بلاتيني وبلاتر إلى معركة الاستئناف بعد إبلاغهما بحيثيات قرار إيقافهما

لجنة الأخلاق بالفيفا أوقفتهما لمدة 8 سنوات الشهر الماضي

بلاتيني وبلاتر إلى معركة الاستئناف بعد إبلاغهما بحيثيات قرار إيقافهما
TT

بلاتيني وبلاتر إلى معركة الاستئناف بعد إبلاغهما بحيثيات قرار إيقافهما

بلاتيني وبلاتر إلى معركة الاستئناف بعد إبلاغهما بحيثيات قرار إيقافهما

انتقلت قضية إيقاف رئيس الفيفا السابق السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة ثماني سنوات من قبل لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مرحلة جديدة بعد أن فتح أمامها طريق الاستئناف إثر تسلمهما حيثيات الحكم ضدهما.
وجاء في بيان للفيفا اليوم السبت «إن الغرفة القضائية في لجنة الأخلاق المستقلة سلمت السيد جوزيف بلاتر والسيد ميشال بلاتيني حيثيات القرار الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2015».
وكانت الهيئة القضائية في الفيفا أوقفت في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بلاتر وبلاتيني ثماني سنوات عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم بسبب سوء استعمال منصبيهما في قضية «دفعة غير شرعية» لمبلغ مليوني دولار تلقاها الفرنسي من الفيفا في عام 2011 عن عمل استشاري لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002، ولم ينشر الفيفا تفاصيل قرار الإيقاف.
وسبق أن أوقفت لجنة الأخلاق التابعة للفيفا بلاتيني وبلاتر في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوما في إطار القضية نفسها.
وتابع بيان الاتحاد الدولي «إن الغرفة القضائية تؤكد الوفاء بالتزامها بتقديم الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار الإيقاف لبلاتر وبلاتيني في النصف الأول من يناير (كانون الثاني) 2016».
وأضاف: «بعد تسلمهما أسباب القرار، فإنه يمكنهما التقدم باستئناف أمام لجنة الاستئناف».
لم يتأخر محامي بلاتيني بالإعلان أن موكله سيستأنف قرار إيقافه الاثنين المقبل.
وقال المحامي تيبو اليس «نؤكد تلقينا مساء الجمعة أسباب العقوبة. سندرسها ونحللها وسنقدم طلب الاستئناف الاثنين أمام لجنة الاستئناف».
وفي حال رفض استئناف بلاتر وبلاتيني أمام هذه اللجنة، فإنه يمكنهما حينها الطعن بقرار إيقافهما أمام لجنة التحكيم الرياضي (كاس).
وكان القضاء الداخلي للفيفا أسقط في قرار الإيقاف تهم الفساد عن بلاتر رئيس الفيفا منذ 1998، وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي منذ 2007، الذي كان المرشح الأبرز لخلافته، لكنه اتهمهما بـ«تضارب المصالح» و«سوء الإدارة».
وفرضت الهيئة على بلاتيني دفع غرامة قدرها 80 ألف فرنك سويسري (74 ألف يورو)، وبلاتر 50 ألف فرنك سويسري (46295 يورو).
وسبق أن رفضت محكمة التحكيم الرياضي لجوء بلاتيني إليها مباشرة قبل المرور بلجنة الاستئناف في الفيفا، حيث سعى إلى تسريع عملية المحاكمة لكي يكمل مشواره في سباق الترشح لرئاسة الفيفا في الانتخابات المقررة في 26 فبراير (شباط) المقبل.
وأعلن الفرنسي في تصريح لصحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية نشرته الخميس الماضي سحب ترشيحه لانتخابات رئاسة الفيفا، لكنه أكد أنه سيلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضي.
وقال بلاتيني «لن أتقدم لرئاسة الفيفا. إنني اسحب ترشيحي (...) ليس لدي الوقت ولا الوسائل للالتقاء مع الناخبين والاجتماع مع الناس أو التنافس مع الآخرين» قبل 26 يناير، الموعد النهائي لتسجيل طلبات الترشيح.
وكان ينظر إلى بلاتيني على أنه المرشح الأبرز لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا.
بالنسبة إلى بلاتر، فإنه كان أوضح في تصريح له بعد صدور قرار الإيقاف «سنستأنف العقوبة أمام لجنة الاستئناف (التابعة للفيفا) ثم أمام محكمة التحكيم الرياضي ثم أمام القضاء السويسري»، معربا عن أسفه «لكرة القدم العالمية والفيفا».
وأضاف: «أنا آسف لأنني كرئيس للفيفا محل اتهام وآسف لكرة القدم العالمية وللاتحاد الدولي، يؤلمني قلبي عن كل الاتحادات وكل من يعمل في الفيفا، ولكنني أشفق على نفسي كيف وقع التعامل معي ولم يحسبوا حسابا لمعاني الإنسانية».
وأضاف بلاتر: «أنتم تتساءلون عما إذا تعرضت للخيانة؟ والجواب هو نعم. طلبنا من لجنة الأخلاق الحكم على السلوك الأخلاقي لكنها أنكرت الأدلة وتحاول بناء شيء غير صحيح».
وأردف قائلا: «بعد كل الدلائل التي قدمتها للدفاع عن نفسي وفي كل ما يمت بصلة إلى الدفوعات وفيما يتعلق بعلاقتي مع السيد بلاتيني، كنا نظن أننا سنحصل على حكم عادل وعلى قرار عادل لأنه كان هناك اتفاق شفهي بين الرجال والسادة، هذا التفاهم قمنا به عام 1998، ولكن ما أدهشني هو أن لجنة الأخلاق أنكرت ذلك التفاهم الشفهي».
وتابع: «قالوا إنه ستتم معاقبتنا مدى الحياة ولكنهم أشفقوا علينا وعاقبونا بـ8 أعوام، لجنة الأخلاق لم تذهب إلى الدلائل وهذه اللجنة ليس لها الحق أن توقف رئيس الفيفا. رئيس الفيفا لا يمكن إيقافه إلا من خلال مؤتمر الفيفا الذي سينعقد في 26 فبراير المقبل. حتى بعد إيقافي فأنا رئيس الفيفا، لا أخجل مما حصل ولكنني رئيس الفيفا إلى حين انعقاد الانتخابات الرئاسية في فبراير».
وإيقاف بلاتر وبلاتيني شكل الضربة الأقوى للفيفا ضمن سلسلة الفضائح التي تضرب هذه المنظمة منذ أواخر مايو (أيار) الماضي وأدت إلى اعتقالات بالجملة لمسؤولين بارزين فيها وتوجيه التهم إلى آخرين بتهم الفساد والرشوة وتبييض الأموال.
وتم اقتراح عدد من الإصلاحات من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض على أن تعتمد في الجمعية العمومية في 26 فبراير المقبل التي ستشهد انتخابات رئاسية ستطوي حقبة بلاتر.
ويتنافس في انتخابات رئاسة الفيفا بعد إيقاف بلاتيني 5 مرشحين، هم رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والأمين العام للاتحاد الأوروبي السويسري من أصل إيطالي جاني اينفانتينو، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، ونائب رئيس الفيفا السابق الأردني الأمير علي بن الحسين الذي خسر السباق أمام بلاتر في ربيع 2015، والمساعد السابق لأمين عام الفيفا السابق الفرنسي جيروم شامبانيي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».