ليبيا: إيطاليا تلمح مجددًا إلى تدخل عسكري.. والجيش يتقدم في بنغازي

المبعوث الأممي يشدد على وحدة مجلس حكومة السراج

ليبيا: إيطاليا تلمح مجددًا إلى تدخل عسكري.. والجيش يتقدم في بنغازي
TT

ليبيا: إيطاليا تلمح مجددًا إلى تدخل عسكري.. والجيش يتقدم في بنغازي

ليبيا: إيطاليا تلمح مجددًا إلى تدخل عسكري.. والجيش يتقدم في بنغازي

عاودت إيطاليا أمس على لسان وزيرة دفاعها روبيرتا بينوتّي الحديث عن القيام بعمل عسكري محتمل في ليبيا، بينما يسعى رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر إلى منع انهيار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من البعثة الأممية، وذلك بالتزامن مع حدوث تصعيد مفاجئ من برلمان طرابلس، الذي أقال عشرة من أعضائه الموقعين على اتفاق السلام، الذي جرى في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية العام الماضي.
ولم تستبعد بينوتّي إمكانية التدخل العسكري في ليبيا إذا تدهورت الأوضاع هناك، مشترطة أن يتم ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة وبطلب من السلطات الليبية، ورأت في تصريحات إذاعية نقلتها وكالة أنباء «آكي» الإيطالية أن التدخل العسكري «سيكون مع احتمال امتلاك الخلافة لاستراتيجيات توسع في ليبيا».
لكنها استبعدت في المقابل تحركات عسكرية انفرادية، على غرار ما جرى عام 2011 لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، معتبرة أن «وصول موجة جديدة محتملة من المهاجرين مع حلول الربيع لا يمكن أن يكون سببا لتوقع تدخّل عسكري ما».
وأضافت بينوتّي موضحة أن «السبب في استباق التدخل قد يعتمد على إمكانية خروج ليبيا عن نطاق السيطرة، كما هو الحال في بعض أجزائها التي أصبحت مناطق توسع لتنظيم داعش».
من جهته، أقال المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق، وغير المعترف به دوليا في العاصمة طرابلس، عشرة من أعضائه ممن وقعوا على اتفاق الصخيرات، أبرزهم صالح المخزوم، نائب رئيس البرلمان ورئيس وفده السابق إلى اتفاق الصخيرات.
وقال عوض عبد الصادق، نائب رئيس البرلمان، إنه «تم طرح إقالة بعض الأعضاء الذين شاركوا في التوقيع على الاتفاق الباطل، الذي لم يشارك فيه المؤتمر ولم يخول فيه أحدا بالتوقيع بدلا عنه». وأعلن في مؤتمر صحافي عقب جلسة للبرلمان عن إقالة بعض الأعضاء، لكنه لم يحدد عدد الأعضاء الذين وقعوا على هذا الاتفاق، موضحا أنه تم منح الموقعين من أعضائه «الوقت الكافي للعودة» عن توقيعهم. وأوضح أن قرار الإقالة تم بسبب مخالفة «الإعلان الدستوري (الصادر عام 2011) واليمين القانونية التي أدوها».
وبحسب عبد الصادق، فقد حضر الجلسة «67 عضوا من أصل 124 عضوا، وكان نصاب الجلسة هو 63»، دون أن يكشف عن عدد الأعضاء الذين صوتوا لصالح إقالة الأعضاء العشرة.
ووقع أعضاء من مجلس النواب المعترف به دوليا في الشرق، وبرلمان طرابلس الموازي، اتفاقا بإشراف الأمم المتحدة في المغرب نهاية العام الماضي، نص على تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة في هذا البلد الغني بالنفط.
ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة رئيسي برلمان طبرق عقيلة صالح، وبرلمان طرابلس نوري أبو سهمين، اللذين يؤكدان أن الأعضاء الذين وقعوا على الاتفاق لم يكلفوا من قبل أي من هذين الهيئتين التشريعيتين المتنازعتين.
وتشكل بموجب الاتفاق مجلس رئاسي يعمل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج، وأن تمارس هذه الحكومة عملها من العاصمة، لكن السلطات الحاكمة في مدينة طرابلس ترفض هذه الحكومة على خلفية رفضها لاتفاق الأمم المتحدة.
عسكريا، أعلن الجيش الليبي، الذي يخوض معارك يومية ضد المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد، عن تقدم قواته في محوري سيدي فرج وبوعطني بمساندة جوية، حيث قال الناطق الرسمي باسم سلاح الجو إن قوات الجيش والصاعقة تقدمت باتجاه معسكر 319، لافتا النظر إلى قصف مواقع للمجموعات الإرهابية في منطقتي الصابري والليثي.
وأوضح الناطق الرسمي بحسب الوكالة الرسمية أن ما وصفه بمعركة كبيرة قد اندلعت في منطقة الليثي في حي قطر بين قوات الجيش والمتطرفين من ميليشيات ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».