لوّح حزب الأمة السوداني بإمكانية لجوء المعارضة إلى مجلس الأمن الدولي، ومطالبته باستخدام سلطته، وفقًا للبند السابع من الميثاق ضد نظام حكم الرئيس عمر البشير، باعتباره خيارًا من الخيارات المتاحة، وذلك في حال فشل الأطراف في تنفيذ خريطة الطريق، التي تبناها مجلس السلم والأمن الأفريقي في قراريه 456 و539، وتبناها تحالف قوى نداء السودان المعارض، والفشل في التوصل إلى توافق على حوار جاد ومنتج.
وقال فضل الله برمة، نائب رئيس الحزب، في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم أمس، إن أمام الرئيس عمر البشير فرصة تاريخية لتحقيق التوافق الوطني والخروج بالبلاد من أزمتها سلميًا، وفي حال استمراره في النهج الرافض للحوار الجدي «وفوت الفرصة»، فإنه سيواجه أحد خيارين، إما أن تعمل المعارضة على تصعيد حملتها السابقة المعروفة بـ«حملة ارحل»، وتطويرها إلى حملة جديدة دعا لها الحزب وسماها «هنا الشعب» لحشد الجماهير باتجاه انتفاضة سلمية، وجمع الحيثيات لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار وفقًا للبند السابع من الميثاق، بهدف إقرار السلام والحكم الديمقراطي في البلاد.
وجدد برمة تمسك حزبه بالحوار الوطني المتكافئ، باعتباره واحدًا من أساليب الوصول لحل للمشكل السوداني، دون إغفال حشد الشعب للاحتجاج والثورة، باعتباره هدفًا مشتركًا مع حلفائه في «قوى نداء السودان» لإخراج البلاد، مما سماه «الكابوس» الجاثم على صدره.
كما اشترط برمة لقبول الحوار أن توافق الأطراف على قراري مجلس السلم والأمن الأفريقي 539 اللذين حددا خريطة الطريق للحل المتفاوض عليه، وإكمال إجراءات بناء الثقة، ووقف العدائيات، وإيصال المساعدات الإنسانية عبر المبادرة الثلاثية، والعفو عن المحكومين والمعتقلين السياسيين، والالتزام بإعلام قومي، والاتفاق على إعلان مبادئ الحوار والتحول الديمقراطي، وخريطة الطريق لكيفية حكم البلاد.
كما تمسك الحزب بخريطة الطريق إلى الحكم، وتشمل الدعوة لإقامة مؤتمر الحوار التحضيري خارج البلاد، الذي يشارك فيه ممثلو النظام والمعارضة بما لا يتجاوز عشرة ممثلين لكل فريق، باعتباره مؤتمرًا إجرائيًا ينتقل به الحوار إلى الداخل، مع ضمان تحقيق العدالة الانتقالية وتوفير ضمانات التنفيذ.
ووفقًا للأمين العام للحزب سارة نقد الله، فإن رئيس الحزب الصادق المهدي أطلق حملة «هنا الشعب» ضمن سلسلة حملات تعبوية ينادي بها الحزب لعزل نظام الحكم، ودعم السلام العادل والتحول الديمقراطي، وإحداث الفعل التراكمي في طريق الانتفاضة الشعبية.
وذكرت نقد الله أن حملة «هنا الشعب» سيتم تدشينها ضمن احتفالات الحزب بما يسميه «الاستقلال الأول» للسودان، الموافق 26 يناير (كانون الثاني) 1885، ذكرى تحرير الخرطوم من الحكم الثنائي ومقتل الجنرال غردون إبان الثورة المهدية، والاحتفال بالاستقلال (الثاني) 1956، وأوضحت أن قوى نداء السودان تبنت الحملة في بيان باريس نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
ونفى الحزب في البيان، الذي تلته نقد الله على الصحافيين، إجراء أية حوارات ثنائية مع نظام الحكم، بقوله إن «ما ظل يروج له بين الفينة والأخرى في بعض وسائل الإعلام عن تسوية أو شراكة، ما هي إلاّ أماني بعيدة المنال، ومحاولة فاشلة لإنقاذه حواره المعطوب، والخروج من عزلته، بعد أن تكشف للشعب السوداني والمجتمع الدولي شرعيته الزائفة».
وقطع الحزب بدعمه لأي جهد لوقف الحرب وتخفيف معاناة الضحايا، بقوله إن «الحزب يدعم بقوة أي جهد في سبيل وقف الحرب، وتخفيف معاناة الضحايا، وتوصيل الإغاثة الإنسانية»، مبديا تفهمه للمسارات العملية السلمية الجارية عبر المفاوضات بأشكالها الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة وحملة السلاح، للاتفاق على وقف الحرب والترتيبات الأمنية المصاحبة.
حزب المهدي يهدد بشكوى حكومة الخرطوم إلى مجلس الأمن
تمسك بمؤتمر تحضيري وأعلن عن إطلاق حملة «هنا الشعب»
حزب المهدي يهدد بشكوى حكومة الخرطوم إلى مجلس الأمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة