أعادت الأدوات الرقمية تشكيل مشهد صناعة العقارات في العالم، ومنها بدأت هذه الثقافة في التسلل مؤخرا إلى منطقة الشرق الأوسط، فإذا أردت استئجار شقة أو امتلاك منزل فكل ما تريده هو تحميل أحد تطبيقات الهواتف الذكية.
وتدعم تلك التطبيقات فحص الأحياء، والمقارنات بين الوحدات السكنية، وصور التصميم الداخلي، وتحميل مقاطع الفيديو، وحجز المواعيد مع المشتري، وتقيم المنزل من المشاهدين السابقين للمنزل، مما جعل هذه التطبيقات تعطي للمستهلكين وعيا أكثر من أي وقت مضى في الحكم على الشراء.
وقال تيرنر أوزبورن، الخبير العقاري البريطاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوصول إلى معلومات عن العقار أصبح سهلا الآن مقارنة بأي وقت مضى، فقد تغير شكل الوكيل العقاري الذي يحمل الحقيبة ويجوب الشوارع ليعرض المنازل للبيع، فالمشترون الآن يبحثون عن هواتفهم الجوالة أولا»، في إشارة إلى التطبيقات الحديثة التي انتشرت كثيرا في أوروبا وأميركا التي يمكن تحميلها بسهولة.
ويرى الخبير العقاري أن تجربة شراء منزل قد تستغرق أقل من 24 ساعة مع «استخدام التطبيق الصحيح».
ونظرا لكون أكثر من 80 في المائة من البالغين أصبحوا يستخدمون الإنترنت عبر الهواتف الذكية في المدن حاليا على مستوى العالم، لذلك لم يعد من الغريب أن أصبح أكثر من 90 في المائة من مشتري المنازل يبحثون عن مرادهم عبر الإنترنت، خصوصا التطبيقات المتاحة عبر الهواتف الذكية.
وبحسب تقرير الرابطة الأميركية لسماسرة العقارات الصادر في نهاية عام 2015، فإن 65 في المائة من المشترين عبر الولايات المتحدة يستخدمون التطبيقات العقارية، خصوصا في الشريحة العمرية بين سن 25 و44 عاما، وأكد التقرير أن «استخدام تكنولوجيا الهواتف الذكية فاق المصادر التقليدية في البحث عن منزل مناسب».
ويتوقع التقرير أن تتضاعف هذه النسبة لتبلغ 81 في المائة خلال عام 2016، بينما نمت سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم 13 في المائة في الربع الثاني من عام 2015 على أساس سنوي.. وعليه يشير التقرير بوضوح إلى أن «سوق العقارات مستعدة لأكبر تحول في أساليب البيع والشراء».
وفي الشرق الأوسط، نمت سوق مبيعات الهواتف الذكية بنحو 39 في المائة في الربع الثاني من عام 2015، واحتلت قطر المرتبة الأولى في مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 75 في المائة، والإمارات العربية بنحو 73 في المائة، والمملكة العربية السعودية بنسبة 60 في المائة، والأردن بنحو 50 في المائة، ومصر 26 في المائة، ثم المغرب بنسبة 16 في المائة.
ومع انتشار التجارة عبر الإنترنت من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، أصبح المستهلك العربي في وضع «القيادة»، للتحكم في الاختيار اللازم له من المعروض في تلك التطبيقات.
وفي المدن العربية، اشتهرت عدة تطبيقات إلكترونية للتسوق العقاري، منها «عقار ماب»، و«تاجر الإمارات العربية المتحدة (UAE Merchant)»، و«دوبيزل»، ونظيره «أو إل إكس»، وسلسلة من التطبيقات التي تحمل اسم «عقار» (Aqar).
ومع تنامي حجم التطبيقات التي تعنى بالسوق العقارية في الشرق الوسط نما حجم الاستثمار في مشروعات رواد الأعمال، ففي السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت سوق التطبيقات الإلكترونية الجديدة المختصة بالعقارات وحدها نموا واستثمارات تقدر بنحو مليوني دولار، توزعت بين دول الخليج وشمال أفريقيا والمغرب العربي.
وفي الوقت ذاته، نقلت تلك التطبيقات الجديدة سهولة الاستثمار في الخارج، فأصبحت بعض الشركات العقارية تقوم بعمل تطبيقات للهواتف الذكية للمستثمرين عبر الحدود لشراء المنازل.
التطبيقات الذكية تطور آليات شراء المنازل وتغزو الشرق الأوسط
خبير عقاري: الجوال صار أحد أبرز طرق الشراء وفي أقل من 24 ساعة
التطبيقات الذكية تطور آليات شراء المنازل وتغزو الشرق الأوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة