إيران تنفذ مخططًا إرهابيًا بقطع مصادر المياه عن إقليم كردستان

رئيس لجنة الزراعة: وفق الاتفاقيات الدولية ليس لطهران الحق في بناء السدود على تلك الأنهار

إيران تنفذ مخططًا إرهابيًا بقطع مصادر المياه عن إقليم كردستان
TT

إيران تنفذ مخططًا إرهابيًا بقطع مصادر المياه عن إقليم كردستان

إيران تنفذ مخططًا إرهابيًا بقطع مصادر المياه عن إقليم كردستان

اتخذت إيران موقفا ضد إقليم كردستان بعد العمل على تضييق الخناق عليه، لرفضه التام التدخل في سيادة العراق، أو الإقليم، لتبدأ مخططها الإرهابي بالعمل على قطع المياه لتكون أبرز الوسائل التي يستخدمها النظام الإيراني ضد إقليم كردستان، فنظام طهران يسعى، وبحسب معلومات دقيقة، إلى بناء تسعة سدود على مجاري الأنهار التي تنبع من أراضيه باتجاه أراضي الإقليم، و تغيير مسار العشرات من الأنهر التي تشكل روافد أنهار مهمة في الإقليم، الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية وزراعية في الإقليم إذا أنهت طهران محاولاتها هذه.
وقال يعقوب جورجيس ياقو، رئيس لجنة الزراعة والري في برلمان إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: تعد هذه المسألة سيادية ومرتبطة بالحكومة الاتحادية في بغداد التي عليها أن تحل هذه المشكلة، وترسل وفدا إلى طهران لبحثها وحلها حسب الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه، فليس لإيران الحق في أن تبني السدود على هذه الأنهار وتتحكم بالمياه أو أن تمنحنا حصة صغيرة منها، والمشروع الذي تعمل إيران من أجله في هذا المجال سيخفض نسبة كبيرة من منسوب المياه في الإقليم، ولا يجوز أن تضغط علينا إيران في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة بمسألة المياه، بل يجب الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية . وتواصل إيران ومنذ سنين قطع مصادر المياه عن مناطق إقليم كردستان، ضمن مشاريع تحويل مجاري العشرات من الأنهار وقنوات المياه التي تصب في أراضي إقليم كردستان، فجففت نهر الوند في مدينة خانقين (أحد الأقضية الكردية المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، الأمر الذي ترك آثارا خطيرة على حياة الناس في هذا القضاء وعلى البيئة والزراعة، ولم تقف طهران عند هذا الحد، بل تجاوزت جرائمها في هذا الإطار إلى البدء بمشروع آخر لتحويل مجرى نهر سيروان، فيما تشير تقديرات أولية إلى أن 70 في المائة من مصادر مياه سد دربنديخان و40 في المائة من مصادر سد دوكان في الإقليم، ستنخفض مع إتمام طهران مشاريعها الهادفة إلى قطع المياه عن الإقليم.
من جهته، أوضح محمد أمين فارس، المدير العام لمصادر المياه في وزارة الزراعة والري في حكومة إقليم كردستان ورئيس اللجنة العليا للمياه في حكومة الإقليم وممثل حكومة الإقليم للتفاوض في شؤون المياه مع دول الجوار، لـ«الشرق الأوسط»: «الأنهار الموجودة بين إيران والعراق وضمنه إقليم كردستان كثيرة تصل إلى نحو 63 نهرا دائما وموسميا لها تأثير على مصادر المياه في الإقليم وفي العراق، بالإضافة إلى أن إيران تؤسس السدود على مصادر المياه داخل أراضيها، وهذه السدود تؤثر على المياه التي تدخل الإقليم، ويعد سد داريان أحد هذه السدود التي تنشئها إيران على نهر سيروان،. بدوره، قال النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، أردلان نورالدين، لـ«الشرق الأوسط»: «من المتوقع أن نعرض هذه المسألة للبحث في مجلس النواب العراقي مع بدء الفصل الثاني من جلسات المجلس التي ستبدأ في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي»،



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.