انضمام العشرات من الحرس الجمهوري إلى المقاومة.. وحوثيون يبيعون أسلحتهم بأثمانٍ بخسة

قيادي في المقاومة يبشر بـ«انتفاضة» في صنعاء.. والتحالف يكثف غاراته

ناقلات نفط تقف في طابور خارج مدينة مأرب بسبب المعارك الدائرة حولها بين قوات الشرعية والميليشيات الحوثية (رويترز)
ناقلات نفط تقف في طابور خارج مدينة مأرب بسبب المعارك الدائرة حولها بين قوات الشرعية والميليشيات الحوثية (رويترز)
TT

انضمام العشرات من الحرس الجمهوري إلى المقاومة.. وحوثيون يبيعون أسلحتهم بأثمانٍ بخسة

ناقلات نفط تقف في طابور خارج مدينة مأرب بسبب المعارك الدائرة حولها بين قوات الشرعية والميليشيات الحوثية (رويترز)
ناقلات نفط تقف في طابور خارج مدينة مأرب بسبب المعارك الدائرة حولها بين قوات الشرعية والميليشيات الحوثية (رويترز)

كشفت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن انضمام العشرات من ضباط وأفراد قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح إلى صفوف المقاومة الشعبية، في العمليات العسكرية الحالية بمحافظة صنعاء، والتي تهدف إلى تحرير العاصمة.
وشهدت جبهات القتال في شرق صنعاء، أمس، مواجهات وصفت بالعنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مسنودة بطيران التحالف، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى. وقال مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط»: «في محيط منطقة مسورة ومنطقتي الجونبية ومحلي باتجاه نقيل بن غيلان في مديرية نهم، وهو المرتفع الجبلي الشاهق الذي تسعى قوات الشرعية للسيطرة عليه، حيث يطل على العاصمة صنعاء مباشرة والمناطق المحيطة بها من اتجاهات مختلفة».
وفيما تواصلت عملية مد جبهة مديرية نهم بالتعزيزات العسكرية، حيث وصلت، أمس، «كتيبة المهمات الخاصة» في قوات الجيش الوطني والمتخصصة في المهام الصعبة، كما توصف، فقد أكدت المصادر الميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش والمقاومة ترتب وتؤمن ما تم تحريره من مناطق، خلال الأيام الماضية، وكذلك تعمل على ترتيب صفوفها للتقدم لتحرير مزيد من مناطق مديرية نهم».
وأشارت المصادر إلى أنه وبالتزامن مع سقوط المناطق الجبلية الوعرة الواحدة تلو الأخرى بيد المقاومة والجيش الوطني، فإن هناك «انشقاقات فردية يومية عن الميليشيات، وهي مرشحة للازدياد، خاصة بعد انهيار معسكرات الانقلابيين في جبهة نهم وفرار مسلحي الحوثي وصالح وبيع أسلحتهم في أسواق المنطقة بأثمان بخسة». وأكدت هذه المصادر أن «تصاعد الهروب والانشقاقات، مؤشر على قرب انهيار الميليشيات الانقلابية وعلى تحولات في سير المعارك بصنعاء، من شأنها تعزيز تقدم الجيش والمقاومة باتجاه العاصمة». وقال الشيخ عراف العبيدي، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء وأحد أبرز مشايخ قبائل أرحب، بشمال العاصمة صنعاء، إنهم «عازمون على المضي في تحرير صنعاء، العاصمة والمحافظة، مؤكدا أن «المعركة بالنسبة لنا، معركة مصيرية لا تراجع عنها ولا تنازل أو قبول بالمشاورات أو المفاوضات أو غير ذلك، الحسم سيأتي من الميدان». وأضاف: «بعيدا عن المزايدة نحن موجودون الآن في أكبر مديرية من مديريات صنعاء وهي نهم ونحن الآن على بعد نحو 28 كيلومترا من مديرية أرحب ونحن على بعد نحو عشرين كيلوا مترا عن مديرية بني الحارث، أولى مديريات العاصمة ولن نتوقف إلا بتحقيق النصر واستعادة الشرعية وسلطة النظام والقانون».
وأشار العبيدي إلى أن «الانقلابيين، الحوثيين وصالح، باتوا في الرمق الأخير وأوشكوا على النهاية وأن ساعتهم قد اقتربت، ولذلك نقول للقيادات الاجتماعية والعسكرية ممن لا يزالوا يترنحون في أمكنتهم أو ممن ما زالوا يؤيدون الانقلابيين، إن هذه فرصتكم الأخيرة لتعوضوا ولتكفروا عما جرى منكم ولكي يكون لكم شرف المشاركة في تحرير العاصمة قبل فوات الأوان، وقريبا سنحتفل في أرحب وبعدها داخل العاصمة صنعاء».
وأكدت المقاومة وقوات الجيش في صنعاء أنها أسرت عددا من القيادات البارزة في صفوف ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وقال العبيدي إن أتباع الحوثي وصالح في حالة انهيار شديد في محافظة صنعاء، و«خاصة في أوساط القبائل بالمناطق التي وصلت إليها المقاومة والجيش الوطني في نهم وبعض مناطق مديرية أرحب»، وإن «الكثير منهم فروا إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان»، مشيرا إلى أن المقاومة بدأت «تتلقى اتصالات من كثير من القيادات الحوثية والقيادات الموالية لصالح، بشكل سري، للتنسيق من أجل الانضمام إلى المقاومة في مديريات الطوق لصنعاء، وهناك تنسيق قد تم فعلا مع الكثيرين». وأكد أنه لن يتم الإعلان عن هويات هؤلاء الأشخاص «خوفا على حياتهم»، كما أكد أن المتمردين «في حالة ارتباك شديد، وسيكونون أكثر ارتباكا خلال الأيام القليلة المقبلة».
وفي ما يتعلق بنشاط المقاومة وسط العاصمة صنعاء، قال العبيدي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن الإعلان، حاليا، عن أي تحركات في العاصمة، لكننا في حاجة لدور كل رجل وطني داخل العاصمة أو خارجها»، وفي الوقت ذاته، أشار إلى ترتيبات لـ«انتفاضة من القبائل المحيطة بصنعاء وانتفاضة بداخل العاصمة نفسها»، مؤكدا أن ذلك لن يتم «إلا حين تقترب قوات الجيش الوطني والمقاومة، ليكونا رديفا وسندا لهم»، وأن «ذلك سوف يشكل ضغطا كبيرا على القوى الانقلابية ولن يجدوا أمامهم من خيار سوى الاستسلام أو الموت، لأن زحف المقاومة مستمر نحو صنعاء ولن يتوقف».
وردا على سؤال حول إمكانية التفاف ميليشيات الانقلابيين من الجهتين الشمالية – الغربية والجنوبية، على قوات الشرعية في مكان مرابطتها في الجهة الشرقية لصنعاء، قال عضو المجلس الأعلى للمقاومة في محافظة صنعاء إن تقدم المقاومة والجيش الوطني، نحو العاصمة صنعاء، «ليس عشوائيا، وإنما هو في ضوء تخطيط دقيق وخطوات مدروسة ونستطيع أن نقول إننا أمام معركة عسكرية سيشهد لها التاريخ، وكل الحسابات واردة ولدينا كل الاحتياطات والبدائل لأي نوع من الالتفاف أو فتح جبهات أخرى من أي اتجاه».
إلى ذلك، كثف طيران التحالف، خلال الساعات الماضية، غاراته على معسكرات ومواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، المحافظة والعاصمة، وحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد استهدفت سلسلة غارات معسكر الصمع في مديرية أرحب، وهو أحد معسكرات الحرس الجمهوري المنحل، إضافة إلى ضربات جوية استهدفت منطقة الكسارة بمديرية همدان، في شمال غرب العاصمة، ومعسكر الدفاع الجوي بمنطقة الغوش، وضربات جوية أخرى استهدفت جبل النهدين المطل على دار الرئاسة في جنوب العاصمة.



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.