أكد «معرض إلكترونيات المستهلكين 2016» Consumer Electronic Show CES الذي حضرته وغطته «الشرق الأوسط»، ودارت فعالياته بين 6 و9 يناير (كانون الثاني) الحالي في مدينة لاس فيغاس، أن عالم التقنية لن يمر بمرحلة ركود على الإطلاق، حيث قدمت الكثير من الشركات الكبيرة والصغيرة ابتكاراتها في مجالات الأجهزة المحمولة والكومبيوترات وملحقاتها والشاشات والأجهزة المنزلية والصحة والملبوسات التقنية وإنترنت الأشياء، وحتى الطائرات الشخصية من دون طيار. ولعل من أبرز النزعات التقنية في هذا المعرض كان إطلاق تقنية «المجال الديناميكي العالي» High Dynamic Range في التلفزيونات المقبلة، والتي ترفع من جودة ألوان الصورة بشكل كبير، مع إطلاق خدمات محتوى كثيرة تدعمها من كبرى الشركات، وكاميرات محيطية لعموم المستخدمين، بالإضافة إلى التركيز على تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في الكثير من القطاعات.
* تقنيات مبتكرة
وركزت الكثير من الشركات من بينها «إل جي» و«سامسونغ» و«سوني»، على التلفزيونات، وخصوصا تقنية الدقة الفائقة 4K والدقة الخارقة 8K واستعرضت شاشات ستطرح بعد عدة أشهر من العام الحالي تدعم تقنية «المجال الديناميكي العالي» HDR التي ترفع من شدة السواد والبياض والتباين بينهما في عروض الفيديو للحصول على تجربة مشاهدة أفضل. ويجب أن يكون المحتوى يدعم هذه التقنية، ولكن الكثير من شركات وخدمات إنتاج المحتوى ستدعمه العام الحالي، مثل «يوتيوب» و«أمازون» و«نيتفليكس». وستطلق أقراص «بلوراي» العام الحالي تدعم المحتوى فائق الدقة 4K للكثير من الأفلام الحديثة المعروفة، الأمر الذي يدعم انتشار هذه التلفزيونات، وخصوص أن أسعارها قد أصبحت بمتناول شريحة أكبر من المستخدمين بعد تخفيضها. واستعرضت «إل جي» نموذجا لشاشة مرنة تعرض المحتوى بوضوح كبير أثناء طيها بزوايا مختلفة، الأمر الذي يفتح آفاق التطبيقات الجديدة للشاشات المرنة.
وعرضت «سامسونغ» و«إل جي» ثلاجات تحتوي على شاشات كبيرة تعمل باللمس تستطيع تشغيل الموسيقى وعرض مدى تلف الفاكهة والخضراوات على الهاتف الجوال من دون فتح بابها، وغيرها من الوظائف المفيدة. وأطلقت شركة «نيتفليكس» خدمة بث المحتوى عبر الإنترنت في 130 دولة إضافية، من بينها جميع الدول العربية عدا سوريا، مع توفير الترجمة باللغة العربية، معلنة بذلك إطلاق أول محطة تلفزيون عالمية عبر الإنترنت. وتدعم الخدمة عرض المحتوى عالي وفائق الدقة، وتعد بتوفير المحتوى بتقنية «إتش دي آر» للكثير من مسلسلاتها وأفلامها قريبا.
وبالنسبة للكومبيوترات المحمولة، قدمت «إل جي» كومبيوتر «غرام» Gram الذي يزن أقل من كيلوغرام واحد ويقدم عمر بطارية طويل ومواصفات تقنية عالية ويعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10» بشاشة يبلغ قطرها 15 بوصة. ومن جهتها أطلقت «سامسونغ» كومبيوتر «تاب برو إس» المتحول الذي يعمل كجهاز لوحي وكومبيوتر بنظام التشغيل «ويندوز 10» بشاشة يبلغ قطرها 12 بوصة، ويتنافس مباشرة مع جهاز «مايكروسوفت سيرفيس برو». وقدمت «إل جي» لوحة مفاتيح محمولة يمكن طيها اسمها «رولي» Rolly تتصل بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيوترات الشخصية عبر تقنية «بلوتوث» وتعمل لمدة شهر ونصف ببطارية قياسية واحدة يمكن استبدالها من أي متجر.
واستعرضت «مايكروسوفت» كذلك الكثير من الكومبيوترات المحمولة التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10» الذي تم تحميله على أكثر من 200 مليون جهاز منذ إطلاقه قبل 5 أشهر. وتستطيع بعض الكومبيوترات مقاومة الغبار والمياه والصدمات، الأمر الذي يجعلها مناسبة لمن يعمل في مناطق خارجية ذات ظروف صعبة، بينما تقدم أجهزة أخرى أداء مبهرا بأسعار منخفضة تناسب الشركات الجديدة الناشئة والمتوسطة، مع تقديم كومبيوترات متقدمة بقدرات فائقة على تحليل البيانات أثناء التنقل، وبأوزان منخفضة.
وأطلقت «هواوي» ساعة ذكية أنيقة جدا تستهدف السيدات، في إشارة إلى تركيز التقنيات الملبوسة على التصاميم أكثر من السابق. وأطلقت قلادة «آي لي» iLi لترجمة المحادثات فورا بين اللغات (الإنجليزية والصينية حاليا، مع عزم الشركة دعم المزيد من اللغات في وقت لاحق). وأطلقت «سامسونغ» ساعة «غير إس 2» بمواصفات متقدمة.
* الواقع الافتراضي والمعزز
ولا يتوقع لنظارات «أوكيوليس ريفت» للواقع الافتراضي النجاح بعد إعلان الشركة المصنعة أن تكلفة النظارة ستبلغ 600 دولار أميركي، وأن المستخدم سيحتاج إلى كومبيوتر متقدم ببطاقة رسومات عالية الأداء مكلفة، الأمر الذي سيجعل الكثير من المستخدمين ينفرون من شراء هذه النظارة. وأطلقت الشركة أداة تفحص كومبيوتر المستخدم تحدد ما إذا كان يستطيع تشغيل البرمجيات الأساسية للنظارة، والذي يمكن تحميله بزيارة الرابط https:--shop.oculus.com.
وعلى الصعيد نفسه، استعرضت «سوني» نظارتها المقبلة «بلايستيشن في آر» بألعاب جديدة، ولكنها لم تكشف عن سعر النظارة أو موعد إطلاقها بعد. وبالنسبة لنظارة «إتش تي سي فايف بري» الجديدة، فستطلق مع كاميرا أمامية تراقب العناصر الموجودة أمام المستخدم وتنبهه بوجودها، مع قدرتها على دمج العالم من حول المستخدم بصورة مركبة فوقه للحصول على ما يعرف بالواقع المعزز Augmented Reality.
وسخرت «إنتل» تقنية الواقع المعزز Augmented Reality في القطاع الصناعي من خلال نظارات خاصة تعرض رسومات رقمية فوق الصورة الأصلية لتوضيح أماكن العطب في التمديدات الصناعية، مثلا، وتوضح ما الذي يجب القيام به لإصلاحها، عوضا عن العودة إلى الكتيبات ومخطوطات التصاميم المطبوعة. وتستطيع الخوذة كذلك قراءة البصمة الحرارية لجميع العناصر من حولها لمعرفة حالة الدارات الكهربائية والإلكترونية وتسريب غازات حارة بهدف حماية العامل. وركزت الشركة كذلك على تطوير تقنيات الرياضة في الملبوسات التقنية لقياس الكثير من المؤشرات الخاصة بالرياضيين والهواة أثناء تأدية النشاطات وتحليلها فورا وعرض النتائج أمام المدربين. وتستطيع نظارات خاصة تدريب الرياضيين صوتيا أثناء ارتدائها، مع إطلاق نظارات خاصة لمحترفي قيادة الدراجات الهوائية تعرض أمامهم خارطة الطريق ومعلومات مهمة عن السرعة وحالة الجو والازدحام المروري، وغيرها.
أما بالنسبة لقطاع التصوير، فكشفت «نيكون» عن كاميرا محيطية اسمها «كي ميشين 360» KeyMission360 تصور جميع ما يدور حول المستخدم وتسمح له التحكم بمشاهدته من أي زاوية تناسبه في أي لحظة، وهي تقنية ستدعمها «فيسبوك» و«يوتيوب» قريبا. ويمكن للمستخدمين الذهاب في رحلات اكتشاف الغابات والأنهار والحيوانات الخطرة، ومواكبة الحفلات العائلية لمشاهدة الأقارب، ومشاهدة ما يجري في أعماق البحار وأعلى الجبال، وبالدقة الفائقة 4K. وأطلقت الشركة كذلك كاميرا «دي 5» D5 التي تقدم مواصفات احترافية مستخدمة 193 نقطة لتغيير التركيز على الصور، الأمر الذي يعني الحصول على وضوح أكبر بكثير من السابق، مع دعم لتسجيل عروض الفيديو بالدقة الفائقة 4K ونقل الصور والعروض مباشرة إلى الهاتف الجوال الخاص بالمستخدم عبر تقنية «سناب بريدج» SnapBridge التي تعمل آليا من دون تدخل المستخدم، وذلك لتسهيل مشاركة الصور والعروض مع الآخرين مباشرة من الهاتف الجوال. وأطلقت الشركة كذلك إصدار «دي 500» D500 لهواة ومحبي التصوير بمواصفات شبيهة.
وقدمت شركة «جينوورث» Genworth مثالا متميزا لتقنية الواقع الافتراضي يهدف إلى تعريف المستخدم بالمشاكل الصحية لكبار السن، ويشاهد ما يرون ويسمع من آذانهم، وذلك للتعاطف معهم بشكل أفضل وعدم التسبب بأذى نفسي لهم. واختبرت «الشرق الأوسط» النظام الخاص بالشركة لسماع 3 حالات مرض سمعية (الطنين Tinnitus، والصمم الشيخوخي Presbycusis، وفقدان القدرة على مزامنة الكلام مع ما يريد المريض قوله Aphasia)، ومشاهدة 4 حالات قد تتسبب بعدم القدرة على السير وقيادة المركبات (المياه الزرقاء Glaucoma، وعتمة عدسة العين Cataracts، والبقع البيضاء Macular، وظهور أشكال البروتينات فوق ما يرى المستخدم Floaters). كما وتقدم الشركة هيكلا معدنيا يرتديه المستخدم Exo - Skeleton اسمه «آر 70» R70 يحد من حركته ويحاكي آلام المفاصل وفقدان التوازن وفقدان الكتلة العضلية، وذلك لتفهم حالة المرضى ذوي الإعاقات الحركية. ولا تبيع الشركة منتجاتها، بل تستخدمها لتوعية الأطباء وأهل المرضى وأرباب العمل بنوعية المشاكل الخاصة بالمرضى وكبار السن، وذلك لتفهم حالتهم والتكيف معهم بشكل أفضل.
* المركبات الذكية
وتعاونت «مايكروسوفت» مع «فولفو» لإطلاق قدرات متقدمة على التفاعل مع السيارات من خلال المساعد الشخصي الذكي «كورتانا» وسوار «باند 2»، مع إطلاق مجموعة «مايكروسوفت أوفيس» المكتبية داخل السيارات لتسهيل تعامل رجال الأعمال مع جداول مواعيدهم وبريدهم الإلكتروني، بينما تحالفت «فورد» و«أمازون» لربط السيارات بخدمة «إيكو» Echo لتشغيل السيارة عن بعد والتفاعل معها بطرق مبتكرة، بالإضافة إلى تجهيز «فورد» لإطلاق سيارات ذاتية القيادة في الأسواق قريبا بمجسات أكثر عددا من السابق. وعرضت الشركة كذلك تقنيات مدمجة داخل السيارات تسمح للكومبيوتر الداخلي مشاهدة ما يجري حول السيارة في الظلام الحالك، وذلك لتنبيه المستخدم أثناء القيادة الليلية في المناطق غير المضاءة وحمايته من الحوادث. وتتكامل هذه التقنية مع خدمة «مايكروسوفت آجر» Microsoft Azure السحابية لتحليل البيانات الكبيرة بسرعات عالية جدا.
واستعرضت «إنتل» نظم تكامل المنازل الذكية التي تتحدث فيها الأجهزة المختلفة مع بعضها البعض، ليخبر نظام التكييف المنزلي نظيره في السيارة فور تعديل المستخدم لدرجة الحرارة لدى استيقاظه، وتشغيل موسيقاه المفضلة من هاتفه الجوال، مع قدرة السيارة على التعرف ما إذا نسي المستخدم هاتفه في المنزل وتذكيره بذلك. ومن جهتها كشفت «إن فيديا» عن كومبيوتر خارق لقيادة سيارات المستقبل اسمه «درايف بي إكس 2» Drive PX2 يضاهي قوة 150 كومبيوترا، ويستخدم 12 نواة لمعالجة البيانات من مختلف مجسات وكاميرات السيارات ذاتية القيادة.
وبالنسبة للطائرات الشخصية من دون طيار، فقد أصبحت أكثر نضوجا، حيث عرضت «إنتل» جيلا جديدا من الطائرات الشخصية من دون طيار تتبع المستخدم أينما ذهب وكأنها مربوطة به بحبل رقمي، مع قدرتها على الابتعاد عن العقبات الموجودة أمامها آليا وتصوير المستخدم في الوقت نفسه للحصول على عروض مبتكرة من زوايا جديدة غير مسبوقة ومن دون الحاجة للتدرب على قيادتها. وأطلقت شركة «باروت» Parrot طائرة «ديسكو» بمروحة واحدة خلفية تطير إلى الأمام ويمكن تحديد مسارها على الخريطة الرقمية لتنطلق الطائرة وتبدأ بالتصوير، وهي خفيفة الوزن جدا ويمكن التحكم بها يدويا من خلال أداة التحكم عن بعد (ريموت كونترول). ويمكن طلب عودتها إلى المقر في أي لحظة بزر واحد على تطبيق الهاتف الجوال، وهي تستطيع العمل لمدة 45 دقيقة للشحنة الواحدة. وأطلقت بعض الشركات طائرات شخصية من دون طيار لنقل الركاب في حالات الطوارئ.
«الشرق الأوسط» ترصد أحدث النزعات التقنية لعام 2016 من «معرض إلكترونيات المستهلكين»
شاشات مرنة وكاميرات محيطية وإطلاق أول محطة تلفزيون إنترنت عالمية وتطبيقات مميزة للواقع الافتراضي ونضوج المركبات الذكية
«الشرق الأوسط» ترصد أحدث النزعات التقنية لعام 2016 من «معرض إلكترونيات المستهلكين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة