقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، تعكس جماليات البناء بالقرميد والحجر الجيري.
وتشير الأرقام إلى أنه في عام 2015، تألف سكان الضاحية 9 من مانهاتن، التي تتضمن مورنينغ سايد هايتس وويست هارلم، من 44 في المائة من أصحاب الأصول اللاتينية، و25 في المائة من ذوي الأصول الأفريقية، و22 في المائة من البيض.
في 28 يناير (كانون الثاني)، كان هناك 42 عقارًا معروضًا للبيع في هاميلتون هايتس عبر موقع Streeteasy.com، وتنوعت ما بين مسكن يضم غرفة واحدة معروض مقابل 180 ألف دولار ومنزل يضم خمسة غرف نوم معروض مقابل 2.35 مليون دولار. وبلغ متوسط أسعار الشقق «استوديو» خلال عام 2015، 290 ألف دولار، بارتفاع بلغ 28.9 في المائة عن عام 2014، بينما بلغ متوسط سعر الشقق التي تضم غرفة نوم واحدة 440 ألف دولار، بارتفاع بنسبة 20.5 في المائة، تبعًا لما أوضحه جوناثان جيه. ميلر، رئيس شركة «ميلر سامويل» للتثمين. أما الشقق التي تضم غرفتي نوم، فقد ارتفع متوسط أسعارها بنسبة 6.1 في المائة، ليصل إلى 604.500 دولار، في الوقت الذي قفز متوسط أسعار الشقق التي تتميز بثلاثة غرف نوم بنسبة 45.2 في المائة، إلى 813 ألف دولار.
وتبعًا للبيانات الصادرة من موقع Streeteasy.com، فإن متوسط أسعار مبيعات المنازل الصغيرة خلال عام 2015 بلغ 1.896.000 دولار، بزيادة بنسبة 24.0 في المائة عن متوسط أسعار العام السابق.
فيما يخص الإيجارات، أوضح دون بوروز، الوكيل لدى شركة «بوهيميا ريالتي غروب»، أن أسعار شقق «استوديو» تراوحت بين 1.350 و1.800 دولار. أما الشقق التي تضم غرفة نوم واحدة، فتراوحت أسعار تأجيرها بين 1.650 و2.200 دولار، بينما الشقق التي تضم غرفتين فتنوعت إيجاراتها بين 1.900 و2.800 دولار، في الوقت الذي تنوعت أسعار تأجير الشقق التي تضم ثلاث غرف نوم بين 2.200 و3.300 دولار.
ويجري حاليًا بناء ممشى داخل ريفرسايد بارك، بحيث يمكن للمشاة الوصول بسهولة أكبر إلى الممرات المطلة على مساقط المياه. ويضم ريفربانك ستيت بارك، التي يمكن الوصول إليها عبر جسر مشاة في ويست 145 ستريت، حوض سباحة بحجم أوليمبي، علاوة على حلبة للتزلج وملاعب كرة قدم وكرة المضرب (التنس) وكرة السلة.
وفي «هارلم ستيدج»، توجد مختلف أنواع الموسيقى والرقص والفنون المسرحية والأفلام من إبداع فنانين معاصرين من أصحاب البشرة السمراء. وأحيانا ما ينظم «مسرح هارلم الراقص» عروضًا له أيام الأحد صباحًا، بجانب عقده بروفات تدريب مفتوحة أمام الجمهور مجانًا. وبالمثل، تقدم مدرسة هارلم للفنون و«آرون ديفيز هول» في سيتي كوليدج عروضًا راقصة ومسرحية وموسيقية ومرئية.
ومن بين المطاعم المحلية الشهيرة «هارلم ببليك» و«أنكور»، الذي يشتهر بمشروباته المميزة، و«تشوبيد بارسلي» المشهور بأطباق «السوشي».
وتشترك مدرستان للتعليم الأساسي في حرم مشترك: «مدرسة هاميلتون هايتس العامة 368»، والتي تخدم 220 طالبًا من الحضانة وحتى الصف الخامس، و«مدرسة 153 آدم كليتون باول العامة»، التي تضم قرابة 740 طالبًا من الحضانة حتى الصف الخامس.
وتشير بعض التقديرات إلى أن 18 في المائة من طلاب مدارس «هاميلتون هايتس» يتوافقون مع معايير الولاية بالنسبة لتعلم اللغة الإنجليزية خلال عامي 2014 - 2015، مقابل 30 في المائة على مستوى المدينة. وترتفع النسبة إلى 26 في المائة في الرياضيات، مقابل 39 في المائة على مستوى المدينة. وداخل «مدرسة 153 آدم كليتون باول العامة»، 21 في المائة من الطلاب توافقوا مع المعايير بالنسبة للغة الإنجليزية، و31 في المائة في الرياضيات.
ومن بين المدارس التي تحقق مستوى إنجاز مرتفع «مات هول سكول»، التي تخدم نحو 275 طالبًا من الصف السادس حتى الصف الثامن. على مستوى اختبارات الولاية، توافق 52 في المائة من الطلاب مع المعايير المقررة فيما يخص اللغة الإنجليزية، مقابل 30 في المائة على مستوى المدينة، و57 في المائة توافقوا مع المعايير في الرياضيات، مقابل 31 في المائة على مستوى المدينة.
أما «المدرسة العليا للرياضيات والعلوم والهندسة» داخل سيتي كوليدج، والتي لا يسمح للطلاب بالالتحاق بها إلا بعد اجتياز اختبارات محددة، فتخدم نحو 475 طالبًا من الصف الـ9 إلى الـ12.
من ناحية أخرى، يتولى القطاران «إيه» و«دي» في 145 ستريت الرحلة إلى «ميدتاون مانهاتن» في قرابة 20 دقيقة. وتتوقف القطارات في 137 ستريت، وسيتي كوليدج، و145 ستريت، وبرودواي. أما القطار «دي» فيتوقف في 155 ستريت، وكل من «بي» و«سي» يتوقفان لبعض الوقت داخل الحي.
من ناحية أخرى، يذكر التاريخ أن ألكسندر هاميلتون اشترى قطعة أرض عام 1800 لبناء «منزل صغير له للاستجمام، على أمل الاستمتاع فيه بحياة هادئة وسعيدة مع زوجته الرائعة وأطفاله الرائعين»، بحسب ما قال. إلا أن سنواته الأخيرة لم ينطبق عليها هذا الوصف، حسبما ذكرت سيرته الذاتية التي وضعها رون تشيرنو بعنوان «ألكسندر هاميلتون»، فعندما كانت زوجته، إليزا، حاملاً في طفلهم الثامن، قتل ابنه الأكبر، فيليب، 19 عامًا. كما أصيبت ابنته، أنجليكا، 17 عامًا، بالجنون. وأخيرا، قتل هاميلتون ذاته عام 1804.
*خدمة {نيويورك تايمز}



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».