الكرة الإنجليزية تمر بأزهى عصورها

العصر الذهبي للمسابقات المحلية يزداد بريقًا.. والأندية أصبحت أكثر رخاء

أسعار التذاكر تزداد ارتفاعًا.. والملاعب الإنجليزية تزداد ازدحامًا
أسعار التذاكر تزداد ارتفاعًا.. والملاعب الإنجليزية تزداد ازدحامًا
TT

الكرة الإنجليزية تمر بأزهى عصورها

أسعار التذاكر تزداد ارتفاعًا.. والملاعب الإنجليزية تزداد ازدحامًا
أسعار التذاكر تزداد ارتفاعًا.. والملاعب الإنجليزية تزداد ازدحامًا

منذ سنوات، كان التساؤل السائد حول متى ستنتهي فترة التألق التي تشهدها الكرة الإنجليزية، لكن حتى الآن تبدو هناك أخطار قليلة يمكن أن تهدد بوضع نهاية لهذا الزخم الإنجليزي.
رغم الصورة القاتمة على الصعيد الاقتصادي في ظل اضطراب أسواق الأسهم والتراجع الحاد لأسعار النفط والوضع الاقتصادي المظلم بالصين، بدا الأمر مختلفًا على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز الذي قد يمر الآن بأفضل حالاته على الإطلاق. وكشفت قائمة ديلويت لأغنى أندية كرة القدم بالعالم لعام 2016 عن وجود رقم قياسي لأندية إنجليزية بلغ تسعة بين أغنى 20 ناديا في العالم. أما المفاجأة فكانت أن عائدات أندية مثل ليستر سيتي وسندرلاند وسوانزي سيتي وستوك سيتي وكريستال بالاس وويست برومويتش خلال موسم 2014 - 2015 فاق عائدات نابولي الذي يتربع على قمة الدوري الإيطالي الممتاز. ولسنوات عدة، تساءل الجميع حول متى تحديدًا ستنفجر الفقاعة الكروية الإنجليزية، لكن على ما يبدو الآن فإنها لن تنفجر قط. في الواقع، لم تتوقع غالبيتنا استمرار هذه الفترة المتألقة لكرة القدم الإنجليزية. منذ عقد، كتبت مقالاً تساءلت فيه عن سبب إقدام المشجعين على دفع مزيد من المال مقابل منتج أصبح أكثر قابلية للتكهن به، خاصة في ظل تعامل الأندية وإداراتها معهم بازدراء. وحمل المقال عنوان «مشجعو كرة حمقى». لكن اتضح أنني أنا الأحمق. فبسبب أسوأ فترة ركود اقتصادي مر بها العالم في الخمسين عاما الماضية، وموعد الاستجواب السنوي في الربيع عن إخفاقات أنديتها في أوروبا، وانتقال أشهر لاعبيها للعب في دوريات أخرى، أصبح للدوري الإنجليزي مكانة عالمية.
وعليه لماذا تنفجر الفقاعة؟ ربما ليست أسعار التذاكر المرتفعة؟ فقد عثرت الأندية على المنطقة الحلوة التي تقع بين العرض والطلب، ولا تزال المدرجات مزدحمة بالمشجعين. ربما الكلفة المرتفعة لاشتراكات قناتي «بي تي» و«سكاي» كانت عاملا في ازدحام المدرجات رغم ارتفاع أسعار التذاكر. غير أن الأرقام التي ذكرها الدكتور بابا توندي بوريمو، وهو محاضر مرموق في الإدارة الرياضية والاقتصاد بجامعة ليفربول، تقول إن عدد مشاهدي مباريات كرة القدم في القنوات الفضائية في زيادة مستمرة. ووفق بريمو، جاءت أعلى معدلات المشاهدة لقناة «سكاي» في بثها لمباريات الدوري الإنجليزي في موسم 1996 / 1997 عندما استقطب البث الحي لمبارياتها التي بلغت 60 مباراة نحو 1.46 مليون مشاهد، في حين أن أدنى معدلات المشاهدة كانت في عام 2000 - 2001 عندما تراجع المعدل إلى 1.07 مليون مشاهد، واستمر معدل المشاهدة للدوري العام على تلك القناة يتأرجح بين هذين الرقمين بعد هذا التاريخ على الرغم من الزيادة التدريجية في رسوم الاشتراك.
نعم حدث تراجع الموسم الماضي، حيث لم يتجاوز عدد مشاهدي مباريات الدوري التي بلغت 116 مباراة سوى 1.1 مليون مشاهد، بالمقارنة مع نحو 1.3 مليون مشاهد في الموسم على مدى السنوات الثلاث الماضية. ورغم ذلك تبقى كرة القدم بالنسبة للكثيرين بمثابة النيكوتين مرتفع السعر الذي أدمنوا تعاطيه. غير أن الغريب في الأمر أنه لا يوجد فريق إنجليزي واحد بين أكبر خمس فرق في أوروبا، لكن هذا الأمر لا يبدو أنه يمثل أهمية كبيرة. يعتمد الدوري الإنجليزي على ميزات أخرى منها الإثارة المتأرجحة، الجو العام للدوري والمنافسة المتوازنة. استطاع الدوري العام بمهارة أن يجمع بين خاصية صعوبة التوقع وسهولتها في النفس الوقت، عكس الحال في إسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، حيث من الصعب للأندية الصغيرة الفوز على الكبيرة، وغالبا ما تتربع الأندية الكبيرة على القمة في النهاية مع حلول شهر مايو (أيار). ربما هذا هو السبب في أن الكثيرين يحبون الدوري الإنجليزي.
يحذر البعض من أن تهديدات الاتحاد الأوروبي وشركة «فيرجين» قد تجبر الدوري الإنجليزي على بيع حقوق بث كل مباراة على حدة بعد أن كانت تبيعها كلها دفعة واحدة، ومن شأن ذلك أن يشوه التنافس المتوازن وقد يؤدى إلى حالة من الإشباع في التغطية. سمعنا تلك المخاوف لسنوات كثيرة، ونفس الشيء ينطبق على كأس السوبر الأوروبي الذي لا يزال يشكل تهديدا كامنا في الأفق البعيد. يتوقع القائمون على اللعبة أن الرحيل النهائي لريتشارد سكاودمور المدير التنفيذي لدوري المحترفين الإنجليزي منذ عام 1999 قد يشكل فارقا أكبر من المتوقع. تحدثت مؤخرا مع شخص ما ليس على وفاق مع سكاودمور وصدمني بأن امتدح إنجازاته. قال إن سكاودمور يدرك تماما النقد الموجه لمسابقة الدوري العام وأنه يعمل خلف الكواليس كي يجعل المسابقة تصل لبر الأمان، وقال إنه يحظى بثقة ملاك الأندية، فهل يمكن لشخص جديد أن يكون له مثل تلك الصلاحيات، أو أن يمتلك نفس العزيمة في مواجهة المساومات الجماعية.
في الحقيقة، لا توجد تهديدات أخرى في الأفق. فمنذ سنوات قليلة مضت، دعونا نتذكر، عندما اعتقد الناس أن برودباند (موجة البث العريضة) سوف تسحق قيمة حقوق البث التلفزيوني وهو ما لم يحدث. وبدلا من ذلك أصبحت البرودباند الصديق المقرب الجديد للدوري العام. وعندما دخلت شركة «بى تي» السوق للحصول على حقوق بث مباريات كرة القدم لمساندة عروض البرودباند، أدرك سكاودمور أنها غيرت اللعبة. كيف حدث ذلك؟ منذ عقد مضي، كان أصحاب حقوق البث يدفعون 2.47 مليون جنيه إسترليني لعرض مباراة واحدة في الدوري العام، بيد أن هذا الرقم ارتفع إلى 11.07 مليون جنيه استرلينى في أغسطس (آب) الماضي.
ووفق مؤسسة ديلويتي، من الممكن أن تتسبب صفقة البث التلفزيوني الجديدة المذهلة في دفع جميع أنديتها العشرين لمصاف أغنى ثلاثين نادٍ في العالم. ويعنى ذلك أن الأندية الصغيرة في الدوري العام سوف تصبح أقوي لسببين: لن يتحتم عليها بيع لاعبيها كي توفر في ميزانياتها، وسوف تستطيع تلك الأندية المنافسة في سوق الانتقالات مع كل أندية أوروبا تقريبا. وحسب رأي أحد مسؤولي الدوري العام في حواره معي، في مرحلة معينة يتحتم على قيمة حقوق البث التلفزيوني أن تتمدد وأن يتحتم على الدوريات الأخرى محاولة اللحاق بها. لكن هذا المسؤول وغيره يعتقدون أنه ما زال هناك مجال للنمو في الأسواق الصاعدة مثل الولايات المتحدة والصين. وفى ظل اهتمام منصات مثل «أبل»، و«غوغل»، و«ياهو»، بالدوري الإنجليزي، سوف تستمر المنافسة في معركة حقوق البث حامية ومربحة. وحسب ذلك المسؤول قال: «لدينا أفضل منصات البث، وأفضل مرافق، وأغلب أفضل اللاعبين»، مضيفًا: «ينظر لنا الآخرون باعتبارنا أقوياء، فكلما زادت عائداتنا استطعنا دعم مرافقنا ولاعبينا، وزادت شعبية الدوري لدينا، من يستطيع أن يزيحنا عن مقعدنا؟».



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.