الجيش الوطني يفرض سيطرته على جزيرة الحبل ويقطع طريق الإمدادات

استعدادًا للزحف نحو عبس واللحية.. والمقاومة تستهدف ثاني قيادي في صنعاء

الجيش الوطني يفرض سيطرته على جزيرة الحبل ويقطع طريق الإمدادات
TT

الجيش الوطني يفرض سيطرته على جزيرة الحبل ويقطع طريق الإمدادات

الجيش الوطني يفرض سيطرته على جزيرة الحبل ويقطع طريق الإمدادات

فرض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، السيطرة، أمس (الجمعة)، على جزيرة الحبل الواقعة بين محافظتي حجه والحديدة، وذلك بعد معارك وُصفت بـ«الشرسة»، تمكن فيها الجيش اليمني من طرد ميليشيا الحوثيين وقوات حليفهم المخلوع علي صالح، من الجزيرة التي حولتها الميليشيا إلى مقر عسكري ومرفأ لتهريب السلاح وتخزينه.
ومع تحرير الجزيرة، سيعمد الجيش الوطني خلال الساعات المقبلة، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، للتقدم نحو مديرية عبس، مع التفاف عسكري لحجه، واللحية شمال محافظة الحديدة، وذلك بهدف دفع باقي الجيوب المنتشرة لميليشيا الحوثي للتراجع إلى حدود عمران، ومن ثم يتم تضييق الخناق عليهم بداخل المديريات التي تتبع صنعاء.
وقال مصدر عسكري، إن الجيش بدأ زحفه من الجبهة الغربية الشمالية لمدينة صنعاء، وبدأ في عملية تطهير كل المديريات الواقعة في هذا المسار، ومنها مواقع رئيسية اتخذتها الميليشيات مركزا لتخزين الأسلحة بمختلفة أشكالها المتوسطة والثقيلة، موضحًا أن الخطط العسكرية التي اتخذتها القيادة العليا تتمحور في عمل خناق عسكري ودفع الميليشيا إلى التراجع إلى حدود صنعاء أو الاستسلام.
وفي ميدي، سيطرت قوات الجيش الوطني على مركز التوجيه المعنوي لميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، الذي يحتوي على أجهزة تقنية وحواسيب، ومنشورات إعلامية، يبدو أن الميليشيا كانت بصدد توزيعها على المدنيين في المدن التي تسيطر عليها، فيما تمكن الجيش خلال عملية تطهير الموقع من القبض على عشرات من الميليشيا الذين اختبأوا في سراديب تحت الأرض جهزتها الميليشيا على أطراف المدينة للفرار إليها مع تقدم الجيش الوطني.
وفي هذه الأثناء، قصف طيران التحالف مخزنًا للوقود تستخدمه الميليشيات وقوات علي صالح في مدينة الحديدة في شارع الخمسين، وفقًا لمصادر في المقاومة، وذلك أثناء تمويل الحوثيين أطقمًا وعتادًا عسكريًا من المحطة لآلياتهم العسكرية، موضحين أن القصف أفرز الكثير من الأضرار للموقع الذي يعد نقطة مهمة لتمويل آليات الميليشيات في الحديدة، وشوهدت النيران وسحب من الدخان تغطي المنطقة، فيما شن طيران التحالف العربي غارة على أطقم ومدرعات حوثية بالملتقى بمديرية صرواح.
وفي سياق متصل، أكد مصدر في المقاومة الشعبية، أن استراتيجية المقاومة في هذه المرحلة تعتمد على استهداف قيادات في الميليشيات، وذلك بالتزامن مع التقدم العسكري للجيش المدعوم بقوات التحالف العربي، وقد نجحت قوات التحالف العربي، والمقاومة الشعبية من استهداف عدد كبير من القيادات في الأيام الماضية.
وقال إنه تم استهداف أمس الجمعة القيادي من جماعة الحوثيين ضيف الله أبو تحية ومرافقيه في صنعاء، إذ يعد الثاني من القيادات العسكرية التي استهدفت في أقل من 48 ساعة، لافتًا إلى أن هذه العمليات أوجدت فراغا وهلعا بين أفراد الميليشيات، وهو ما تم رصده، مشددا على أن الأيام القليلة المقبلة ستركز المقاومة في عملياتها على مواقع أساسية وقيادات الانقلاب العسكري.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».