الميليشيات تعرض انسحابًا مشروطًا من مديرية بيحان في شبوة الجنوبية

خلافات حول انسحاب الحوثيين مع سلاحهم الثقيل

الميليشيات تعرض انسحابًا مشروطًا من مديرية بيحان في شبوة الجنوبية
TT

الميليشيات تعرض انسحابًا مشروطًا من مديرية بيحان في شبوة الجنوبية

الميليشيات تعرض انسحابًا مشروطًا من مديرية بيحان في شبوة الجنوبية

عرضت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، على القبائل في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، مشروع اتفاق للانسحاب من المديرية والمناطق المجاورة إلى مناطق شمال البلاد، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح توشك على إبرام اتفاق بينها وبين شخصيات قبلية في المنطقة الواقعة شمال شرقي عاصمة المحافظة، عتق، موضحة أن هذا الاتفاق يقضي بانسحاب الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع من مدينة بيحان الجنوبية نظير تعهدات التزم بها المشايخ وقادة في المقاومة الجنوبية.
وأضافت المصادر أن الاتفاق المزمع التوصل إليه جاء إثر وساطة قبلية بذلها الشيخ محمد أحمد درعان وحيدر بن صالح الهبيلي، ويقضي بخروج الميليشيات من مدينة بيحان، خلال الأيام المقبلة، على أن تحل بدلا عنها قوة من المقاومة الجنوبية إلى جانب قوات من اللواء 19 الموالي للسلطة الشرعية، بحيث تسيطر هذه القوات على كبرى مدن بيحان، بينما يكون انسحاب الميليشيات آمنا والتزام المقاومة والجيش بعدم ملاحقة أي من عائلات السادة والأشراف، من أبناء المنطقة المرتبطين بالحوثيين، على الإطلاق وعدم فتح أي ملفات ثار أو غيرها.
ولفتت المصادر إلى أن مسودة الاتفاق تم إحالتها إلى قيادة التحالف العربي لأجل فتح عقبة القنذع لضمان انسحاب الميليشيات الحوثية عبرها ودونما اعتراض لهذه القوات المنسحبة من حريب وهي آخر مديرية بمحافظة مأرب ومن مدينة بيحان باعتبارها أيضًا آخر مديرية بمحافظة شبوة.
وكانت الأسابيع الماضية شهدت معارك عنيفة بين المقاومة المسنودة بقوات اللواء 19 مشاه واللواء 21 ميكا، وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع المتمركزة في بيحان آخر مديريات محافظة شبوة، وقالت مصادر في المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق إذا ما تم فإنه سيجنب الطرفين خسائر عملية التحرير التي أوشكت على انطلاقتها بعيد التجهيز لها بشريا وماديا فلم يتبق عليها غير إعلان إشارة بدء المعركة الشاملة.
ونقل موقع «المصدر أون لاين» اليمني عن مصدر في قيادة المقاومة الشعبية بمحافظة شبوة قوله إن الشرط الذي وضعه الحوثيون بعدم التعرض لهم أو أنصارهم وافق عليه الجميع في قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وأضاف أن نقطة الخلاف لا تزال حول بقاء الحوثيين في عقبة القنذع الاستراتيجية الرابطة بين محافظة شبوة ومحافظة البيضاء، وهو ما يرفضه قيادة الجيش والمقاومة. وتابع: «في حال عدم انسحاب الحوثيين فإن الجيش والمقاومة الشعبية تستطيع تحرير المديريات بقوة السلاح»، وبحسب القيادي فإن من ضمن نقاط الخلاف التي لم يتم الحسم فيها تتمثل في انسحاب الحوثيين وقوات صالح بالأسلحة الثقيلة، وهذا ما ترفضه بعض فصائل المقاومة حتى اللحظة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.