سفير مصر الجديد لدى إسرائيل يبدأ مهام عمله

المتحدث العسكري: ضبط «إرهابي خطير» وسط سيناء

سفير مصر الجديد لدى إسرائيل يبدأ مهام عمله
TT

سفير مصر الجديد لدى إسرائيل يبدأ مهام عمله

سفير مصر الجديد لدى إسرائيل يبدأ مهام عمله

قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن السفير حازم خيرت وصل بالفعل إلى تل أبيب قبل أيام، وبدأ في ممارسة عمله سفيرا جديدا لدى إسرائيل.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوصول السفير المصري الجديد، معربا عن أمله في أن يساعد ذلك على توطيد العلاقات بين البلدين. وقال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أمس إن «هذا الأمر من شأنه تقوية العلاقات مع بلد عربي محوري ومهم بالمنطقة».
وظلت السفارة المصرية في تل أبيب بلا سفير لنحو ثلاثة أعوام، منذ استدعاء مصر سفيرها السابق لدى إسرائيل عاطف سالم في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو (حزيران) من العام الماضي قرارا بتعيين خيرت سفيرا لمصر لدى إسرائيل ضمن تعيينات شملت سفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية آخرين. وقالت إذاعة «صوت إسرائيل» أمس إن سفير مصر الجديد لدى إسرائيل حازم خيرت وصل إلى البلاد نهاية الأسبوع الفائت.
ويعد السفير خيرت أحد الدبلوماسيين المصريين البارزين، الذين شغلوا مناصب رفيعة في وزارة الخارجية، حيث كان سفيرا لبلاده في دولتي سوريا وتشيلي، ومندوبا دائما لمصر لدى جامعة الدول العربية، ثم مساعدا لوزير الخارجية لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي.
وخيرت هو سادس سفير لمصر لدى إسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، بدءا من السفير سعد مرتضى في الفترة من 1980 وحتى 1982 عندما تم سحبه عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ثم تم تعيين السفير محمد بسيوني في الفترة من 1986 وحتى عام 2000، وأيضا تم استدعاؤه على خلفية الانتفاضة الفلسطينية، حتى تم تعيين السفير محمد عاصم في الفترة من 2005 وحتى 2008، تبعه السفير ياسر رضا من 2008 وحتى 2012، وأخيرا السفير عاطف سالم الذي أمضى أقل مدة في الفترة من سبتمبر وحتى نوفمبر 2012، وتم سحبه إثر العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012 في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد الأمني في مصر، أعلن المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير، أمس، ضبط أحد العناصر الإرهابية الخطيرة والمطلوب أمنيا في سيناء ويدعى «عبد الله سلمان سالم»، وذلك بناء على معلومات استخباراتية.
وقال المتحدث في بيان له إنه «في إطار جهود قوات الجيش بالتمشيط والمداهمة بوسط سيناء، أمكن رصد مسار متحرك بواسطة الجمال يستخدم في إمداد العناصر الإرهابية بالأسلحة والذخائر والمواد الغذائية قرب منطقة الأبرقين وجبل أم حلوف». وأضاف أنه «تم العثور بالمنطقة على 7 أجولة من مادة TNT شديدة الانفجار في صورتها الأولية، و3 بنادق آلية بالخزن، وبندقية قناصة، وكمية كبيرة من الذخائر، بالإضافة إلى نظارة ميدان ومواد غذائية». كما «تم ضبط وتدمير عربة دفع رباعي ودراجة نارية من دون لوحات معدنية خاصة بالعناصر الإرهابية بمنطقة جبل البحيري».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».