خلاف حول حقيبة الدفاع يؤجل الإعلان عن حكومة الوفاق الليبية المصغرة

مجلس النواب يبحث اليوم طلب تمديد مهلة تشكيلها

خلاف حول حقيبة الدفاع يؤجل الإعلان عن حكومة الوفاق الليبية المصغرة
TT

خلاف حول حقيبة الدفاع يؤجل الإعلان عن حكومة الوفاق الليبية المصغرة

خلاف حول حقيبة الدفاع يؤجل الإعلان عن حكومة الوفاق الليبية المصغرة

علمت «الشرق الأوسط» أن الإعلان عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني الليبية المصغرة، الذي كان متوقعا أول من أمس، تأخر جراء وجود خلاف في وجهات النظر بشأن من يتولى وزارة الدفاع.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن حقيبة الدفاع شكلت عقبة أمام التعجيل بالإعلان عن الحكومة الليبية المنتظرة، مضيفا أن المشاورات بين أعضاء المجلس الرئاسي (9 أعضاء)، وأعضاء لجنة الحوار والأمم المتحدة، ما زالت تراوح مكانها، وأنه ليس أمام المعنيين بالأمر من حل آخر سوى التوافق حول القضايا العالقة.
وذكر المصدر ذاته أنه جرى خلال المشاورات طرح عدة مقترحات بشأن حقيبة الدفاع، حيث اقترح طرف أن يتولاها رئيس المجلس الرئاسي، لكن ذلك لقي معارضة الأعضاء الممثلين للشرق الليبي، على اعتبار أنهم يرون أن منطقتهم أحق بهذه الوزارة، وهو ما جعل المراقبين يرون أن الخلاف حول حقيبة وزارة الدفاع غير ذي أهمية، باعتبار أن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان هما اللذان يمسكان بزمام أمور الجيش. في غضون ذلك، قال المصدر ذاته إن المجلس الرئاسي الليبي طلب من مجلس النواب (برلمان طبرق) تمديد المهلة الممنوحة له للتقدم بتشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني المصغرة حتى يوم الاثنين المقبل.
يذكر أنه في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقع أعضاء من مجلس النواب المعترف به دوليا، والبرلمان الموازي غير المعترف به (برلمان طرابلس)، اتفاقا بإشراف الأمم المتحدة في المغرب نص على تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة في هذا البلد، الذي يعرف فوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة في صفوف الطرفين، لا سيما من سلطات العاصمة طرابلس التي يسيطر عليها تحالف جماعات مسلحة منذ أكثر من عام ونصف عام تحت اسم «فجر ليبيا».
ومن المنتظر أن يبحث مجلس النواب في جلسة اليوم (الثلاثاء) طلب المجلس الرئاسي تمديد مهلة تشكيل الحكومة أسبوعا إضافيا. وستنتهي غدا مهلة الأيام العشرة التي منحها المجلس للسراج لإعادة تقديم حكومته بنسختها الثانية، بعدما اعترض على نسختها الأولى التي كانت تضم 32 حقيبة وزارية. وإذا لم يوافق البرلمان الشرعي المنعقد في مدينة طبرق بأقصى الشرق على طلب التمديد، فإن حكومة السراج ومجلسها الرئاسي ستعتبر في حكم المنحلين، وفقا لنصوص اتفاق السلام الذي رعته بعثة الأم المتحدة نهاية العام الماضي بين ممثلين عن البرلمانين الحالي والسابق في منتجع الصخيرات بالمغرب.
ويعقد مجلس النواب اليوم جلسة بمقره في طبرق لمناقشة طلب التمديد، وإذا لم يوافق عليه فسيتعرض الاتفاق، الذي رعته بعثة الأمم المتحدة طيلة العام الماضي إلى الانهيار، حيث ينص على أن رفض المجلس منح الثقة للحكومة حال تشكيلها، أو امتناعه عن منحها وقتا إضافيا لتشكيلها، يجعل هذه الحكومة في حكم المنحلة والملغاة. ورغم أن مجلس رئاسة حكومة السراج لم يعلن رسميا أنه طلب مهلة جديدة لمدة أسبوع للانتهاء من تشكيلة الحكومة، فإنه سرب أمس معلومات حول تقدمه بطلب رسمي إلى البرلمان في طبرق، يدعوه فيه إلى تمديد المهلة الممنوحة لتشكيل الحكومة لأسبوع إضافي.
ولم يصدر السراج ولا مجلس حكومته أي بيان رسمي في هذا الصدد، لكن مصدرا أرجع في المقابل سبب طلب تمديد المهلة إلى حاجة المجلس، المؤلف من تسعة أعضاء والمجتمع في الصخيرات بالمغرب، «إلى وقت لتفحص السير الذاتية والتشاور».
وكان الناطق الرسمي باسم مجلس حكومة السراج ونائبه فتحي المجبري قد لمح في بيان مقتضب إلى أن المجلس لم يحسم بعد التشكيلة لنهائية للحكومة، مشيرا إلى أن المجلس سيعلن عن تشكيل الحكومة فور وصوله إلى قرار توافقي، وانتهائه من جلساته التشاورية. وقبل طلب التمديد اجتمع مساء أول من أمس المجلس الرئاسي لحكومة السراج بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر، مع أطراف الحوار الموقعين على الاتفاق السياسي الليبي في جلسة تشاورية بشأن تشكيل الحكومة.
ميدانيا، أعلن الجيش الليبي سقوط طائرة حربية تابعة له بعد قصفها لمواقع تابعة لتنظيم داعش في منطقة سيدي خالد، غرب مدينة درنة، معقل الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا. وبينما زعمت سرية تابعة لتنظيم أنصار الشريعة، ومجلس شورى ثوار درنة، أنها أسقطت طائرة من طراز ميغ 23. أرجع قائد عسكري سقوطها إلى خلل فني، مشيرا إلى أن الطيار بعدما نجح في تفادى سقوط الطائرة على المناطق السكنية.
وتعرضت مواقع تابعة لتنظيم داعش ومجلس شورى ثوار درنة أمس للقصف لليوم الثاني على التوالي، بعدما لقي أربعة أشخاص مصرعهم في غارة مماثلة أول من أمس، ونفت غرفة عمليات القوات الجوية بالجيش الليبي علاقتها بها، وقالت إنها لا تعرف الجهة المسؤولة عنها.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».